إسبانيا تتراجع عن زيارة ملكها إلى سبتة ومليلية

الاثنين 6 يوليو 2020 06:25 م

تراجع القصر الإسباني، عن إدراج مدينتي سبتة ومليلية، في أجندة زيارات الملك "فيليب السادس"، بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، التي فرضتها إسبانيا، بسبب جائحة "كورونا"، وذلك تفاديا للتوتر مع المغرب، وعدم التعاون في محاربة الهجرة.

وكانت الصحافة الإسبانية، تحدثت أن المدينيتن تدخلان ضمن أجندات الزيارة الملكية المخصصة لكل أنحاء البلاد، ومن "المحتمل جدا أن تكون خلال نهاية الشهر الجاري"، قبل أن تتدخل حكومة "بيدرو سانشيز" لسحبهما من البرنامج.

وتقع المدينتان شمالي المغرب، الذي يطالب باستعادة السيادة عليهما، غير أنهما تتمتعان حاليا بالحكم الذاتي.

وكانت جريدة "كونفدنثيال"، قد أفادت الأسبوع الماضي، بتخطيط "فيليب السادس"، رفقة الملكة "ليتيزيا"، زيارة كل من سبتة ومليلية المحتلتين.

بيد أن المتحدث باسم القصر الملكي الإسباني، قال في بيان: "لا توجد أخبار رسمية حول هذه الزيارة، التي سيقوم بها فيليب وليتيزيا إلى سبتة ومليلية نهاية يوليو/تموز".

واعتبر أن "القصر الملكي الإسباني لم يتخذ في الوقت الحالي أي قرار بشأن سبتة ومليلية".

وسحب المدينتين المحتلتين من برنامج الزيارة الملكية، خلف ردة فعل غاضبة من حاكم مليلية، الذي قال في تصريح لصحف إسبانية، الإثنين، إن "مليلية مدينة إسبانية، وكنا نأمل أن يزورها الملك كما تم قبل سنوات".

وجاء إلغاء جولة الملك بالمدينتين، رغم قيامه عمليا بزيارة مناطق مثل الأندلس وجزر الكناري وجزر الباليار وإقليم إكستمادورا.

ومنذ وصوله إلى العرش زار "فيليب السادس"، كل مناطق إسبانيا باستثناء المدينتين، وذلك تجنبا للمشاكل مع المغرب.

ويبدو أن هذا هو المعيار الذي استندت إليه حكومة مدريد لتجميد الزيارة.

وتصادق الحكومة على برنامج الملك وخطاباته، ولا يمكن للملك القيام بأي إجراء سياسي أو برمجة الزيارات، دون العودة إلى الحكومة وموافقتها.

ولا ترغب مدريد في توتر حالي مع الرباط، ولهذا ألغت هذه الزيارة، وفق مراقبين، قالوا إن مدريد تود من الرباط تعاونا في مكافحة الهجرة، لاسيما في الظروف الحالية الناتجة عن فيروس "كورونا".

وكان الملك "خوان كارلوس"، والد الملك الحالي، قد زار سبتة ومليلية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 (قبل 13 عاما)، وكانت أول وآخر زيارة لملك إسباني للمدينتين، وسببت حينها توترا شديدا بين البلدين.

حيث أصدر حينها الديوان الملكي المغربي، بيانا شديدة اللهجة، يصف فيه إسبانيا بالدولة الاستعمارية والإمبريالية.

وتعهدت الرباط وقتها باستحضار الملف في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، لكن ما حدث هو العكس، إذ غاب الملف نهائيا من الخطاب الرسمي المغربي سواء الملكية أو الحكومة أو الأحزاب.

وكان هناك اتفاق بين مدريد والرباط بعدم زيارة أي مسؤول رفيع المستوى، مثل رئيس الحكومة أو الملك للمدينتين، والتزمت إسبانيا بهذا الاتفاق خاصة الملك الذي تولى العرش سنة 1975، ولم يزر المدينتين حتى 2007، وهو التاريخ التي تنصلت فيه مدريد من الاتفاق مع الرباط.

واحتلت إسبانيا المدينتين منذ قرون، ويطالب المغرب بهما، والتلويح بزيارة الملك الإسباني للمدينتين، يأتي في ضوء اتهامات إسبانية للمغرب بمحاولة خنق المدينتين اقتصاديا، إذ يتجه المغرب نحو إنهاء عهد التهريب المعيشي.

هذا ما أكده وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة المغربي "محمد بنشعبون"، حين قال إنه "في الآونة الأخيرة، تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات، للحد من عمليات التهريب، التي تشكل تهديدا لصحة المواطنين، وتساهم بشكل كبير في ضرر مجموعة من الشركات الوطنية، وتضر بميزانية الدولة".

وكان يقوم جزء هام من اقتصاد المدينتين على التهريب نحو المغرب، لكن الرباط أغلقت الحدود منذ أشهر، وتخطط لخلق مناطق للتجارة الحرة على مشارفهما.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات المغربية الإسبانية سبتة المغربية سبتة مليلية

مغربيات يحنين ظهورهن لتهريب البضائع من سبتة للأسواق المحلية

أزمة مغربية إسبانية.. مدريد تستدعي سفيرة الرباط