مسلمون روهينجا عن رحلة هروبهم: كانت الجثث تلقى في البحر

الخميس 28 مايو 2020 11:00 م

روى عدد من لاجئي مسلمي الروهينجا، حكايات مأساوية حول رحلة هروبهم من بطش جيش ميانمار، عبر البحر إلى بنجلاديش وماليزيا.

جاء ذلك في تحقيق استقصائي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والذي تضمن روايات مأساوية لعدد من الناجين من رحلة هروب بحرية شهدت وفاة العديد من زملائهم وتم إلقاء جثثهم في البحر حيث ظلوا لمدة شهرين بين ضفتي النهر، لا يستطيعون الوصول أو الرجوع من حيث أتوا، فجيش ميانمار من جهة وخفر السواحل من الجهة الأخرى.

وقالت "خديجة بيجوم" إحدى الناجيات من رحلة الموت هذه: "لا أحد يعرف عدد الموتى، قد يكون 50 أو حتى أكثر".

وكانت "خديجة"، البالغة من العمر 50 عاما، واحدة من بين 396 من مسلمي الروهينجا الذين أنقذهم خفر السواحل في بنجلاديش بعد أن تقطعت السبل بسفينتهم في البحر لمدة شهرين.

وتأتي تقديرات "خديجة" لعدد الوفيات من جنازات المتوفين التي أم ابنها الناس في الصلاة عليهم بالسفينة نفسها.

وأضافت: "لقد وعد المهربون الناس الذين كانوا في السفينة بنقلهم إلى ماليزيا، لكنهم لم يصلوا إلى هناك قط".

وكان على "خديجة" أن تهرب من موطنها في ميانمار بسبب العنف الذي وصفه محققو الأمم المتحدة بأنه "مثال نموذجي على التطهير العرقي".

ومنحتها بنجلاديش المجاورة الملاذ، حيث وفرت الملجأ لمسلمي الروهينجا الفارين في مكان، أصبح الآن أكبر مخيم للاجئين في العالم.

ويوجد حوالي مليون من مسلمي الروهينجا في كوكس بازار في بنجلاديش، وبعضهم مثل "خديجة "يحلمون بحياة أفضل في ماليزيا الواقعة على الضفة المقابلة عبر خليج البنجال.

لكن في حالة خديجة، تحول الحلم إلى كابوس، حيث تتذكر كيف حاول الطاقم (مهربو البشر) إخفاء الوفيات على متن السفينة المزدحمة.

وتقول: "كانوا يُشغلون محركي السفينة معا، حتى لا يسمع أحد صوت رذاذ الماء عندما يتم رمي الجثث في الماء".

وتضيف قائلة إنه في كثير من الأحيان كان يتم التخلص من الجثث خلال الليل و"أعرف بالتأكيد أن ما لا يقل عن 14 إلى 15 امرأة توفين".

وكانت "خديجة" قد أصبحت بلا مأوى وبدون جنسية عام 2017 بعد مقتل زوجها وأحد أبنائها خلال عمليات الجيش في ولاية أراكان في ميانمار.

وأحرقت قريتها، مما أجبرها على الذهاب إلى بنجلاديش لتستقر مع أبنائها في مخيم كوكس بازار للاجئين.

وبهرتها قصص سمعتها عن الروهينجا الذين عبروا البحر إلى ماليزيا من أجل حياة أفضل، حيث باعت "خديجة" مجوهراتها وجمعت 750 دولارا لدفعها لمهربي البشر الذين يقومون بترتيب الرحلة بسفينة إلى ماليزيا، ولكن كانت الصدمة حيث ظلوا في البحر لمدة شهرين وتقطعت بهم السبل.

ووفق "خديجة" كانت السفينة تفتقر إلى المرافق الأساسية مثل المياه والصرف الصحي، لذا لم تتمكن من الاغتسال سوى مرتين فقط في شهرين عن طريق سحب المياه من البحر، أمام الآخرين.

وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن عددا من قوارب الصيد التي تقل مئات من الروهينجا، وهم أقلية مسلمة في ميانمار، تتجه إلى بنجلادش، بعد أن رفضت ماليزيا استقبالهم حيث كانوا يسعون للجوء لها.

ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، يشن الجيش في ميانمار وميليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد مسلمي الروهينجا في إقليم أراكان.

وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهينجا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنجلاديش، وفق الأمم المتحدة.

وتعتبر حكومة ميانمار، الروهينجا "مهاجرين غير نظاميين" من بنجلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم". 

المصدر | الخليج الجديد+ بي بي سي

  كلمات مفتاحية

مسلمى الروهينجا الروهينجا

قلق أممي من خطر يهدد لاجئي الروهينجا

مفوضة أممية: الوضع الإنساني لمسلمي الروهينجا لم يتحسن

حرق قرى وتطهير عرقي.. 3 سنوات ومأساة مسلمي الروهينجا مستمرة