قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الإثنين، "إن الجانب اليوناني لا يعرف طاقة تركيا وإمكانياتها، فعليهم أن يعرفوا حدودهم ويقفوا عندها".

وجاء حديث "أردوغان" في مقابلة على قناة TRT التركية، للحديث عن آخر التطورات في تركيا والمنطقة، مضيفا: "يقولون لا تحولوا متحف آيا صوفيا إلى مسجد، هل أنتم من تديرون تركيا أم نحن؟".

وتابع: "من هي اليونان لتتدخل في الإجراءات داخل تركيا؟ فموضوع آيا صوفيا موضوع حقوقي، ويوجد مؤسسات تتخذ القرارات وتنفذها".

وأوضح أن القضاء هو الذي يعطي القرار بشأن آيا صوفيا، وبناء عليه ستتخذ الإجراءات المناسبة مهما كانت.

وقبل أيام أمر "أردوغان" مساعديه بإجراء دراسة شاملة للعمل على تغيير وضع معلم آيا صوفيا التاريخي من متحف إلى مسجد.

وطلب من المساعدين دراسة هذه المسألة بشكل جيد وعدم التسرع، خصوصا أن قراءة سورة الفتح في آيا صوفيا قد جذبت الكثير من الاهتمام من جميع الأطراف.

وتتجه الأنظار في تركيا هذه الأيام، إلى جلسة قضائية مرتقبة لأحد المحاكم العليا في البلاد، والتي ستشهد اتخاذ القرار في القضية المرفوعة ضد قرار مجلس الوزراء عام 1934، الذي قضى بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف.

وذكرت صحف تركية أن مجلس الدولة، وهو أحد محاكم الدولة العليا في البلاد، سيعقد جلسته المذكورة، في 2 من يوليو/تموز المقبل، حول قضية آيا صوفيا.

وكانت جمعية خدمة الأوقاف والآثار التاريخية والبيئة، قد رفعت دعوى قضائية للدائرة العاشرة في مجلس الدولة طالبت فيها بإلغاء قرار مجلس الوزراء، وفي مارس/آذار 2008، ردت الدائرة بأنه لا يوجد أي انتهاك قانوني في استخدام آيا صوفيا كمتحف، ورفضت القضية.

وبعد اعتراض الادعاء العام على القرار، تم تحويل الأمر إلى مجلس محاكم القانون الإداري للدولة، الذي أيده في ديسمبر/كانون الأول 2012، وفي أبريل/نيسان عام 2015، رفض طلب تصحيح الوضع مرة أخرى.

وعاودت الجمعية تقديم التماس إلى المحكمة الدستورية عام 2015، أشارت فيه إلى أن رفض إعادة آيا صوفيا للعبادة يعد انتهاكا لحرية الأديان، وبعد 3 سنوات في سبتمبر/أيلول تم رفض الالتماس.

وقامت جمعية خدمة الأوقاف والآثار التاريخية والبيئة، برفع دعوى قضائية للمرة الثانية إلى الدائرة العاشرة في مجلس الدولة عام 2016، وقالت إن توقيع "أتاتورك" على قرار تحويل آيا صوفيا لمتحف مزور.

وفي حال أقر مجلس الدولة خلال جلسته المرتقبة، ببطلان قرار مجلس الوزراء بتحويله إلى متحف، فإن آيا صوفيا سيعاد فتحه كمسجد بعد نحو 86 عاما من إغلاقه.

وفي سياق متواصل، أفادت صحيفة "حرييت" أن الرئيس التركي جاد هذه المرة، في إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة.

وأشارت في تقرير إلى أن القرار ليس متوقعا أن يتم اتخاذه في لحظة، ولكنه سيتضح خلال فترة ليست بطويلة جدا.

ولفتت إلى أن "أردوغان" كان قد اتخذ قرارا برفع الأذان في آيا صوفيا، ولم يتبق فقط إلا أن يعاد إلى مسجد، مشيرة إلى أن قراءة سورة الفتح قبل أيام لاقت ترحيبا من المواطنين بمختلف توجهاتهم.

وذكرت أن قراءة القرآن في آيا صوفيا، أثارت ردا غاضبا من اليونان.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية "حامي أقصوي"، أكد في وقت سابق أن تلاوة القرآن في متحف آيا صوفيا لا تتعارض مع مكانة المتحف الأثرية حول العالم، ولا مع اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي والطبيعي.

وشدد على أن آيا صوفيا سيبقى قيمة مهمة بالنسبة لتركيا والإنسانية جمعاء، وسنواصل الحفاظ عليه، وندعو اليونان للتخلص من عقدها التاريخية.

وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد بين أنقرة وأثينا، على خلفية احتجاج الأخيرة على قراءة سورة الفتح داخل آيا صوفيا، في الذكرى الـ567 لفتح القسطنطينية (إسطنبول)، بناء على تعليمات من "أردوغان"، مدعية أن هذه الخطوة تعتبر مساسا بمشاعر العالم المسيحي.