تعرف على صراع الباسورد لتجمع المهنيين السودانيين على فيسبوك

السبت 11 يوليو 2020 06:01 م

بلغت الخلافات داخل تجمع المهنيين السودانيين المعارض ذروتها بصراع مجموعتين على صفحة التجمع على "فيسبوك"، وهي منصة قادت الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق "عمر البشير".

واشتعلت معركة "الباسوورد" (كلمة السر) في اليوم الذي عادت فيه الاحتجاجات يوم 30 يونيو/حزيران الماضي، عندما أعلنت الأمانة الجديدة لتجمع المهنيين أن "انفصاليين" استولوا على الصفحة التي تحظى بمتابعة أكثر من مليون شخص.

وقالت الأمانة المنتخبة في بيان الجمعة، إنها استردت صفحة التجمع بالتواصل مباشرة مع إدارة شركة "فيسبوك" عبر فريق تقني وقانوني مفوّض قدم المصادر والمواد المطلوبة لمتابعة البلاغ، وفقا لسياسة "فيسبوك".

ونفى البيان استعادة الصفحة عبر الاستعانة بجهات ذات قدرات تقنية عالية كما قال معارضو انتخابات الأمانة الجديدة يوم 10 مايو/أيار الماضي.

وتعليقا على هذا الأمر، قالت عضوة تجمع المهنيين "سلمى نور"، المحسوبة على الأمانة السابقة، إنها بوصفها أحد المحررين في الصفحة تواصلت مع تقني يتعاون مع "فيسبوك" لتستفسر عن فقدانهم صلاحية الدخول إلى صفحة التجمع.

وقالت لـ"الجزيرة نت" إن التقني أبلغها أن السبب يعود إما لقرصنة الصفحة وإما حصول طرف آخر على كلمة السر أو عبر إرسال شكوى لشركة "فيسبوك".

واستبعدت السبب الأخير لأنه يقتضي تقديم إثباتات لـ"فيسبوك" بينها الحصول على أمر قضائي، وهو ما ليس موجودا أيضا، كما أن إدارة "فيسبوك" لا يمكنها البت في النزاع خلال أسبوع فقط دون فحص المستندات والتواصل مع السلطات السودانية.

وأبدت "سلمى" دهشتها إزاء تعرض صفحتي تجمع المهنيين ولجنة أطباء السودان المركزية على "فيسبوك" للقرصنة في يوم واحد، حيث يعمل تقنيون الآن على استرداد صفحة التجمع بعد استعادة منصة لجنة الأطباء من جهات مجهولة قامت بعمليات قرصنة، حسب قولها.

احتمالات القرصنة

وحسب المختص في الشبكات الإلكترونية "سامر بدر الدين"، فإن فرضية القرصنة تبدو مستبعدة طالما أن صفحة تجمع المهنيين تحظى بالعلامة الزرقاء من إدارة "فيسبوك"، ويرجح أن تكون الأمانة الجديدة تمكنت من الحصول على كلمة السر بطريقة ما.

وأشار إلى أن أي محاولة لاختراق حساب محمي بالعلامة الزرقاء تعقبه تنبيهات من إدارة "فيسبوك" تصل حاليا لمرحلة الاتصال الهاتفي بمدير الصفحة.

وأضاف لـ"الجزيرة نت" أن محاولة الاختراق أحيانا تكون ممكنة إذا وُجد مستخدمو الحاسوب على شبكة واحدة، وهو أمر مستبعد لحد كبير لأنه يتطلب مهارات عالية، لذا فإن الخيار الأقرب هو تسريب كلمة السر.

واستبعد "بدر الدين" استرداد أمانة التجمع للصفحة عن طريق التواصل مع شركة "فيسبوك" التي ستطالب في البداية برسالة إلكترونية وهاتف مدير الصفحة، قائلا "عملية الاسترداد تتطلب إثبات الملكية".

في المقابل، أكد عضو مجلس تجمع المهنيين "خالد فتحي"، المحسوب على الأمانة الجديدة، أن استردادهم للصفحة تم عن طريق إدارة "فيسبوك" وليس عبر أي اختراقات.

وقال "فتحي" إن السكرتارية أوضحت لـ"فيسبوك" حيثيات انتخابها وعدم تسلمها للصفحة من المدير السابق، بل قيامه يوم 30 يونيو/حزيران الماضي بحذف صلاحيات محررين بلا تفويض من أمانة تجمع المهنيين.

وأضاف أن الأمانة الجديدة أنشأت صفحة جديدة على "فيسبوك" بعد الاستيلاء على الصفحة الأصلية، لكن شركة "فيسبوك" أغلقتها بعد أقل من 24 ساعة إثر بلاغ من "المجموعة الانفصالية"، بحد وصفه.

وأشار إلى أن صفحة تجمع المهنيين على "فيسبوك" هي التي أطاحت بـ"البشير" عبر استجابة السودانيين لكل ما ينشر بها منذ إنشائها مع اندلاع الاحتجاجات يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.

وتابع: "كان المحتجون يلبون دعوات مواكب (مظاهرات) التنحي وفقا للزمان والمكان والمسارات التي تحددها صفحة تجمع المهنيين.. هذه منصة التجمع الرئيسية وهي من كتب نهاية نظام البشير".

كتبة البيانات

وحسب مصادر تحدثت لـ"الجزيرة نت"، فإن كاتبي بيانات مظاهرات التنحي "البراق النذير الوراق ومهند ياوياو" كانا يديران بشكل سري صفحة تجمع المهنيين منذ ديسمبر/كانون الأول 2018.

وكانت البيانات تمرر إلى مجموعة تسمى "معمل" قبل إجازتها من قبل مكتب الإعلام بتجمع المهنيين والذي يضم كل الأجسام المهنية.

وعقب اختيار "البراق" ضمن طاقم مكتب رئيس الوزراء، انحصرت إدارة الصفحة على "ياوياو" الذي حذف محريين معه الأسبوع الفائت.

ورفض "ياوياو" التعليق على كيفية فقدان مجموعتهم السيطرة على صفحة تجمع المهنيين، كما رفضت الأمانة الجديدة الكشف عن المدير الجديد للصفحة بعد السيطرة عليها.

وإثر انتخابات السكرتارية، انقسم تجمع المهنيين إلى مجموعتين: الأولى تضم 12 جسما مهنيا تمثل السكرتارية الجديدة، والأخرى تضم 6 أجسام تمثل المعترضين على نتائج الانتخابات.

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

تجمع المهنيين السودانيين كلمة السر

بوادر أزمة في تجمع المهنيين السودانيين حول مرشح للمجلس الرئاسي