قالت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية إن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" قد يكون متورطا في قضية الفساد المزعومة، المتعلقة بشروط منح تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022 لدولة قطر، الأمر الذي نفته الرئاسة الفرنسية تماما.

وبحسب تقرير للصحيفة نشرته الثلاثاء الماضي، فقد التقى رئيس الاتحاد الأوروبي السابق لكرة القدم "ميشيل بلاتيني" بـ"ماكرون" في 8 مارس/آذار 2018 في قصر الإليزيه في موعد غير مدرج على قائمة جدول الأعمال الرسمي للرئيس، نظمه رئيس القسم الرياضي في مؤسسة "إذاعة فرنسا" العامة الصحفي "جاك فيندرو".

وأخبر "فيندرو"، "ميديابارت" أنه قال لـ"بلاتيني": "سيكون من الجميل لو التقيت ماكرون، فهو يحب كرة القدم"، قبل أن يقوم فعلاً بتنظيم لقاء بين الرجلين جرى خلاله حديث عن كرة القدم وأندية يوفنتوس وسان إتيان والمنتخب الوطني الفرنسي بالإضافة إلى الألقاب الدولية التي حصدها الفرنسيون وخاصة كأس العالم.

وبحسب الصحفي الرياضي، لم تكن قضايا الفساد التي تلاحق "بلاتيني" في صلب المناقشة مع الرئيس، و"ماكرون" لم يعد "بلاتيني" بأن يساعده، بل علق فقط بالقول "سأرى".

وفي اتصال هاتفي في 24 مايو/أيار 2019 مع صديقه "جان بيار شانال"، المدير العام المساعد لخدمات مدينة مرسيليا، قال "بلاتيني" لمحاوره: "أرسلت شيئاً إلى الإليزيه قائلاً إن الرئيس قال إنه سيساعده".

وفي 18 يونيو/حزيران 2019، أودعت الشرطة الفرنسية "بلاتيني" في الحجز بطلب من المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية والضريبية، وتم الاستماع إلى أقواله كجزء من التحقيق الأولي الذي شرع به مكتب المدعي الوطني المالي بتهمة "الرشوة الخاصة" و"الرابطة الإجرامية" و"محاولة حيازة النفوذ" في ما يتعلق بإسناد تنظيم دورة كأس العالم 2022 لدولة قطر.

ويبدو أن مكتب الادعاء المالي الفرنسي العام مهتم تحديداً بوليمة غداء في قصر الإليزيه يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2010 جمعت "بلاتيني" وأمير قطر السابق، والرئيس الفرنسي وقتها "نيكولا ساركوزي".

في سويسرا، أدى فتح تحقيق عام 2015 ضد "جوزيف بلاتر"، رئيس الفيفا، بسبب دفع مبلغ مليوني فرنك سويسري إلى "بلاتيني" إلى الاشتباه بهذا الأخير في "التواطؤ في سوء الإدارة والاختلاس".

وفي رسالة مؤرخة بيوم 5 يونيو/حزيران موقعة من المدعي العام "توماس هيلدبراند"، قررت النيابة الفيدرالية السويسرية تمديد التحقيق مع "بلاتيني" للاشتباه في "التواطؤ في سوء الإدارة والتملك غير المشروع والتزوير".

وفي ردها على تحقيق "ميديابارت"، قالت الرئاسة الفرنسية إن "رئيس الجمهورية، الذي يهتم بكرة القدم، استقبل لاعب كرة القدم، الأيقونة ميشيل بلاتيني، وليس بأي حال من الأحوال ميشيل بلاتيني الذي يمكن مقاضاته".

وأضاف الإليزيه: "يعرف الرئيس تماماً أنه لا يمكنه التطرق إلى الملف الفردي لشخص تمكن مقاضاته".

ونفت قطر، قطعيا، صحة الاتهامات المتعلقة بملف إسناد تنظيم مونديال 2022 لها، وقال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر "حسن الذوادي"، تعليقا على تلك القضية: "نحن واثقون من سلامة موقفنا، ليس لديّ أدني شك".