استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كاتب سعودي في الحياة: خطر المنظمات الإرهابية على المنطقة أكبر بكثير من خطر إسرائيل

السبت 2 أغسطس 2014 12:08 م

الخليج الجديد

تحت عنوان "بلاغ من الملك عبدالله"، كتب الكاتب السعودي عبدالله حميد الدين، في صحيفة الحياة، مؤكدا أن خطر المنظمات الإرهابية على المنطقة أكبر بكثير من خطر إسرائيل. وقال الكاتب معلقا على خطاب الملك عبدالله، أمس الجمعة، إن الربيع العربي  تحول إلى ربيع للفوضى والقتل، وتم استثماره من الحركات التي لا تؤمن بمشروع الدولة ولا بحق الحياة ولا بقيمة التنمية.

واتهم الكاتب مشايخ في المملكة قائلا: "أصبح كثير من مشايخ الدين السعوديين مصدر إلهام ومرجع فتوى للإرهاب". وثمن الكاتب تجديد الملك دعوته لتوحيد الجهود في مواجهة الإرهاب، ودعا إلى "ترك خلافاتنا والوقوف صفاً واحداً ضد الأخطار الكبرى التي تحدق بنا".

واختم قائلا: "إنني - كغيري - مؤمل بأن يكون خطاب الملك تمهيداً لخطوات عملية - تضاف إلى ما سبقها - لمكافحة أحد أكبر مهددات أمننا".

وإلى نص المقال:

 

بلاغ من الملك عبدالله

عبدالله حميد الدين، الحياة السعودية، 2/8/2014

أتت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سياق أزمات تمر بها المنطقة كلها منذ 2011. كان أمل الكثيرين بأن يأتي الربيع العربي بنظام عربي جديد يوسع آفاق الحياة الفضلى لشعوبه، ولكنه سرعان ما تحول إلى ربيع للفوضى والقتل، وتم استثماره من الحركات التي لا تؤمن بمشروع الدولة ولا بحق الحياة ولا بقيمة التنمية. كل الدول التي مر عليها الربيع تعاني من أزمات إنسانية واقتصادية وسياسية. بعضها أسوأ من بعض، ولكنها كلها منهارة.

ومع الاختلاف في نوع الأزمات التي تعصف بتلك الدول وبالمنطقة عموماً فإن من أهم المشتركات بينها صعود تلك المنظمات التي لا تؤمن بمشروع الدولة والتي تؤمن بأن الفوضى هي السبيل الأمثل لتحقيق مشروع «الخلافة»، والتي تؤمن بأن كثرة الدماء هي التي ستسقي مشروعها، وبأن انهيار الاقتصاد هو الذي سيغذي السخط الشعبي لمصلحتها. هذه المنظمات نسميها إرهابية (وإن كنت أظن أننا في حاجة إلى كلمة أكثر دقة بسبب استهلاكها وتوظيفها سياسياً من أكثر من طرف).

عندما علم كثير من السعوديين بأمر خطاب الملك عبدالله، أمّلوا بأن يتناول تحديداً المأساة الإنسانية والجرائم الإسرائيلية في غزة. فبالنسبة إليهم، الخطر الأكبر الذي يحدق بالسعودية والمنطقة هو الخطر الإسرائيلي. كان أولئك يريدون من المملكة أن تعلن حرباً على إسرائيل بسبب جرائمها في غزة، ولذلك رأيتهم ينتقدون أو يقللون من أهمية الخطاب بعدما سمعوه. موقفهم هذا بحد ذاته تجلٍّ من تجليات الأزمة التي نعيشها، أزمة وعي سياسي، أزمة عدم إدراك الفرق بين خطر وجوديّ على المنطقة كلها، وبين خطر أمنيّ على جزء محدد من الأمة.

إن خطر المنظمات الإرهابية على المنطقة أكبر بكثير من خطر إسرائيل.

إن الإرهاب - بالمعنى الواسع المذكور سابقاً - هو من المهددات الكبرى التي تواجه المنطقة. والمملكة اتخذت خطوات مهمة في هذا الاتجاه، وتحديداً في قانون الإرهاب الذي أصدرته، ومع وجود تحفظات مشروعة للبعض على ذلك القانون، فإنه يبقى حامياً للأمن القومي للمملكة. ولذلك أتت كلمة الملك عبدالله لتتحدث عن الإرهاب تحديداً من حيث خطورته وبعض مسبباته وضرورة علاجه.

