السعودية وقطر.. من يفوز باستضافة دورة الألعاب الآسيوية؟

الأحد 17 مايو 2020 10:27 م

اتخذ التنافس بين السعودية وقطر منعطفا جديدا في الأسابيع الأخيرة، مع إعلان المجلس الأولمبي الآسيوي أن كلا البلدين قد تقدم بعروض رسمية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030.

ورأى المعلقون أن التنافس على الدورة يعتبر أحدث حلقة في سلسلة المواجهة التي ميزت العلاقات السعودية - القطرية منذ بداية الحصار قبل 3 أعوام.

تعد الألعاب الآسيوية واحدة من أكبر الأحداث الرياضية في العالم، حيث يشارك فيها نحو 10 آلاف رياضي.

وبغض النظر أن الفوز بحقوق الاستضافة سيسمح بالفخر الإقليمي، يجب مراجعة إمكانيات كل دولة وما يترتب عليه الفوز بالاستضافة.

البنية التحتية الرياضية

ويعد عرض قطر استمرارا لرغبة البلاد في استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة، وهي رحلة بدأت عام 2006 مع الألعاب الآسيوية نفسها.

وتشهد العديد من الأحداث الرياضية الهامة التي نجحت قطر في تنظيمها على قدرتها على التغلب على التحديات الثقافية التي غالبا ما تجلبها تلك الفعاليات.

وإذا فازت قطر باستضافة ألعاب 2030، فإن ذلك سيمنحها قيمة مضافة من البنية التحتية الرياضية التي تشيدها من أجل كأس العالم 2022.

ولا يسع المرء إلا أن يتساءل عما إذا كانت هناك عوامل أخرى لها دور في الأمر، فهل يمكن أن يكون العرض استراتيجية مدروسة من جانب الدوحة لتجنب المزيد من التعرض للغضب المحيط بقصة كأس العالم؟ هل تحول قطر تركيزها إلى استضافة أحداث من الدرجة الثانية لتجنب وهج وسائل الإعلام العالمية؟

بالنظر إلى أن الألعاب الآسيوية نادرا ما تلفت انتباه الصحافة الرياضية الغربية، فقد يكون هذا هو الحال، أو مثلما قدمت دورة الألعاب الآسيوية لعام 2006 نقطة انطلاق لعرض قطر الناجح لكأس العالم، فهل يمكن أن يكون عرض الفوز بألعاب 2030 مقدمة لطموحات البلاد الراسخة في استضافة الألعاب الأولمبية العالمية نفسها؟

وبالمقارنة، فإن العرض السعودي يستهدف تحسين السمعة، حيث يسمح فوز السعودية بالترويج للرياض على أنها "المدينة الكبرى" التي تجذب الكثيرين.

ومن شأن استضافة البطولة أن يوفر أيضا اختبارا عاما للإصلاحات الاجتماعية التي حاول ولي العهد "محمد بن سلمان" الدفع بها في إطار رؤيته للسعودية الجديدة.

فوائد القوة الناعمة

وفي حين أصبحت السعودية أكثر رسوخا في المجال الرياضي في الأعوام الأخيرة، فإن الألعاب الآسيوية الناجحة ستساهم في انفتاح المجتمع السعودي على العالم، ما يعني فرصة جديدة لمراكمة القوة الناعمة.

وتقدم فكرة "ألعاب الرياض 2030" بعض المزايا المغرية الأخرى، فهل يمكن، على سبيل المثال، أن يكون ذلك بداية للتقارب مع قطر؟

ويمكن لاستئناف العلاقات بين الدول المجاورة أن يخفف العبء على البنية التحتية في الرياض، بالنظر إلى المسافة القصيرة نسبيا بين الرياض والدوحة.

وبالمثل، هل يمكن لنجاح عطائها أن يجعل السعودية تفكر مرتين قبل التورط في تشابكات إقليمية أخرى؟

ويكون عنصر الأمن جزءا لا يتجزأ من أي عطاء، وبالإضافة إلى وقف استنزاف خزائن الحكومة، ومواجهة الآراء السلبية في الخارج، فإن الفوز بتنظيم الألعاب سيعطي السعودية سببا آخر لفك ارتباطها بالصراع في اليمن، عاجلا وليس آجلا.

