استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"قانون قيصر" يحاصر لبنان

السبت 6 يونيو 2020 08:30 ص

كثيرة هي المعوقات والتحديات التي تفصل بين اللبنانيين هذه الأيام؛ لكن الموقف من "قانون قيصر" الأمريكي هو الآن المعيار والفيصل الأهم: إما أن تكون مع تطبيق أحكام هذا القانون أو أن تكون ضده.

"قانون قيصر" أمريكي أصلا وفصلا، وغايته محاصرة سوريا اقتصاديا، ومعاقبة المتعاونين مع حكومتها سواء كانوا حلفاء سياسيين أو شركاء اقتصاديين.

صحيح أن وزارة الخزانة الامريكية لم تحدد بعد معايير التعاون سياسيا واقتصاديا مع حكومة سوريا؛ لكن جمهرة مناهضي سوريا في لبنان إلى جانب المتخوّفين من الانعكاسات السلبية لهذا القانون على الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، بادروا إلى اتخاذ مواقف داعية إلى احترام أحكام هذا القانون، وترجمتها إجرائيا على أرض الواقع في كل المجالات.

في هذا السياق، تنادت أحزاب سياسية وهيئات اجتماعية وروابط طلابية ومهنية إلى الاحتشاد في وسط بيروت، اليوم السبت؛ من أجل إحياء الانتفاضة الشعبية التي كانت تعثرت لأسباب عدّة لعل أبرزها: اندلاع وباء كورونا، واضطرار "المنتفضين" إلى احترام إجراءات التباعد الاجتماعي، وملازمة المنازل التي فرضتها السلطات.

حزب الكتائب، برئاسة النائب "سامي الجميل"، شدّد في بيان الدعوة على "الحاجة إلى عملية تغيير شاملة؛ بحيث تعيد بناء وطن يحلم به أبناؤه".

واعتبر أن "استمرار المراوغة الحكومية في التعاطي مع المجتمع الدولي؛ سيأخذ لبنان إلى مزيد من العزلة والتدهور المالي والاقتصادي، خصوصا في ظل العقوبات الدولية التي تتوالى؛ بسبب مغامرات حزب الله، الذي بات يسيطر على كامل القرار الرسمي".

في مقابل دعاة الاحتشاد والتظاهر، السبت، نظمت مكونات الحراك الشعبي المعروف منذ انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بـ"صيدا تنتفض" بقيادة النائب "أسامة سعد" تظاهرة، أمس  الجمعة. وحضر في تظاهرة صيدا شعارات محاربة الفساد، وتحميل مسؤولية الانهيار الاقتصادي لكل قوى النظام، بجانب الدعوة إلى استعادة الأموال المنهوبة.

دعاة التظاهرتين هم من المناهضين، على ما يبدو، للمنظومة الحاكمة، فما موقف الحكومة التي يصر رئيسها "حسان دياب" على أنها مستقلة؟

يتفق المراقبون على أنها تواجه صعوبات وتحديات جمة ليس أقلها الموقف الذي يتعين عليها اتخاذه من "قانون قيصر" في غمرة حال الانقسام الذي يرتع فيه لبنان حكومة ومجتمعا وتيارات سياسية متباينة.

والمفارقة اللافتة أن حكومة "دياب" مدعوة إلى البت بمسألة خلافية تتعلق بمطلب يجمع عليه اللبنانيون.

ذلك أن البلد يعاني أزمة مزمنة؛ تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي، وعجز الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حل لهذه المعضلة رغم إنفاقها نحو 50 مليار دولار في هذا السبيل!

وإذ تتعاظم الصغوط الشعبية؛ من أجل حل أزمة الكهرباء، تجد حكومة "دياب" نفسها مضطرة إلى البت بمسألة تجديد عقود استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا؛ لتغطية النقص الفادح في الطاقة الذي يعانيه لبنان منذ سنوات.

السؤال المعضلة الذي تواجهه الحكومة هو: هل توافق على تجديد عقد استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا في وقت يتعين عليها أن تحدد موقفا من تطبيق أحكام "قانون قيصر"، الذي يعاقب الأطراف التي تتعاون سياسيا أو اقتصاديا مع حكومة سوريا؟

الحرج لا يواجه حكومة "دياب" فقط؛ بل يواجه كذلك المناهضين لحكومة سوريا والمتعاونين معها في لبنان أيضا؛ وذلك لأنه يصعب عليهم التوفيق بين دعوتهم إلى النأي بالنفس عن سوريا على جميع المستويات، وبالتالي تطبيق "أحكام قانون قيصر" بحقها من جهة، ومن جهة أخرى اشتداد حاجة جميع الناس إلى الطاقة الكهربائية غير المتوافرة، ولا سيما مع اقتراب أشهر الصيف وحرارتها الموسمية اللاذعة.

التحدي الأشد قسوة هو أن خصوم "دياب" جميعا ليسوا واثقين من أن إسقاط حكومته، يُسهم في حل سائر المشاكل والأزمات التي يعانيها لبنان؛ ذلك أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، قياسا على حالات مماثلة في الماضي القريب، اتفاق زعماء التكتلات السياسية المتنازعة على تأليف حكومة بديلة قبل انتهاء ولاية الرئيس "ميشال عون" منتصف 2022.

** د. عصام نعمان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

ضخ دولارات في السوق لاحتواء أزمة انهيار الليرة اللبنانية

هل تضطر أمريكا لتمرير قرض صندوق النقد الدولي إلى لبنان؟

نصرالله: قانون قيصر يستهدف تجويع سوريا ولبنان