الخطاب بين أيديكم، لذلك لا أريد تكراره عليكم، ولكن يهمني هنا تسجيل بعض الرسائل التي أراها أساسية فيه. لم يكن خطاباً طويلاً، ولم يمتلئ بالعبارات الحماسية، ولكنه كان محدداً وواضحاً، إذ حذّر من الفوضى التي ستهلك الجميع؛ ستهلك من يشجعها ويدعو لها بقدر ما ستهلك الأبرياء. والإيمان بالفوضى سبيلاً إلى الإصلاح لا تختص به فئة المتدينين فحسب. إذ رأينا من يدافع عن «داعش» وجرائمه من المتطرفين الدينيين ومن متطرفين غير محسوبين على دينيين. إن الإيمان بالفوضى منهج فكري متأزم لا علاقة له بتديّن الشخص.

الخطاب أيضاً ركز على ضرورة نزع الشرعية التي يتغلف بها أولئك دعاة الفتنة والفوضى في مجتمعنا. ومما يؤسف له أن مناهجنا التعليمية أخرجت لنا جيلاً عاطفياً سهْل الانقياد للخطابات الدينية، بغضّ النظر عن مضمونها المخالف للمبادئ الإنسانية وللأخلاق المحمدية. صار يكفي أن يضع أحد أمام كلامه آية أو حديثاً ليتبعه الناس أو يؤمنوا بمشروعيته. ولذلك أتى تأكيد دور العلماء، ليس فقط دور العلماء المعتدلين في بيان الحقيقة، وإنما دور العلماء المحرّضين في الصمت! شاهدنا في الأعوام الماضية تصاعداً غير مسبوق في التحريض على الإرهاب، بمسميات الجهاد والمقاومة ورفض الاستبداد وغيرها من العناوين. تحريضات قام بها رموز دينية سعوديون.

وأصبح كثير من مشايخ الدين السعوديين مصدر إلهام ومرجع فتوى للإرهاب، بل وشاهدنا في منتديات القاعدة وجبهة النصرة الجدل في تفسير قول العالم السعودي الفلاني ومقولة العالم السعودي الآخر. وحان وقت إنهاء هذا وإيقافه تماماً. لم يعد مقبولاً أن يخرج شيخ ما ليحرض الشباب على القتال في العراق أو سورية أو فلسطين. لم يعد مقبولاً أن يتم تكرار خطاب الإرهاب بعنوان المقاومة أو الجهاد أو الإصلاح السياسي.

إن دوافع الإرهاب متعددة، والعوامل التي تزيده في منطقتنا كثيرة، ولكن لا شك في أن من أبرزها المظالم التي تقع على المنطقة من الدول الغربية. ومن أهمها المظالم التي تقع على الفلسطينيين من الإسرائيليين. لذلك انتقل الخطاب إلى ما يجري في غزة فأدانها من جهة، ولكن من جهة أخرى أبرز دور تلك الجرائم في إعادة إنتاج أجيال تؤمن بأن العنف هو السبيل المثلى لتحقيق أهدافها السياسية. صارت القضية الفلسطينية بالنسبة إلى محرضي الإرهاب ورقة يتم استغلالها. وصار المحرضون يسعدون بصور الضحايا التي يشهدها العالم. إنها مادة ثرية للتحريض ولاكتساب مجندين جدد.

توقيت الخطاب أتى متزامناً مع تزايد شعور الدول الأوروبية بخطر الإرهاب عليها. عندما دعا الملك عبدالله لإنشاء مركز دولي لمحاربة الإرهاب قبل 10 أعوام لم تكن

تلك الدول مقتنعة بأن خطر الإرهاب يتطلب مشاركتها في جهد دولي كهذا. اليوم تغير الأمر بسبب ازدياد أعداد المقاتلين الأوروبيين في سورية والعراق. إنهم سيعودون قريباً إلى بلدانهم مشبعين بفكر في غاية التطرف ونفسيات في غاية العنف.  كانت تلك الدول مقتنعة بأنها قادرة على محاصرة الإرهاب وإبقائه في نطاق الدول الإسلامية. ولكنهم اليوم اكتشفوا خطأهم.

إن منطقة الخليج العربي واحة أمن في منطقة تحترق. ومهما كانت مآخذ بعضنا على حكوماتنا، فإن الأمن القومي يجب أن يحتل الأولوية العليا لنا جميعاً. إن علينا ترك خلافاتنا والوقوف صفاً واحداً ضد الأخطار الكبرى التي تحدق بنا. لذلك فإنني - كغيري - مؤمل بأن يكون خطاب الملك تمهيداً لخطوات عملية - تضاف إلى ما سبقها - لمكافحة أحد أكبر مهددات أمننا.

  كلمات مفتاحية

ميليشيات الحوثي ترفض تصنيفها كجماعة إرهابية بالإمارات وتصف القرار بـ"الأمريكي"