مذكرة تكشف رضوخ منظمة الصحة لضغوط روسية صينية حول سوريا

الخميس 30 أبريل 2020 01:06 م

قالت مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن إن منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة تريد من مجلس الأمن أن يسمح بشكل عاجل باستخدام معبر حدودي عراقي مع سوريا مجددا لتسليم الإمدادات للمساعدة في مكافحة وباء "كورونا".

غير أن نسخة محدثة من المذكرة، بتاريخ الثلاثاء، حذفت المناشدة المباشرة بإعادة فتح معبر اليعربية بعد نحو 4 أشهر من توقف استخدامه في عمليات الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين.

ولم ترد منظمة الصحة العالمية حتى الآن على طلب للتعليق.

وتثير هذه الخطوة احتمال تأجيج الانتقادات -التي تصدرها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"- للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بأنها تسمح لنفسها بأن تؤثر عليها بعض الدول.

كان "ترامب" أوقف في وقت سابق هذا الشهر التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي مقرها جنيف بينما تعكف واشنطن على مراجعة تعامل المنظمة مع "كورونا"، واتهم المنظمة بالتركيز أكثر من اللازم على الصين. وتنفي منظمة الصحة ذلك.

وقال مدير شؤون الأمم المتحدة بمنظمة هيومن رايتس ووتش "لويس شاربونو" بخصوص التغييرات التي أدخلت على المذكرة: "يجب أن تقف منظمة الصحة العالمية ثابتة ولا ترضخ للضغوط من القوى الكبرى. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات".

وأضاف: "ينبغي لمجلس الأمن على الفور أن يجدد التفويض باستخدام معبر اليعربية".

وخلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا، الأربعاء، دعا عدد من الأعضاء المجلس إلى المساعدة في تعزيز عمليات نقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "كيلي كرافت" إنه ينبغي بحث كل الخيارات بما في ذلك استخدام معبر اليعربية.

لكن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزيا" قال: "نحث زملاءنا بقوة على ألا يضيعوا وقتهم في البحث عن سبيل للدفاع، بشكل صريح أو ضمني، عن العودة إلى استخدام اليعربية".

وأعلنت سوريا تسجيل 43 حالة إصابة بـ"كورونا"، إحداها في شمال شرق البلاد، وثلاث وفيات.

وقالت مذكرة منظمة الصحة العالمية المحدثة إن التأثير الحقيقي لـ"كورونا" في سوريا يمكن أن يكون "كارثيا حقا".

  • "الإرهاب أخطر"

كان مجلس الأمن أجاز سنويا تسليم المساعدات من خلال المعبر العراقي على مدى السنوات الست الماضية، لكنه توقف عن إصدار الموافقة في يناير/كانون الثاني بسبب معارضة روسيا، حليفة سوريا، بدعم من الصين.

وقالت مسودة مذكرة منظمة الصحة: "شركاء الأمم المتحدة ... يقترحون إعادة فتح معبر اليعربية على وجه الاستعجال. سيكون لهذا تأثير كبير على التعامل مع مرض كورونا في شمال شرق سوريا".

وقالت المسودة المحدثة بدلا من ذلك إن "هناك حاجة إلى خيارات جديدة" لإحلال المساعدات التي كان يتم تسليمها عبر العراق، مضيفة أنه لا يمكن توسيع عمليات الشحن عبر خطوط الصراع في البلاد بما يكفي لتلبية الاحتياجات في شمال شرق سوريا.

وقال دبلوماسيون غربيون إن إغلاق المعبر العراقي يمنع 40% من المساعدات الطبية إلى شمال شرق سوريا.

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة "مارك لوكوك" للمجلس، الأربعاء: ”الفجوات في الإمدادات الطبية آخذة في الاتساع في شمال شرق سوريا“.

وموافقة مجلس الأمن ضرورية لتسليم مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود نظرا لعدم موافقة النظام السوري.

وقال سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة "بشار الجعفري"، للمجلس، إن "الإرهاب أشد خطرا“ من "كورونا" في سوريا.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

سوريا منظمة الصحة العالمية كورونا فيروس كورونا

بسبب كورونا.. مقاضاة منظمة الصحة العالمية بتهمة التستر على الصين