استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ماذا يريد الجيل الإخواني الجديد؟

الجمعة 14 أغسطس 2015 02:08 ص

تمرّ جماعة «الإخوان المسلمين»، عالمياً، بمرحلة مخاض غير مسبوقة على أكثر من صعيد، بتأثير التجربة المصرية، 2011-2013، وإبّان حقبة حكم الرئيس «محمد مرسي»، وما تلاها من انقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013.

المخاض لا يتمثّل فقط في اختبار الاستراتيجيات المستعصية لاجتراح خيار سلمي في ظل حالة عنف سلطوي شديد موجّه من قبل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي ضد الجماعة وأنصارها، وأغلب القوى الرافضة لعودة "الاستبداد"، بل هو مخاض حتى على صعيد "النقد الذاتي" داخل الجماعة لمرحلة مرسي، وما يعتبره الجيل الجديد أخطاءً كارثية وقعت فيها الجماعة في تلك الأثناء، وإعادة ترسيم الإطار الفكري والحركي للجماعة العجوز ذات القاعدة الشعبية الكبيرة.

في ورقة -على درجة كبيرة من الأهمية- يقدّم لنا الباحث الأميركي المرموق ناثان براون (صاحب كتاب "المشاركة لا المغالبة"، والأبحاث الجادة عن الإخوان) مع زميلته الباحثة ميشل دن، قراءة فاحصة معمّقة للنقاشات التي تجري في أوساط الجماعة المصرية في الداخل والخارج، ولدى كلّ من جيل الكبار والجيل الجديد الصاعد، وما بينهما من فروق صارخة في تعريف أولويات الجماعة في مواجهة المرحلة المقبلة وخياراتها الاستراتيجية.

الورقة -التي جاءت بعنوان «جماعة الإخوان المسلمين في مصر: ضغوط غير مسبوقة ومستقبل مجهول» (نشرت على موقع كارنيغي للشرق الأوسط)- تستحق أن يقرأها الإخوان المسلمون بعناية ودقة، لأنّها تضعهم أمام الأسئلة والحوارات المطروحة بعمق، وبخاصة الاختلاف اليوم بين جيل قديم مخضرم ما يزال يتمسّك بميراث الجماعة كاملاً، من زاوية الإصرار على المسار السلمي والصلابة التنظيمية والهياكل التقليدية والخطاب الكلاسيكي، وبين الجيل الجديد الذي بدأ يصعد إلى مواقع القيادة ويحلّ محلّ الجيل القديم من الصف الأول، الذي يقبع أغلبه داخل السجون المصرية، أو في المنفى، في ظل أرقام رهيبة عن حجم الاعتقالات والعنف، إذ وصلت التقديرات إلى قرابة 40 ألف معتقل!

بالرغم من أنّ أغلب الأدبيات والتحليلات الإعلامية تحذّر اليوم من نبرة الانتقام التي بدأت تطغى على جيل الشباب جراء الضغوط الأمنية غير المسبوقة، وتلمّح إلى أنّ هناك نزوعا نحو العنف والصدام، وإن كان بدرجة أقل من الرصاص أو ما وصلت إليه جماعات راديكالية مثل تنظيم "أنصار بيت المقدس" (الدولة الإسلامية- ولاية سيناء حالياً)، كما رصد ذلك الصديق الباحث خليل العناني؛ إلاّ أنّ ورقة براون ودن تخرج من هذه الثنائية الخشبية؛ أي السلمية أم السلاح أو العنف، كخيارات مفكّر فيها لدى الجيل الجديد، لتضعنا أمام سجال أكثر تنوعاً وعمقاً، بل وإدراك الجيل الجديد بأنّ العنف هو بمثابة "فخ" نصب للإخوان من قبل العسكر ليقعوا فيه، فيسهل بعد ذلك تصنيف الحركة وتوصيفها بأنّها إرهابية.

على النقيض من ادعاء الحكم المصري، يؤكد الباحثان أنّه لا توجد إثباتات، برغم العنف السلطوي الهائل، على أنّ الإخوان لجأوا إلى العنف، مع إدراك أنّ هناك محاولات للتمرد والمشاغبة، وحالات من الانفلات في أنصار الجماعة.

الجيل الجديد يفكّر اليوم بروح ثورية، ليس فقط في مواجهة المأزق الكبير الراهن، بل وحتى في إعادة النظر بوضع الحركة. فهناك توجّه نحو اللامركزية، والاندماج مع الحركات السلمية المعارضة الأخرى، والاعتراف بأخطاء قيادة الإخوان السابقة، والتفكير في كيفية التفاعل مع البيئة الجديدة للعمل، التي تختلف حتى عن تلك التي سادت في العقود السابقة، سواء بردود الفعل العنيفة، أو القبول بمقاعد محدودة في البرلمان!

على ماذا يراهن الجيل الجديد؟ ماذا يريد آلاف الشباب الإخوان (أغلبهم من الطبقة الوسطى)؟ سؤلان ما يزالان برسم الإجابة في سياق المخاض الراهن.

وبالمناسبة، فإن هذا المخاض لا يقتصر على إخوان مصر!

  كلمات مفتاحية

مصر الإخوان المسلمون محمد مرسي الانقلاب العسكري شباب الإخوان

«ميدل إيست بريفينج»: هل جماعة الإخوان المسلمين الحل أم المشكلة؟

«ولاية سيناء» يسعى لاستقطاب شباب «الإخوان» عقب حكم الإعدام على «مرسي»

«فورين أفيرز»: قيادات الإخوان الشابة تقود المرحلة

«ديفيد هيرست»: الثورات العربية ستنجح بفضل القيادات الشبابية

«إيكونوميست»: حرب حكام الخليج ضد «الإخوان» جاءت بنتائج عكسية غير مقصودة

المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين يدعو أعضاء الجماعة للوحدة ونبذ الفرقة