تعد الفرص الناشئة عن نجاح محاولة السعودية مغرية، ولكن كما اكتشفت قطر، فإن الخروج إلى عالم الرياضة العالمية لا يخلو من المخاطر.

وتم استهداف قطر بشكل متكرر من قبل كل من وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان، وأجرت قطر مجموعة كبيرة من التغييرات على قوانين التوظيف منذ عام 2010، والتي تم الإشادة بالكثير منها دوليا.

ولكن لا يزال من غير الواضح إذا كانت السعودية مستعدة، أو قادرة حتى، على إجراء مثل هذه التغييرات.

اتهامات غسيل السمعة الرياضي

ومع استمرار السعودية في المسار الرياضي، نشأت اتهامات بغسيل السمعة رياضيا مع محاولة المملكة شراء نادي "نيوكاسل يونايتد" في الدوري الإنجليزي، ما يشير إلى أنها ستشهد الكثير من التدقيق الذي تعاني منه جارتها قطر.

وتأتي العواقب السلبية غير المتوقعة، التي تنشأ عندما تحاول الدولة ممارسة القوة الناعمة عبر الرياضة، عندما ينظر إلى أن تلك الدولة فشلت في تلبية المعايير التي وضعها المجتمع العالمي في مسائل مثل البيئة أو حقوق الإنسان.

وكان نظام الكفالة المثير للجدل لأعوام مصدرا لهذا الصداع في قطر، ما دفعها لإلغائه رسميا في يناير/كانون الثاني.

ومع ذلك، مع مليارات الدولارات المخطط إنفاقها في أعمال البناء في الرياض وحدها، يظل نظام الكفالة جزءا أساسيا من منظومة المجتمع السعودي.

وبالإضافة إلى الانتقادات الكثيرة التي وجهها المجتمع الدولي للسعودية بسبب سجن الناشطين في مجال حقوق المرأة وقضية قتل "جمال خاشقجي"، سيتم وضع المملكة تحت عدسة الانتقادات بشكل مكثف.

عامل "كورونا"

وفي حين أن قطر لديها الكثير من البنية التحتية اللازمة بالفعل، فإن العرض السعودي سيتعين عليه أيضا التغلب على التداعيات المحتملة لوباء الفيروس التاجي "كوفيد-19"، والخراب الاقتصادي الذي أحدثه في جميع أنحاء العالم.

ومع توقع بعض الخبراء أن تستمر الجائحة لمدة عامين، مع ما ينتج عن ذلك من تباطؤ للاستثمار، فإن "رؤية السعودية 2030" معرضة لخطر التأخير، إن لم يتم تعطيلها بالكامل.

كما يشاع أن كلا البلدين مهتمان باستضافة كأس آسيا 2027، لذا فمن الواضح أن الرياضة ستظل جزءا لا يتجزأ من الرؤية الوطنية لكل منهما.

ولكن كيف سيكون رد فعل الشعب السعودي على ما يمكن أن يفسره الكثيرون باعتباره مغامرة أخرى من "بن سلمان" إذا استمرت عائدات النفط في التراجع، خاصة عندما تكون الكثير من البنية التحتية الرياضية المطلوبة زائدة عن الحاجة بعد ذلك؟

وبالنسبة للسعودية على الأقل، قد تفوق تكلفة الفوز بتنظيم الحدث قيمة العوائد عندما يتم الإعلان عن الدولة المضيفة في نوفمبر/تشرين الثاني.

المصدر | روس جريفين | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دورة الألعاب الآسيوية حصار قطر كأس العالم قطر 2022

أزمة دبلوماسية بين السعودية وإيران في الألعاب الآسيوية

قطر تقدم رسميا ملف استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030

قريبا.. اتفاق سعودي قطري حول تنظيم دورة الألعاب الآسيوية

بمشاركة 6 آلاف رياضي.. انطلاق دورة الألعاب السعودية الأولى في 27 أكتوبر

منظمة عالمية تنتقد اختيار السعودية لاستضافة الألعاب الشتوية 2029