استدعت وزارة الخارجية العراقية، الخميس، السفير التركي "فاتح يلدز" للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، وسلمته مذكرة احتجاج على قصف أهداف لـ"حزب العمال الكرستاني" (بي كا كا) شمالي البلاد.

وفجر الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عملية عسكرية باسم "مخلب النمر" ضد متمردي "بي كا كا" شمالي العراق. وهذه ثاني عملية من نوعها تشنها تركيا ضد "بي كا كا" شمالي العراق بعد أخرى أطلقها، الأحد، بعنوان "مخلب النسر".

وقالت الخارجيةالعراقية، في بيان، إنها سلمت "يلدز" مذكرة احتجاج "شديدة اللهجة"، دعت خلالها تركيا إلى "الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة".

كما طالبت فيها تركيا بأن "تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حدا لهذه الاعتداءات".

وأكدت "احتفاظ العراق بحقوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والدولية على النهوض بمسؤوليتها".

وتصنف أنقرة ومعظم أوروبا ودول العالم "بي كا كا"، الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، "تنظيما إرهابيا".

ورغم أن قواعد "بي كا كا" شمالي العراق غير مصرح بها، فإن الإدارة الكردية المستقلة في شمال العراق تغض الطرف أحيانا على وجودها ضمنيا.

وقال بيان الخارجية العراقية إن بغداد "تستنكر بأشد عبارات الاستنكار والشجب معاودة القوات التركية يوم 17 يونيو/حزيران الجاري (الأربعاء) انتهاك حرمة البلاد وسيادتها بقصف ومهاجمة أهداف داخل حدودنا الدولية".

وأضاف: "وفيما نؤكد رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات التي تخالف المواثيق والقوانين الدولية، نشدد على ضرورة التزام الجانب التركي بإيقاف القصف، وسحب قواته المعتدية من الأراضي العراقية التي توغلت فيها الأربعاء، ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها".

وزعمت الخارجية العراقية، في بيانها، أن "تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحدودية المشتركة فيما بيننا؛ إذ تسببت (مبادرة السلام) التي اعتمدتها مع بي كا كا عام 2013 بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركي داخل الأراضي العراقية من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ مما دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن".

كانت الخارجية العراقية استدعت السفير التركي قبل يومين؛ وسلمته مُذكرة احتجاج على "خروقات سابقة" للطيران التركي.

وتستهدف تركيا بانتظام مقاتلي "بي كا كا"، سواء في الجنوب الشرقي الذي تقطنه أغلبية كردية أو شمال العراق، حيث المقر الرئيسي للجماعة. وتأتي العمليتان العسكريتان الأخيرتان وسط ما تقول أنقرة إنه زيادة في هجمات المسلحين على قواعد الجيش التركي.

وبدأ "بي كا كا" تمردا ضد الدولة التركية في عام 1984، أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.