باحثون: الصراعات في الشرق الأوسط أدت إلى «تحسين جودة الهواء»

الأحد 23 أغسطس 2015 04:08 ص

قال باحثون إن الاضطرابات السياسية والصراعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، أدت إلى نتائج غير مقصودة تمثلت في تحسين جودة الهواء، مشيرون إلى أن دولا مثل سوريا والعراق شهدت تراجع مستويات تلوث الهواء إلى حد كبير.

ووفق دراسة أعدها هؤلاء الباحثون، انخفضت نسبة ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء في العاصمة السورية دمشق بواقع 50% منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار2011.

ومنذ عام 2004، توصل العلماء إلى طرق يمكن من خلالها رصد مستويات ملوثات الغلاف الجوي بدقة اعتمادا على نشر أدوات مراقبة مستويات الأوزون الملحقة بالقمر الصناعي «أورا» الذي أطلقته وكالة علوم الفضاء الأمريكية «ناسا».

وبحسب «بي بي سي»، اعتمد الباحثون في دراستهم الجديدة على بيانات واردة من مركبة فضاء بهدف الكشف عن أثر الأنشطة الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية على مستوى تلوث الهواء في منطقة الشرق الأوسط خلال العشر سنوات الماضية.

وبالنظر إلى مستوى ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء الذي ينتج عن عملية احتراق الوقود الحفري، خاصة المستخدم في تشغيل وسائل النقل، توصل الفريق البحثي إلى أن المسألة تنطوي على قدر كبير من التعقيد وأن تلك المستويات غير قابلة للتوقعات.

تطور ملفت للانتباه

ووفق الدراسة، فإنه في دول مثل سوريا التى فر منها الملايين نتيجة الصراع المسلح الذي بدأ عام 2011، انخفضت معدلات ثاني أكسيد النيتروجين في مدن مثل دمشق وحلب، ولكن في لبنان، على سبيل المثال، ارتفعت تلك النسبة بواقع 30% نظرا لتدفق اللاجئين.

ورأى العلماء أن ارتفاع نسبة أكسيد النيتروجين لا يتناسب على الإطلاق مع تراجع النمو الاقتصادي في لبنان.

من جانبه قال «جو ليليفيلد»، الأستاذ بمعهد «ماكس بلانك» للكيمياء إن «ما حدث كان ملفتا للانتباه»، مضيفا: «يمكنك رؤية السوريين يتجولون هنا وهناك، ويمكنك معرفة إلى أين يذهب السوريون، ويمكنك أيضا التعرف على معسكرات اللاجئين في شمال الأردن، لكنهم يتوجهون أيضا إلى مدن مثل طرابلس وبيروت».

وأكد أن «معدل استهلاك الطاقة ارتفع في تلك المناطق، علاوة على الزحام المروري الذي أصابها، إذ أن هناك عددا أكبر من السيارات التي تسهم بنصيب كبير في زيادة الانبعاثات».

في المقابل، فإن «دولا مثل اليونان، لعب الركود الاقتصادي والقوانين الجديدة التي صدرت لحماية البيئة الدور الأكبر في التأثير على انبعاثات أكسيد النيتروجين فيها، وهو ما ينطبق على إسرائيل والسعودية التي تطبق قوانين مماثلة».

أما في العراق حيث يتوغل تنظيم «الدولة الإسلامية»، فهناك أثر جلي يظهر على جودة الهواء في البلاد، وفي المناطق الواقعة جنوب البلاد مثل كربلاء، ذات الأغلبية الشيعية، ترتفع نسبة تلوث الهواء، بينما تتراجع تلك النسبة في الاتجاه المقابل شمال العراق، وهي المنطقة الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

وقال الباحثون في دراستهم، إن «تنوع الآثار التي ظهرت في الفترة الأخيرة على ملوثات الهواء في منطقة الشرق الأوسط تلقي الضوء على الكثير من الأمور الهامة التي قد تفيد في توقع مستوى الانبعاثات الضارة للغازات المختلفة، أبرزها انبعاثات الكربون وثاني أكسيد النيتروجين».

لكن في بعض الدول التي لا تتوافر عنها بيانات فيما يتعلق بالانبعاثات الملوثة للهواء، يمكن التوصل إلى بعض الفرضيات العلمية عن طريق سيناريوهات متوقعة، وهو ما لا يمكن تطبيقه على دول منطقة الشرق الأوسط وفقا لـ«ليليفيلد».

انتقادات

وذهب بعض العلماء إلى أن منهجية هذه الدراسة لا يمكن أن توفر صورة دقيقة واضحة لتأثير مختلف العوامل الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية على جودة الهواء ودرجة تلوثه لأنه، على سبيل المثال، من الممكن أن تتراجع نسب انبعاثات الكربون وثاني أكسيد النيتروجين، و ثاني أكسيد الكبريت، بينما ترتفع نسب ملوثات أخرى نظرا لاعتماد السكان في تلك المناطق على وقود رديء للغاية للتدفئة.

ورأى آخرون أن الدراسة اتبعت الأبحاث السابقة التي أُجريت أثناء الحرب في العراق، وأشار هؤلاء إلى أن الدراسة ركزت على الدور الهام الذي تلعبه البيانات الدقيقة التي يوفرها القمر الصناعي.

وأكدوا أن هذه الدراسة ألقت الضوء على حجم التلوث البيئي الذي تعانيه منطقة الشرق الأوسط والأثر السلبي الهائل الواقع على سكان المنطقة.

  كلمات مفتاحية

تلوث الهواء سوريا العراق الدولة الإسلامية الشرق الأوسط

غارات التحالف الدولي تقتل 50 مسلحا من «الدولة الإسلامية» في كركوك والموصل

العراق.. مقتل 53 من الجيش و«الحشد» في كمائن لـ«الدولة الإسلامية» في الأنبار

هـل يتحـالف «الدولة الإسلامية» مع واشـنطـن؟

انفجار 11 سيارة مفخخة في بيجي .. و«الدولة الإسلامية» يفجر قبرا صوفيا غرب كركوك

سفينة تجارية تلوث مياه «دبي» بمخلفات نفط وزيوت «يصعب إزالتها»

مدير الاستخبارات الفرنسية: الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى

مدن الخليج تحتل مراكز متأخرة في جودة المعيشة عالميا