القاهرة تدرس مقطع اعتقال مصريين بترهونة الليبية.. ولا قرار بعد

الاثنين 15 يونيو 2020 06:47 ص

قالت الخارجية المصرية إنها لا تزال تبحث مع الجهات المعنية تفاصيل مقطع فيديو أظهر اعتقال مصريين والتنكيل بهم في مدينة ترهونة، غربي ليبيا من قبل قوات حكومة الوفاق، التي سيطرت على المدينة، قبل أيام.

يأتي ذلك بينما أدانت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق المقطع، وتعهدت بالتحقيق في محتواه، وبالتحديد حول تبعية المجموعة التي ارتكبت هذا الفعل، واصفة الأمر بأنه "عمل إجرامي مخالف لكل المواثيق والشرائع والقوانين المحلية منها والدولية"، وفقا لبيان نشرته الوزارة عبر صفحتها على "فيسبوك".

 

وأكد المتحدث باسم الوزارة "أحمد حافظ" إنه لم يصدر قرار من القاهرة بشأن هذا المقطع، حتى الآن، بحسب ما نقل عنه موقع "إرم نيوز" الإماراتي.

وكان مقطع فيديو تم تداوله بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر ما قيل إنهم عمال مصريين تم القبض عليهم من قبل قوات حكومة الوفاق الوطني في ترهونة، حيث تم التنكيل بهم وإجبارهم على الوقوف تحت الشمس على قدم واحدة، والهتاف لصالح قوات مصراتة، التي تدعم حكومة الوفاق، وسب الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" وقائد قوات شرق ليبيا "خليفة حفتر".

وقال بعض متداولي المقطع إن هؤلاء المصريين كانوا يقاتلون في صفوف قوات "حفتر، لكن آخرين أكدوا أنهم مجرد عمال تم الانتقام منهم بسبب دعم القاهرة لقوات "حفتر" وجرائمها في طرابلس وما حولها.

 

وفي ذت السياق، قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية " فتحي باشاغا"، الأحد في اتصال هاتفي مع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية: "أشك بصحة المقطع الذي تداولته وسائل إعلام محلية، وبكل الأحوال فإن هذه الممارسات مرفوضة ومستنكرة ولا علاقة لها بالأخلاق الليبية".

وأضاف: "مصر دولة مهمة بالنسبة لليبيا، حن نهتم بعلاقاتنا مع مصر.. مصر لديها القدرة على المساعدة في حل مشاكل ليبيا"، متابعا: "بإمكان مصر أن تلعب دورا في المساعدة على إنهاء الانقسامات في ليبيا".

واعتبرت الوكالة الأمريكية هذا التصريح مؤشرا على تقارب محتمل بين الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، والقاهرة.

وتنفي القاهرة صحة اتهامات لها بدعم ميليشيات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، الذي ينازع الحكومة الليبية، منذ سنوات، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.

وقالت وزارة الداخلية الليبية، في بيان، الأحد، إنها "تستنكر بأشد العبارات ما تم تداوله من جانب مجموعة جار التأكد من تبعيتها عن احتجاز وتعذيب بعض الأخوة والأشقاء المصريين من العمالة الوافدة".

وأردفت أن هذا "إن صح فهو عمل إجرامي مخالف لكل المواثيق والشرائع والقوانين المحلية منها والدولية".

وأفادت بـ"فتح محاضر جمع استدلالات بشأنها (الواقعة)، سواء صحت هذه المعلومات أو كانت مزيفة لأغراض أخرى، وتقديم مرتكبيها للعدالة في كل الأحوال".

وشددت على أن "مثل هذه الوقائع لن تفت في عضد العلاقات المتينة بين الشعبين الشقيقين الليبي والمصري، ولن تلحق الأذى إلا بمن يسعى لتوظيفها لأغراض ومصالح شخصية".

ورصدت الداخلية الليبية مكافأة 20 ألف دينار (نحو 15 ألف دولار)، لـ"من يتعرف على الجناة أو يساعد في عملية ضبطهم أو الوصول إليهم أو معرفة هويتهم".

وقبل أكثر من 10 سنوات كانت ليبيا أحد أكبر الدول استيعابا لعمال مصريين، حيث كان عددهم يقدر بملايين.

وتراجع عدد العمال المصريين مع تصاعد القتال في ليبيا، وبسبب قرارات مصرية بحظر السفر إليها، وغلق منفذ "السلوم" البري بين البلدين، إثر توترات أمنية.

ويأتي التسجيل المصور المتداول في وقت تتكبد فيه مليشيات حفتر، المدعومة من دول عربية وأوروبية، خسائر متتالية.

وتمكنت قوات الوفاق الليبية، منذ 4 يونيو/حزيران الجاري، من السيطرة على كل المناطق التي كانت في قبضة ميليشيات "حفتر" في العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة، ومدينة ترهونة (90 كم جنوب شرق طرابلس)، وبعدها مدينة بني وليد (180 كم جنوب شرق العاصمة)، إضافة إلى كامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة "الوطية" الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.

وفي 6 يونيو/حزيران الجاري، أطلقت قوات الوفاق عملية "دروب النصر"، للسيطرة على مدن وبلدات شرق ووسط ليبيا، في مقدمتها مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية الليبية العلاقات الليبية المصرية حكومة الوفاق الوطني الليبية ترهونة

قوات الوفاق تكشف مصير مصريين اعتقلوا بطرابلس

الأمم المتحدة تدعو إلى التحقيق في تعذيب مصريين بليبيا

مصادر: مصر قررت إعادة العلاقات مع حكومة الوفاق الليبية

ليبيا تعلن تحرير 1300 مصري مختطف وترحيلهم فورا