هنأت جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر (جبهة المكتب العام)، الإثنين، حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، بعد تمكن قواتها من تحرير قاعدة الوطية الجوية، والتي كانت تضم آخر تمركزات لقوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" في الغرب الليبي.

وقالت الجماعة، في بيان، إنها "تهنئ شعب ليبيا الكريم بالنصر المؤزر في تحرير قاعدة الوطية العسكرية".

وأضاف البيان أن "الشعب الليبي راهن منذ اليوم الأول أنه بسواعده الفتية لن تنحنى هامته أمام قوى الظلام والشر التي دبرت له للالتفاف على إرادته، فقاوم الشعب وانتفض حتى تحقق النصر في الوطية وإن شاء الله يتبعه نصر ونصر حتى تحرير كامل التراب الليبي".

واختتم البيان: "نبارك للحكومة الشرعية في ليبيا حكومة الوفاق ونشد على أياديهم والله ناصر الحق بإذنه ولو اجتمعت الدنيا كلها ضده..".

وفي وقت سابق، الإثنين، أعلنت حكومة الوفاق الليبية، الإثنين، سيطرتها بشكل كامل على قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية، جنوب غربي العاصمة طرابلس، والتي كانت تعد آخر تمركزات قوات "حفتر" في الغرب الليبي.

وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب "مصطفى المجعي" لقناة "فبراير الخاصة" إن عملية تحرير الوطية هي بداية لعمليات عسكرية أوسع وأشمل.

وفجر الإثنين، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، تدمير ثالث منظومة دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير"، كانت في طريقها لدعم "حفتر".

وأظهر مقطع مصور تم التقاطه صباح الإثنين من داخل قاعدة الوطية الجوية، ونشرته قناة "فبراير" الليبية (خاصة) انتشار آليات تابعة لقوات الحكومة الليبية وهي تحكم سيطرتها على نقاط القاعدة الاستراتيجية.

وظهرت آليات وطائرة حربية مدمرة لميليشيا "حفتر" على أطراف الطريق داخل القاعدة، بالإضافة إلى تحصينات ودشم.

وتشير المشاهد في المقطع إلى أن انسحاب ميليشيا "حفتر" جرى سريعا، تاركة وراءها كل شيء.

ومنذ إطلاق قوات حكومة الوفاق، عملية "عاصفة السلام"، في 25 مارس/آذار الماضي، اقتحمت قاعدة الوطية مرتين دون التمكن من السيطرة عليها، نظرا لحصانتها، واكتفت بتطويقها وقصفها جوا وبرا.

ونهاية أبريل/نيسان الماضي، اعتبرت الحكومة الليبية أن "الوطية" أخطر القواعد التي يستخدمها المتمردون في عدوانهم على العاصمة، وعملت الدول الداعمة لـ"حفتر" على أن تكون قاعدة إماراتية، على غرار "قاعدة الخادم" بالمرج (شرق).

و"الوطية" آخر تمركز عسكري مهم تملكه ميليشيا "حفتر"، في المنطقة الممتدة من غرب طرابلس إلى الحدود التونسية، وإن لم تسيطر عليها قوات الحكومة، فستشكل دوما تهديدا قويا على مدن الساحل الغربي.

وتعتبر القاعدة أحد أهم المعاقل الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة قوات "حفتر" في الغرب الليبي، وهي أكبر قاعدة عسكرية غرب طرابلس، وتقع على بعد 140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس.

ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشن ميليشيا "حفتر" هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة، استهدفت خلاله أحياء سكانية ومواقع مدنية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.