قوات الوفاق تتقدم ببطء في سرت.. وحفتر يخسر مجددا

الأحد 7 يونيو 2020 06:05 م

حققت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، لليوم الثاني على التوالي، تقدما بطيئا في مدينة سرت الاستراتيجية في شرق البلاد باتجاه المنشآت النفطية الرئيسية، بعدما تمكنت من السيطرة على غرب ليبيا.

في المقابل، اضطرت القوات الموالية للجنرال الليبي "خليفة حفتر"، الذي وافق على مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار، إلى التراجع مجددا أمام تقدم قوات الوفاق.

وسرت هي مسقط الزعيم الراحل "معمر القذافي" قبل أن تتحول معقلا لتنظيم الدولة الإسلامية، وتبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت قوات حكومة الوفاق استعادت السيطرة عليها العام 2016 وفي مقدمها كتائب مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) قبل أن تسقط في أيدي قوات حفتر في يناير/كانون الثاني الماضي.

يومها، تمكن "حفتر" من السيطرة على المدينة الساحلية من دون معارك تذكر بعد نيله تأييد جماعة سلفية محلية مسلحة.

ورحب سكان سرت بقواته، مبدين ارتياحهم الى رحيل مقاتلي مصراتة، المدينة التي اضطلعت بدور رئيسي في الثورة على نظام "القذافي" عام 2011.

ولكن، بعد فشل هجومه الذي بدأه في أبريل/نيسان 2019 في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق، بات حفتر في موقع الدفاع.

فبعد سقوط ترهونة، آخر معقل لقوات حفتر في الغرب، قال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، العقيد "محمد قنونو"، في بيان صحفي “صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت".

لكن تقدم تلك القوات مع اقترابها من المدينة بات بطيئا، وسجلت ضربات لطائرات مسيرة بهدف تمهيد الطريق أمامها.

غارات جوية

وأضاف "قنونو" على "فيسبوك" أن “القوات الجوية شنت خمس غارات على أطراف سرت، مستهدفة آليات مسلحة ومرتزقة".

وقالت قوات حكومة الوفاق إن طائرة مسيرة من طراز “وينغ لونغ" صينية الصنع تسلمتها قوات حفتر من الامارات، تم إسقاطها السبت.

وأفادت المصادر نفسها أن "القوات الجوية شنت ثلاث غارات في جوار المحطة الحرارية (25 كلم غرب سرت) ودمرت عربات مسلحة ومدرعات وقضت على عشرة من عناصر الميليشيات".

مع تقدمها، تقترب قوات حكومة الوفاق من منطقة “الهلال النفطي" ومن شأن السيطرة على سرت ان تمهد لها السيطرة على ابرز حقول الانتاج في البلاد.

وفي سياق المعركة بين الطرفين اللذين يتنازعان السلطة، عطل الجنرال "حفتر" وحلفاؤه منتصف يناير/كانون الثاني هذا الانتاج سعيا الى تعزيز موقعه التفاوضي، ما تسبب بتدهوره في شكل كبير.

واشارت المؤسسة الوطنية للنفط على موقعها إلى تراجع “كبير" بنسبة 97% لعائداتها في أبريل/نيسان مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وقالت الاحد إن “الخسائر تجاوزت خمسة مليارات دولار".

وقف للنار؟

بعد تصلب طويل على الساحة الدبلوماسية، تجاوب المشير حفتر السبت مع دعوة لوقف اطلاق النار وجهتها القاهرة بعد لقائه احد ابرز الداعمين له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

والمبادرة التي سميت “إعلان القاهرة" تدعو الى “احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو(حزيران) 2020، وإلزام الجهات الأجنبية باخراج المرتزقة الاجانب من كافة الأراضي الليبية"، لكنها لم تلق حتى الان أي صدى ايجابي في طرابلس.

ومنذ بدأت قوات حفتر هجومها على طرابلس قبل أكثر من عام، اخفقت كل محاولات وقف العمليات القتالية على خلفية ضلوع متنام لقوى أجنبية في النزاع.

واسفر النزاع الليبي عن مئات القتلى معظمهم مدنيون ودفع أكثر من مئتي ألف آخرين الى النزوح.

والاحد، بدا الوضع الامني هشا في ترهونة بعد يومين من سيطرة حكومة الوفاق عليها.

وحذرت سلطات طرابلس من ردود وعمليات نهب تحت طائلة ملاحقات جنائية.

ودعت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق القوات العسكرية والامنية في “المناطق المحررة" الى السهر على حماية “أرواح (المدنيين) وكرامتهم واملاكهم"، داعية في بيان الى عدم الانجرار وراء الشائعات التي يروج لها “العدو".

من جهتها، طالبت، الأحد، الجزائر، من "مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين بتنسيق جهودهم لإيجاد تسوية سياسية دائمة للأزمة في ليبيا"، حسبما أورده بيان وزارة الخارجية الجزائرية.

وقال البيان الصادر اليوم الأحد “أخذت الجزائر علما بالمبادرة السياسية الأخيرة من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية".

وأضاف “وتذكر الجزائر بموقفها القائم على الوقوف على مسافة واحدة من الأشقاء الليبيين وبالجهود التي بذلتها على مختلف الأصعدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بدءً بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار التي تجمع الفرقاء الليبيين من أجل حل سياسي شامل وفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وفي إطار احترام إرادة الشعب الليبي الشقيق".

وجددت “الجزائر تمسكها بالدور المحوري لدول الجوار من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين من خلال اعتماد الحوار الشامل كسبيل وحيد لتحقيق السلام في ليبيا وضمان وحدة وسلامة أراضيها".

يشار إلى أن المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  أمس السبت  بالقاهرة، تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا بداية من الثامن من الشهر الجاري وإخراج المليشيات الأجنبية من البلاد وانتخاب مجلس رئاسي من قبل الشعب الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة، وإخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، حتى يتمكن الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه الأمنية، فضلا عن استمرار عمل اللجنة العسكرية (5+5)"، إلى جانب مسارات سياسية وأمنية واقتصادية.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

الوفاق الوطني حكومة الوفاق الوطني حكومة الوفاق الوطني الليبية وفاق وطني ميليشيات حفتر قوات خليفة حفتر خليفة حفتر

الوفاق الليبية تتقدم وسط سرت.. وفرار قوات حفتر

الجيش الليبي يحرر منطقتي جارف والقبيبة جنوب سرت

الوفاق الليبية تتهم الإمارات بقصف مستشفى ميداني جنوب مصراتة

ماذا تضمنت مكالمة الغنوشي مع السراج؟

حزب الترابي يدعو السودان لدعم حكومة الوفاق الليبية