هـل يتحـالف «الدولة الإسلامية» مع واشـنطـن؟

السبت 22 أغسطس 2015 02:08 ص

طرحت مجلة «فورين بوليسي¼ الأميركية فرضية تبدو غريبة في الوقت الحالي، حول احتمال «تحالف الولايات المتحدة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مستقبلاً». ورأت الكاتبة «روزا بروكس» في مقالٍ لها، أن «تنظيم داعش قتل آلاف العراقيين والسوريين، وارتكب مجازر قتل جماعية لسجناء عزّل، ومارس استعباد النساء، لكن هذا لن يمنعه من أن يحظى باعتراف دولي، إن كنا سنحتكم لتاريخ الدول الغربية».

وقد يكون الأكثر إثارة في المقال، أن كاتبته، «روزا بروكس»، عملت في السابق مستشارة في وكالة الشؤون السياسية لوزارة الدفاع الأميركية، كما عملت مستشارة لوزارة الخارجية. وسردت الكاتبة أمثلة على الجرائم التي حدثت لحظة تأسيس الدول أو ترسيخ وجودها، بدءاً من الجرائم التي مُورست في فرنسا عقب الثورة الفرنسية في عام 1789، في الفترة التي تُعرف بـ«سيادة الإرهاب»، حين أعدمت الحكومة الثورية ما بين 30 إلى 40 ألف شخص، تحت شعارات «الحرية والإخاء والمساواة»، إضافة إلى مقتل قرابة 150 ألفاً لاحقاً.

وبعد الثورة الفرنسية، ذكرت الكاتبة المجازر ضد الأرمن «التي ارتكبها العثمانيون بين عامي 1915 و1918، والتي يعتبرها الجميع تقريباً جرائم إبادة جماعية، عدا الدولة التركية». وتتابع «أما إذ أردنا مثالاً أكثر قرباً، فلدينا الجرائم التي ارتكبها الألمان في الحقبة النازية في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، حين قُتل حوالى 11 مليون شخص فيما بات يعرف بالهولوكوست». وتخلص بروكس إلى القول إنه «في النهاية نجد أن فرنسا، وتركيا، وألمانيا، ورغم تلك المجازر والفظائع، باتت من أقرب حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة اليوم».

وتشير الكاتبة إلى أن «تأسيس الدول، دائماً ما كان عملاً دموياً»، لافتة إلى أن «أي مؤرخ أو عالم اجتماع، أو متخصص في السياسة أو الأنثروبولوجيا (علم الانسان) سيعرف هذا». وتضيف بروكس «اختر أي دولة ـ أمة حديثة ومتنوّرة، ثم فتش في تاريخها، لن يمضي الكثير من الوقت قبل أن تبدأ بنبش الجثث».

وتقول إن «الباحثين يرون في حرب الثلاثين عاماً في أوروبا، والتي قتلت قرابة ثلث السكان آنذاك، كعامل لنشأة الدولة ـ الأمة في القارة العجوز. حتى أن الولايات المتحدة عاشت تاريخاً مشابهاً أيام الحرب الأهلية بين عامي 1861 و1865، إذ ساهمت الحرب التي شُنّت لتحرير العبيد، في مقتل مئات الآلاف، الحكومة الأميركية أقوى من ذي قبل».

في رأي بروكس، إن «إغفال العلاقة بين الحاضر الوحشي للدولة الإسلامية، والماضي الوحشي لعشرات الدول الحديثة الحالية، قد يقود إلى إساءة فهم ما يظهر لنا بأنه عنف عديم المعنى يمارسه داعش، وقد يقود إلى فشل المحاولات الأميركية للقضاء على الإرهاب في المنطقة».

تؤكد الكاتبة بأن «زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ليس بأحمق أو مجنون، كما ألمح الرئيس الأميركي باراك أوباما ذات مرة، بل لديه رؤية لما يفعل». واستشهدت الكاتبة بكتاب «إدارة التوحش» المنسوب لأبو بكر ناجي، كأحد المعبّرين على رؤية تنظيم داعش. وترى أنه «إذا كان داعش يستخدم العنف كوسيلة لتأسيس دولته واكتساب المزيد من القوة، فيجب على المجتمع الدولي أن يحثها على التخفيف من استخدام التنظيم للعنف، من خلال تركه من دون مواجهة».

وترى بروكس أن «الضربات الجوية الأميركية ضد التنظيم لم تساهم في إضعافه، بل ثبتت حكم الأمر الواقع، وساهمت في زيادة عدائيته تجاه الغرب». لذا تقترح استراتيجية مبنية على الاحتواء والاعتراف، من أجل دفع داعش للتخلي عن وحشيته.

  كلمات مفتاحية

أمريكا داعش العراق سوريا روزا بروكس

غارات التحالف الدولي تقتل 50 مسلحا من «الدولة الإسلامية» في كركوك والموصل

باحثون: الصراعات في الشرق الأوسط أدت إلى «تحسين جودة الهواء»