كيف غيرت تركيا مسار الحرب في ليبيا؟

الأحد 7 يونيو 2020 11:14 ص

"دعم عسكري وانشقاقات داخلية وحملة إعلامية".. مثلث غيرت به تركيا مسار الحرب تماما في ليبيا، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

وفي تقرير لها، باللغة الإنجليزية، قالت الصحيفة إنه على مدار 6 أشهر فقط، نجحت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وبدعم تركيا، في صد هجوم القوات التابعة للجنرال "خليفة حفتر"، والمدعوم من مصر والإمارات وروسيا، ونجحت في السيطرة على جميع المدن في غرب ليبيا.

وطرح التقرير سؤالا، حول كيف نجحت أنقرة في إنقاذ حكومة الوفاق، وقلب موازين المعركة في ليبيا؟

وحددت الإجابة في 3 عناوين رئيسية، هي الدعم العسكري التركي الذي وصل إلى ليبيا، والانشقاقات الداخلية في جبهة "حفتر"، فضلا عن الحملة الإعلامية التي قادتها تركيا، ورفعت عن حفتر الدعم الغربي.

دعم عسكري

ففي نهاية العام الماضي، وبعد توقيع اتفاقية التعاون بين تركيا وحكومة الوفاق، بدأت الأسلحة والطائرات المسيرة والعربات المدرعة تتدفق على قوات الحكومة المحاصرة في طرابلس، كما تدفق المرتزقة السوريون على خطوط دفاعاتها الضعيفة، حتى نجحت في قلب موازين المعركة، بحسب الصحيفة.

جاء ذلك، في مواجهة عدو هائل، فقوات "حفتر" تملك أنظمة دفاع جوي روسية الصنع ودبابات ومئات من الشاحنات مزودة بمدافع رشاشة وأموال ومخزونات من الأسلحة يتم توريدها عبر مصر والإمارات وروسيا، ومقاتلين تابعين لجماعة "فاجنر" الروسية وطائرات صينية.

إلا أن قوات حكومة الوفاق، نجحت في هزيمة "حفتر" والسيطرة على قاعدة الوطية ومطار طرابلس وترهونة والتوجه نحو سرت والجفرة.

انشقاقات

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الكثير من المكاسب والانتصارات التي حققتها حكومة الوفاق تمت بدون قتال كبير، وأرجعت ذلك إلى حدوث انشقاقات في قوات "حفتر".

فقد تخلى عنه أنصاره، ووافقوا على صفقة سرية أو نوع من التسوية مع حكومة الوفاق الوطني.

وبالرغم من أن قوات "حفتر" ووسائل الإعلام الموالية لها أكدت مراراً وتكراراً أنها لم تهزم بل هو "انسحاب تكتيكي"، وألمحت بعض الصحف إلى وجود ضغط دولي على حفتر بالانسحاب 60 كيلومترا، بيد أن الصحيفة تساءلت: "لماذا تأخر هذا الضغط كل هذه السنوات؟".

هجوم إعلامي

ووفقا للصحيفة، اتبعت أنقرة نفس الوصفة التي استخدمتها في شرق سوريا، بدأت المعركة بتعبئة وسائل إعلامها لتنصيف "حفتر"، على أنه إرهابي" أو "إنقلابي"، كما تفعل مع جميع أعدائها.

ثم بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها قوات "حفتر".

وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن "حفتر" يتلقى دعما من نظام "بشار الأسد" في سوريا وإيران، كما يتاجر بالنفط مع فنزويلا، كما أفادت التقارير المسربة عبر (إسرائيل) أن "حفتر" لديه صواريخ مضادة للدبابات من إيران.

وكان الهدف من كل هذا، حسب الصحيفة، هو تصوير "حفتر" كجزء من محور روسي إيراني جديد في ليبيا، ليبدأ الغرب وأمريكا في التخلي عنه وتأييد التحركات التركية.

وما زاد الأمر سوءا هو تزويد موسكو حفتر بالطائرات، مما أجبر واشنطن وأوروبا أن تكون أكثر دعماً لتحركات أنقرة في ليبيا.

وفي هذه المعادلة أصبح "حفتر" الخاسر الأكبر، لأن افتقاره إلى "اعتراف الأمم المتحدة" يعني أنه وقواته رهائن لروسيا ودول أخرى.

وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن مليشيا "حفتر"، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوما فشل في السيطرة على العاصمة طرابلس.

ومُنيت مليشيا "حفتر"، في الفترة الأخيرة، بهزائم عديدة على أيدي الجيش الليبي، الذي أعلن في وقت سابق الجمعة، تحرير مدينة ترهونة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، غداة الإعلان عن استكمال تحرير العاصمة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب الليبية العلاقات التركية الليبية الاتفاق الليبي التركي إرسال قوات تركية إلى ليبيا

تركيا: موقف أمريكا وروسيا من حفتر بدأ بالتغير

الجزائر: نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية

هل التوافق التركي الروسي في ليبيا ممكن؟

كيف لعبت تركيا بالورقة الإيرانية لدحر حفتر وكسب الدعم الدولي بليبيا؟