تخريب تمثال لملك بلجيكي أسبق متهم بإبادة ‬ملايين‭ ‬الكونغوليين

السبت 6 يونيو 2020 09:52 ص

‬تعرض‭ ‬تمثال‭ ‬لملك‭ ‬بلجيكا‭ ‬الأسبق‭" ‬ليوبولد‭ ‬الثاني"‭ ‬للتخريب‭ ‬في‭ ‬ترفورن‭ ‬قرب‭ ‬العاصمة‭ ‬بروكسل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تطالب‭ ‬فيه‭ ‬مجموعة‭ ‬اسمها‭ ‬‮"‬لنصلح‭ ‬التاريخ‮"‬‭ ‬بسحب‭ ‬كل‭ ‬تماثيله‭ ‬نظرا ‬ل‬اتهامها‭ ‬إياه‭ ‬بأنه‭ ‬‮‬أباد‮ ‬ملايين‭ ‬الكونغوليين‭.‬

جاءت‭ ‬الحادثة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتبنها‭ ‬أي‭ ‬جهة،‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬ذكرى‭ ‬استقلال‭ ‬الكونغو،‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬ ‬يونيو/حزيران‭ ‬،1960‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬تعد ‬ملكية‭ ‬خاصة‭ ‬لـ"ليوبولد‭ ‬الثاني"‭.‬

كما‭ ‬أن الحادث ‬يأتي‭ ‬وسط‭ ‬حملات‭ ‬تعبئة‭ ‬ضد‭ ‬العنصرية‭ ‬عقب‭ ‬وفاة‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسود‭" ‬جورج‭ ‬فلويد"‭ ‬بعد‭ ‬توقيفه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عناصر‭ ‬شرطة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وتم طلاء ‬التمثال‭ ‬النصفي‭ ‬للملك‭ ‬الأسبق‭ ‬بالدهان‭ ‬الأحمر،‭ ‬وهو‭ ‬معروض‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬المتحف‭ ‬الملكي‭ ‬لإفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬في‭ ‬ترفورن. 

‬وكتب‭ ‬على‭ ‬القاعدة ‭ ‬3 ‬أحرف‭ ‬تختصر‭ ‬سبال (ابن‭ ‬عاهرة)‬.

وقال‭ ‬مدير‭ ‬المتحف‭ ‬"جيدو‭ ‬جريسلز"‭ ‬إن‭ ‬أعمال‭ ‬التخريب‭ ‬وقعت‭ ‬‮"‬الثلاثاء‭ ‬أو‭ ‬الأربعاء‮"‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحديقة‭ ‬‮"‬المفتوحة‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‮"‬‭.‬

وسجلت‭ ‬أعمال‭ ‬تخريب‭ ‬أخرى‭ ‬طاولت‭ ‬منحوتات‭ ‬لـ"ليوبولد‭ ‬الثاني"‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬اوستند‭ ‬وانتويرب.‭

ويعد‭ ‬"ليوبولد‭ ‬الثاني"،‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬بين عامي ‭‬1865و1909‭ ‬ من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التاريخية‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭.‬

وبزعم‭ ‬‮"‬المهمة‭ ‬الحضارية‮"‬‭ ‬لبلجيكا‭ ‬في‭ ‬الكونغو،‭ ‬أقام‭ ‬ذاك‭ ‬الملك‭ ‬نظاما‭ ‬استعماريا‭ ‬يعتبره‭ ‬المؤرخون‭ ‬أحد‭ ‬الأنظمة‭ ‬الأكثر‭ ‬عنفا‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭.‬

وتقول‭ ‬مجموعة‭ ‬‮"‬لنصلح‭ ‬التاريخ‮"‬‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الملك‭ ‬‮"‬بطل‭ ‬بنظر‭ ‬البعض،‭ ‬لكنه‭ ‬سفاح‭ ‬أيضا حيث ‬قتل‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬كونغولي‮"‬‭.

وتطالب‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬عريضة‭ ‬جمعت‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬توقيع‭ ‬حتى‭ ‬مساء‭ ‬الجمعة،‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬مدينة‭ ‬بروكسل‭ ‬سحب‭ ‬كل‭ ‬التماثيل‭ ‬التي‭ ‬تخلد‭ ‬ذكرى‭ ‬"ليوبولد‭ ‬الثاني"‭.

وتعهد‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬للعاصمة‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬الملف،‭ ‬الإثنين‭.‬

وتقول رئيسة جمعية بامكو الحقوقية "ميريل-شيسوي روبير": "بالنسبة للأغلبية من البلجيكيين، ليوبولد الثاني هو من شيد بلجيكا الحديثة، لكن بلجيكا بُنيت بنسبة كبيرة من أموال سُرقت من الشعب الكونغولي".

وعلى غير المعتاد، تتفق جماعات يمينية متطرفة مع الحقوقيين في مطالباتهم بالاعتراف بجرائم "ليوبولد"، إلا أنهم يعارضون فكرة طمس اسمه من المعالم التاريخية.

وقال المتحدث باسم حزب التوافق الفلمنكي اليميني "فاوتر فيرميرز": "نحن ضد الملكية والملكيين بشكل عام، لكننا لا نؤيد هدم التماثيل وتغيير أسماء الشوارع ومحو التاريخ أو التراث الثقافي".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ليوبولد‭ ‬الثاني العنصرية

العنصرية.. أميركا والصين ثم الهند!

للمرة الأولى.. ملك بلجيكا يعتذر عن استعمار الكونغو الديمقراطية