تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورا قديما للمحلل السياسي والأمني العراقي البارز "هشام الهاشمي" الذي اغتيل أمام منزله ببغداد مساء الإثنين، أكد خلاله أنه ليس من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمون"، منتقدا انقلاب الرئيس المصري الحالي "عبدالفتاح السيسي" على سلفه الراحل "محمد مرسي".
وفي المنشور الذي يعود تاريخه لأحداث فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" المؤيدين لـ"مرسي" والمناهضين للانقلاب العسكري عليه في أغسطس/آب 2013، قال "الهاشمي": "لست إخوانيا لكن أنا مسلم؛ مرسي لم يجعل مصر تركيا في سنة، ولكن السيسي جعلها سوريا في شهر!!".
وأثار اغتيال الخبير الأمني والمحلل السياسي التساؤل حول سبب استهدافه، والجهة التي تقف وراء قتله بوابل من الرصاص أطلقه مجهولون على جسمه، ولفظ أنفاسه بعد دقائق في مستشفى ابن النفيس.
و"الهاشمي" البالغ من العمر 47 عاما، خبير مختص بشؤون الجماعات المسلحة، وله عدة مؤلفات عن تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة"، بينها "عالم داعش"، و"نبذة عن تاريخ القاعدة في العراق"، و"تنظيم داعش من الداخل".
وله أكثر من 500 مقالة وبحث منشور في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية عن الجماعات المتطرفة.
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في حين تعد عمليات الاغتيال ظاهرة مألوفة في العراق منذ سنوات طويلة.
وغالبا ما يتم توجيه أصابع الاتهام إلى فصائل شيعية مسلحة نافذة بتصفية خصومها والمناوئين لأفكارها، وسط نفي متكرر منها.
وتقرر فض اعتصامي رابعة والنهضة المؤيدين للرئيس الراحل "محمد مرسي" من النيابة العامة، ونفذ القرار فجر 14 أغسطس/آب 2013، حيث اقتحمت آليات الجيش العسكرية ومدرعات الشرطة الميدان من جميع مداخله، وأمطر قناصة الأمن المتظاهرين بالرصاص وأطبقوا الخناق على المعتصمين.
وبذلك نفذت أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث، بحسب وصف منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حيث قتل أكثر من ألف مدني وفق إفادات الحقوقيين، وآلاف القتلى بحسب المعتصمين، في حين تحدثت تقارير رسمية عن عشرات القتلى من الضباط، لكن هذه الرواية لم تدعمها منظمات مستقلة.
ولم تجر السلطات المصرية أي تحقيق بشأن سقوط هذا العدد من الضحايا خلال فض الاعتصامين اللذين كانا يحتجان على انقلاب الثالث من يوليو/تموز، بينما تحاكم معارضين شاركوا في الاعتصامين بتهم بينها "القتل" و"العنف".
