يعتقد العديد من الباحثين الآن أن الجميع ليسوا عرضة للإصابة بـ"كورونا" المستجد، بسبب التعرض السابق للفيروسات التاجية الأخرى، وإذا صح الأمر، فسيكون لهذا آثار مهمة على مناعة القطيع.

وغرّد "فرانسوا بالوكس"، مدير معهد علم الوراثة في كلية لندن الجامعية، بشأن دراسة حديثة، وجدت أن جميع مشاركيها الـ24 من سنغافورة الذين أصيبوا بالفيروس التاجي "سارس" عام 2003، كان لديهم الخلايا المناعية ضد "كورونا" المستجد.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن نصف المشاركين لم يكن لديهم تعرض سابق لـ"سارس"، وهو واحد من سبعة فيروسات تاجية معروفة لإصابة البشر، ومع هذا، كان لديهم خلايا مناعية ضد "كورونا" المستجد أيضًا.

في ضوء هذه النتائج، ربما يكون لدى نسبة من السكان مناعة موجودة سابقًا ضد "كورونا" المستجد، بسبب التعرض المسبق لفيروسات "كورونا" التي تسبب نزلات البرد.

هناك 4 من الفيروسات التاجية التي نعرف أنها مسؤولة عن نزلات البرد، ومعظم الناس يلتقطون واحدة على الأقل من هذه الفيروسات.

وفقًا للتقييمات الأخيرة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، فإن 3% فقط من سكان العالم لديهم أجسام مضادة ضد الفيروس التاجي المستجد، ويقدر العلماء أن 60% على الأقل من السكان يحتاجون إلى أجسام مضادة ضد العدوى، للوصول إلى مناعة القطيع.

ولكن إذا كان هناك بالفعل بعض الحصانة المتقاطعة من الفيروسات التاجية الأخرى، فيمكن الوصول إلى مناعة القطيع في وقت أبكر مما كان يعتقد.

وفي دراسة نشرت في مايو / أيار، وجد الباحثان "أليساندرو ستيت" و"شين كروتي" من معهد "لا جولا" لعلم المناعة، نتائج مشابهة.

ومع ذلك، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان هذا يوفر مستوى ما من الحصانة الموجودة مسبقًا ضد "كورونا" المستجد، ولكن إذا صح ذلك، فقد يفسر سبب وجود اختلاف كبير في معدلات الإصابة ونتائج المرض في المواقع الجغرافية المختلفة.

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن الحذر بشأن هذه الفرضية، حيث صرح مديرها التنفيذي "مايكل رايان" في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع: "هناك بالتأكيد بعض الأدلة بأنه إذا كان لديك إصابة سابقة بفيروس تاجي، فقد تكون قادرًا على الاستجابة بشكل أسرع لكوفيد-19".

واستدرك: "ولكن لا يوجد دليل تجريبي على أن عدوى الفيروس التاجي السابقة تحميك من الإصابة بـ كوفيد-19".