جاويش أوغلو: بعد كورونا الشراكة التركية الأفريقية ستكون نموذجا

الاثنين 25 مايو 2020 06:28 م

قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، أن الشراكة التركية الأفريقية ستكون مثالا يحتذى به في النظام العالمي الجديد ما بعد كورونا.

جاء ذلك في مقال كتبه لوسائل إعلام أفريقية، بعنوان "الشراكة مع أفريقيا ضرورة أكثر من أي وقت مضى" بمناسبة "يوم أفريقيا" المصادف الإثنين، حيث أعرب عن تهانيه لكافة الأفارقة بهذه المناسبة.

واعتبر "جاويش أوغلو"، أن "الظروف الاستثنائية التي سببتها جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم تجعل التضامن أكثر أهمية هذا العام".

وأضاف "التقدم الذي أحرزته أفريقيا خلال السنوات الأخيرة في العديد من المجالات، وشراكتنا النامية مع القارة، يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بأمل، رغم التحديات الراهنة".

وأشار إلى أن الخارجية التركية أعطت أولوية لتطوير التعاون مع القارة الأفريقية، بالتنسيق مع المؤسسات التركية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.

وتابع "جاويش أوغلو": "نبذل جهودا مضنية لتطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مع أفريقيا، وزيادة مساعدتنا التنموية والإنسانية لها، ورفع عدد المنح الدراسية للطلاب الأفارقة وزيادة رحلات الخطوط الجوية التركية إلى القارة".

واستطرد "نهدف إلى مواصلة تطوير علاقاتنا مع أفريقيا على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين".

ولفت إلى أن عدد السفارات التركية في أفريقيا ارتفع من 12 عام 2002، إلى 42 حاليا، فيما ارتفع عدد سفارات الدول الأفريقية لدى أنقرة إلى 36، بعدما كان 10 بداية 2008".

وأوضح "جاويش أوغلو"، أن عدد الزيارات الرفيعة المستوى بين تركيا وأفريقيا من 2015 ـ 2019 تجاوز 500. فيما تضاعف حجم التجارة البينية 6 مرات خلال السنوات الـ 18 الماضية.

وبيّن أن وقف المعارف التركي يدير 144 مؤسسة تعليمية و17 سكنا للطلاب في جميع أنحاء أفريقيا. كما تخرج آلاف الطلبة من 54 دولة بالقارة في الجامعات التركية ضمن برنامج المنح التركية.

وذكر أن عدد مكاتب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" في القارة بلغ 22، "وهذا يظهر اهتمام تركيا بأفريقيا التي تربطها بها علاقات تاريخية وإنسانية".

وأضاف "جاويش أوغلو" "مع تحول بلادنا إلى شريك استراتيجي للاتحاد الأفريقي وعقد قمة الشراكة الأفريقية التركية الأولى بإسطنبول عام 2008، أظهرت تركيا ودول القارة وبوضوح إرادتها المتبادلة للوصول بعلاقتها إلى مرحلة أكثر تقدما".

ولفت إلى أن دول القارة أسست منظمة الاتحاد الأفريقي في 25 مايو/ أيار 1963، بهدف حماية شؤونها من خلال العمل في وحدة، ودعم حركات النضال من أجل الحرية، والتخلص من النموذج الاقتصادي الاستعماري القائم على استيراد المواد الخام من القارة.

وشدد الوزير على أن تركيا قررت من البداية الوقوف إلى جانب قضايا أفريقيا العادلة.

وأضاف "اختارت تركيا، منذ بداية شراكتها مع القارة، سياسة تقديم الدعم غير المشروط وسنواصل دعم أولويات إفريقيا في جميع المنظمات والكيانات التي نحن أعضاء فيها، لا سيما الأمم المتحدة".

وأردف "انطلاقا من هذه الرؤية، نرغب في عقد قمة الشراكة التركية الأفريقية الثالثة بأقرب وقت ممكن. كما نخطط أيضا لعقد 'المنتدى الاقتصادي والتجاري الثالث بين تركيا وأفريقيا' في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، والذي عقدنا الأول والثاني منه بإسطنبول عامي 2016 و2018 وأسفرا عن نتائج جيدة".

وأشاد "جاويش أوغلو" بالتدابير التي اتخذتها البلدان الأفريقية من أجل مكافحة جائحة كورونا، لخبرتها في مكافحة الأمراض الوبائية.

وأضاف أن عدد الإصابات والوفيات بالفيروس منخفض في القارة، معربا عن أمله أن يستمر على هذا النحو، والقضاء على المرض في أقرب وقت ممكن.

وأكد أن تركيا تسعى إلى تلبية طلبات الدول الأفريقية في ما يتعلق بالمساعدات الطبية ضمن إمكاناتها المتاحة.

من ناحية أخرى، أشار "جاويش أوغلو" إلى أن "وباء كورونا ستكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية سلبية على جميع دول العالم، لا سيما البلدان التي تعتمد إيراداتها على تصدير المواد الخام مثل المعادن والنفط".

واعتبر أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، مؤكدا استعداد تركيا للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الشأن.

وأردف: "لسوء الحظ، فإن المشهد الذي برز على المستوى الدولي في الأسابيع الماضية سادته المنافسة، وليس التعاون".

وختم "جاويش أوغلو" بالقول: "الشراكة بين تركيا وأفريقيا ستكون مثالا يحتذى به في النظام العالمي الجديد ما بعد كورونا".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

جاويش أوغلو القارة الأفريقية كورونا

بعد الشرق.. لماذا تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في غرب أفريقيا؟