إيكونوميست: فيسبوك لم يعد الموقع المناسب لمعارضي الأنظمة العربية

السبت 4 يوليو 2020 10:39 ص

اعتبرت مجلة "إيكونوميست" أن فيسبوك لم يعد موقع التواصل المناسب لمعارضي الأنظمة العربية الديكتاتورية بعدما اعتمد مؤخرا إجراءات من شأنها التضييق على حرية تعبيرهم.

وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة، أن فيسبوك يتمتع بعدد من المستخدمين في منطقة الخليج أكبر من أي مكان آخر في العالم "بالتناسب مع عدد السكان".

وأضاف: "لذلك أصبح فيسبوك المنصة التي تمثل المصدر الرئيسي للأخبار لدى العديد من العرب، ويرجع الفضل له في احتجاجات الربيع العربي عام 2011".

لكن -منذ أن أصبح متاحا لجميع الناس في 2012- بات "فيسبوك" أكثر مراعاة لرغبة الحكام الذين يتيحون لها الوصول إلى الجمهور، وأقل ضيافة للناشطين المعارضين، حسب التقرير.

إذ أزال الموقع في الأشهر الأخيرة مئات الحسابات للمستخدمين من تونس إلى إيران، وحذف مئات الآلاف من الرسائل.

فالحكومات العربية أصدرت قوانين ضد جرائم الإنترنت و"الإرهاب" للتضييق على مواقع التواصل ومستخدميها، وتستخدم أشكالا من الضغط كثيرة التعقيد والدقة.

فقد هددت بفرض ضريبة على أرباح "فيسبوك" الداخلية، كما تقوم كثير من هذه الحكومات بتشغيل جيوش إلكترونية لقصف المحتوى في الموقع.

وفي الآونة الأخيرة، أبدى "فيسبوك" خضوعا لقوانين هذه الدول، وفتح مكتبا في دبي للتواصل مع المسؤولين في المنطقة لتجنب حجب المنصة، حسب تقرير المجلة البريطانية.

كما أن "فيسبوك" ملزم بالقانون الأمريكي، الذي يعتبر بعض القوى الرئيسية بالشرق الأوسط "إرهابية"؛ إذ يحظر الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، و"حماس"؛ ونتيجة لذلك يقول النقاد إن موقع التواصل الاجتماعي الشهير يفحص المحتوى الذي يعود لفلسطينيين وسوريين بدقة أكثر من غيرهم.

وضرب التقرير مثلا بإحدى حالات الإزالة من سوريا، التي تعود للمهندس المعماري "سارية البيطار" في مدينة إدلب التي مزقتها الحرب؛ إذ بعث "فيسبوك" رسالة له مفادها: "تم تعطيل حسابك بشكل دائم لعدم اتباعك معايير مجتمع فيسبوك، ولسوء الحظ لن نتمكن من إعادة تنشيطه لأي سبب".

وتضمن تعطيل الحساب مسح 14 عاما من الصور العائلية وذكريات "البيطار" ومذكراته للحرب الأهلية في سوريا، جنبا إلى جنب مع قائمته التي تضم 30 ألف متابع، رغم أنه ظل يتوخى الحذر في كتاباته بالمنصة، إذ لم يكن يسمي قتلى معارضي النظام السوري "شهداء" أو ينشر ما يحرض على العنف.

ويشتبه "البيطار" في أن "فيسبوك" أسكته لأنه أحيا ذكرى نجم كرة قدم سوري شهير حمل السلاح، وقتل بعد عدة أشهر من ذلك على يد نظام "بشار الأسد".

ويفسر تقرير المجلة البريطانية هذه الممارسات من "فيسبوك" جزئيا بالحجم الكبير لمستخدمي المنصة البالغ عددهم 2.7 مليار، والكثير منهم يكتبون بلغات غير الإنجليزية، ويتم فحص مشاركاتهم للتعرف على خطاب الكراهية والتحريض، ويبلغ عدد من يقومون بهذا الفحص 15 ألفا ويجدون صعوبات كبيرة في إنجاز الفحص بطريقة عادلة، إذ إن معظمهم لا يعرفون العربية ولهجاتها.

ولذا يعتمد "فيسبوك" على الفلاتر الآلية، التي ترتكب أخطاء؛ لأنها تكتفي بالتفتيش عن الكلمات التي تم وضع علامة عليها، لكن لا يمكنها اكتشاف الفروق الثقافية أو العبارات الساخرة.

وفي مايو/أيار الماضي، كشفت "فيسبوك" النقاب عن "مجلس رقابة" جديد سيكون بمثابة "المحكمة العليا" التي تستمع للطعون في قرارات الموقع وتراقب المنشورات المتضمنة لـ "التحريض".

ورغم أن  الناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل "توكل كرمان"، وهي واحدة من عضوين في مجلس الإدارة في هذه المحكمة من الشرق الأوسط، تقول إن التصنيفات الإرهابية الرسمية لن تكون بالضرورة ملزمة لمجلس الرقابة، خاصة عندما تأتي من الحكومات الاستبدادية التي تسيء استخدام "الإرهاب" لإساءة معاملة المعارضين، إلا أن إزالة حسابات آلاف النشطاء بالشرق الأوسط لم تقدم برهنة عملية على هكذا تصريح.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الربيع العربي توكل كرمان

بيلا حديد تنتقد إنستجرام بسبب إزالة صورة جواز سفر والدها الفلسطيني