تعتزم الكويت تأسيس شركة للأمن الغذائي، برأس مال 11 مليار دولار، تهدف إلى رفع مستوى المخزون الغذائي الاستراتيجي في البلاد، بعد تداعيات جائحة "كورونا" وأثرها على هذا المجال الحيوي.

وكانت الكويت قد اقترحت، منتصف الشهر الماضي، إنشاء شبكة أمن غذائي موحد لدول الخليج، وذلك خلال الاجتماع الاستثنائي الثاني عبر "الاتصال المرئي"، بين وزراء التجارة في مجلس التعاون، وقد وافق المجلس على المقترح، وقال إنه سيشرع في دراسته فنيا.

وقالت مصادر إن عمليات سحب المواد الغذائية والتموينية في الكويت بكثافة، خلال الأسابيع الماضية، تحت وطأة تداعيات "كورونا"، إضافة إلى التوقعات العالمية باستمرار أزمة الفيروس التاجي لشهور أخرى، وربما سنوات، سرع من مساعي الكويت لتأسيس هذه الشركة.

وأضافت أن هدف الشركة المقرر تأسيسها هو زيادة المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية في البلاد بنسبة 35%، من خلال توسيع عمليات الاستيراد وبناء مخازن ضخمة والعمل على منع حدوث أزمات مستقبلية ومواجهة أي ظروف طارئة.

واشترى الكويتيون والوافدون في البلاد، مواد وسلعا غذائية بقيمة 8 مليارات دولار، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبالتحديد منذ بدايات أزمة "كورونا"، بحسب تقرير صادر عن مركز الكويت للاستشارات الاقتصادية.

وحذر التقرير من أزمة غذاء مقبلة بسبب استمرار حالة الشراء غير الرشيد والتي قد تؤدي إلى نفاد السلع التي تكفي لـ6 أشهر خلال شهرين فقط.

وقبل يومين، أشاد تقرير صادر عن "أكسفورد بزنس جروب" بجهود الكويت في تعزيز أمنها الغذائي، عبر الاستثمار في القطاع الزراعي وتوسيع نطاق الاتفاقيات الغذائية، وخطوط إمداداتها، فضلاً عن دورها في إنشاء شبكة موحّدة للأمان الغذائي في الخليج.

وأوضح التقرير أنه مع ضغط فيروس "كورونا" على التجارة وسلاسل التوريد العالمية، تحركت الكويت لتعزيز أمنها الغذائي، من خلال زيادة التعاون الدولي والاستثمار في التكنولوجيا الزراعية، وتبني مجلس التعاون الخليجي اقتراحها في 17 أبريل/نيسان الماضي بإنشاء شبكة موحدة للأمان الغذائي، مشيراً إلى أن جهود الكويت لتحسين الأمن الغذائي تأتي وسط تدابير أوسع لمواجهة الانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة "كورونا".

وأفاد بأن الكويت سعت أيضاً إلى زيادة إمداداتها الغذائية في أبريل/نيسان الماضي، من خلال إبرام صفقة مع مصر؛ لتسهيل استيراد المنتجات الزراعية والغذائية، بعدما كانت تخضع لاختبارات مكثّفة، موضحاً أنها زادت من استثماراتها في قطاع الزراعة، حيث أعلنت شركة "وفرة" للاستثمار الدولي، مؤخرا، استثمارها 100 مليون دولار في شركة "بيور هارفست" الناشئة للتكنولوجيا الزراعية، وهو ما يمثّل أكبر التزام استثماري في شركة من هذا النوع في الشرق الأوسط.

وحتى صباح الأربعاء، سجلت الكويت 5804 إصابات بفيروس "كورونا" المستجد، توفي منهم 40، بينما تعافى 2032.

وتزايدت الإصابات اليومية في البلاد، خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع السلطات إلى تجديد تحذيراتها للمواطنين والمقيمين من مغبة التهاون في تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.