دبلوماسي مصري: الاتصالات الأمنية لا تنقطع مع دمشق

الأحد 30 أغسطس 2015 06:08 ص

أثار حديث رئيس النظام السوري «بشار الأسد» عن مصر عبر فضائية «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني قبل عدة أيام، الكثير من الجدل حول مستقبل العلاقات وحقيقة التعاون الأمني بين البلدين وكذلك رغبة «الأسد» في قيام مصر بدور كبير في القضية السورية، بحسب تقرير نشرته صحيفة القدس العربي.

وتراوحت ردود الأفعال بين تأييد وتحفظ ورفض واستنكار للتصريحات، ولوحظ عدم صدور تعليق رسمي من المسؤولين المصريين، وسارعت وسائل إعلام محسوبة على النظام إلى توضيح بعض ما جاء فيه، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكري، وشددت على أن «الأسد» أشار لوجود علاقات مع «مؤسسات مصرية»، وهو ما قد ينطبق على أحزاب أو منظمات مدنية وأجهزة امنية لكن ليس مع الجيش، كما أن تاريخ الصورة التي نشرتها مواقع مؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين لقذيفة مصنوعة في مصر استخدمها الجيش السوري يعود إلى عهد الرئيس «محمد مرسي».

وذهب آخرون إلى أنهم لا يؤيدون الرئيس السوري بشكل خاص، بل يدينون ما ارتكبه النظام من مجازر، لكن الواقع هو أن سقوطه الآن سيفتح باب جحيم اسمه تنظيم «الدولة الإسلامية على الدول العربية وأولها دول خليجية تتزعم حملة إسقاطه.

بينما قال القيادي الإخواني «حمزة زوبع» إن «بشار الأسد فضح خيانة قيادات العسكر في مصر، للرئيس محمد مرسي»، مشيرا إلى أن تصريحاته الأخيرة كشفت عن أن المجلس العسكري كان يدير علاقات سرية مع نظام دمشق الدموي أثناء حكم الرئيس.

وأشار «زوبع»  إلى أن «ما كشفه بشار الأسد من فضائح تدين قيادات العسكر في مصر وتؤكد عمالتهم، ويشبه ما كشفه اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات الأسبق، الذي كشف خيانة المخابرات للرئيس مرسي، وعدم إمداده بالمعلومات الحقيقية».

واعتبر مراقبون أن تصريحات «الأسد» قد تؤدي إلى إزعاج بعض حلفاء مصر في الخليج، خاصة لتزامنها مع زيارة الرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى العاصمة الروسية موسكو التي رسخت شراكة استراتيجية بين البلدين.

وعلق مصدر دبلوماسي مصري لـ«القدس العربي» مفضلا عدم ذكر اسمه على تصريحات «الأسد» بالقول: إن «موقف القاهرة لم يتغير من الأزمة السورية، وهو موقف واضح فيما يتعلق ببقاء الدولة السورية، ووحدة أراضيها والوقف الشامل للمعارك واعتماد الحل السياسي كمخرج وحيد ممكن من الأزمة».

وبالنسبة للتعليقات التي اعتبرت أن حديث «الأسد» يدل على تأييد مصري لبقائه في الحكم، قال المصدر: «الشعب السوري وحده يملك الصلاحية للحديث في هذا الموضوع، واتخاذ القرار حول بقاء الرئيس السوري أو رحيله، والدولة المصرية لا تتعامل مع أشخاص لكن مع حكومات ومؤسسات، ولم يمنعنا هذا من القول أن من حق الشعب السوري أن ينال كافة مطالبه المشروعة فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان».

أما بالنسبة إلى التعاون الأمني، فقال: «التواصل الأمني لا ينقطع بين الدول مهما حدث على المستوى السياسي، لأن هناك أمنا قوميا ينبغي الحفاظ عليه، ورأينا مؤخرا رئيس الاستخبارات السورية اللواء علي مملوك يزور المملكة العربية السعودية، رغم ما تعرفه العلاقات من توتر بل وعداء معلن. أما بالنسبة إلى مصر، فإن التعاون يهدف للحفظ على أمننا القومي والعربي أيضا، فهناك عدد من المصريين ينخرطون في تنظيمات إرهابية في سوريا، وهناك مئات من الإرهابيين في سوريا يودون ان يأتوا لشن عمليات في مصر، ومن هنا فإن تبادل المعلومات ضروري، ولكن هذا لايعني موقفا سياسيا في حد ذاته».

وكان «الأسد» قال في تصريحاته إن «سوريا في الخندق نفسه مع مصر ضد الحرب على الإرهاب، وتفهم الضغوط التي تعانيها مصر ولا تريدها أن تكون منصة للهجوم على سوريا» .

وقال الرئيس السوري ردا على سؤال حول العلاقات السورية المصرية: «طبعا لا شك بأن العلاقة بين سوريا ومصر والعراق لها خصوصية لأن هذه الدول هي أساس الحضارات العربية عبر التاريخ، فنحن نحرص على العلاقة مع مصر بكل تأكيد، حتى خلال وجود الإخونجى «مرسي» رئيسا لمصر وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر أولا لأهمية هذه العلاقة وثانيا لأن التواصل بين سوريا ومصر لم ينقطع حتى في ظل مرسي».

ومن جانبه، علق السفير «معصوم مرزوق»، مساعد وزير الخارجية الأسبق على حديث «الأسد في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» قائلا، «كان من غير الطبيعي أن تكون العلاقات المصرية السورية مقطوعة دبلوماسيا مهما كان شكل العلاقة بين الحكومتين، أما فيما يتعلق بالتنسيق الأمني فمن المعلوم ان الأجهزة الأمنية يكون لها المسارات الخاصة بها والتي لا تظهر على السطح وبالتالي لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي وجود هذه التنسيقات، ولكنني من الممكن أن أتوقع حدوث هذا لأن هناك مصالح في العالم كله تتبادل معلومات حول ملفات معينة مثل الإرهاب».

وأوضح «عندما نتحدث عن قيام مصر بالتدخل في القضية السورية فهذا يعني أن مصر لابد وأن تمتلك أدوات هذا التدخل، ونتحدث أن نكون من ضمن المشاركين في تهيئة المناخ لحل سياسي يوقف نزيف الدماء للأشقاء في سوريا لأن استمرار هذا النزيف مؤلم لكل إنسان عربي، وأعتقد أن مصر لا يمكن أن تقبل بأن تظل على الحياد في هذا الوضع، وسوف تسعى عن طريق المجتمع الدولي واتصالاتها الإقليمية لتهيئة مناخ أفضل للمناقشات السياسية بين الأطراف السورية للتواصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، وأعتقد أن هذا مطلوب وبشدة».

لكن «جمال عيد»، الناشط الحقوقي ومدير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، قال ردا على تصريحات «بشار الأسد» عبر صفحته على «تويتر»: «إنني كمواطن مصري حريص على سقوطك ومحاكمتك يا سفاح».

  كلمات مفتاحية

مصر سوريا الأسد

واشنطن تجدد التزامها بانتقال سياسي في سوريا بدون «الأسد»

خاص لـ«الخليج الجديد»: السعودية توجه صفعة لمخطط مصر والإمارات حول بقاء «الأسد»

«الأسد»: سوريا مع الجيش المصري وشعبه في مواجهة «الإرهابيين»

مراقبون: «السيسي» يعزز تقاربه مع «الأسد» بدعمه عسكريا

مصير الأسد بين السعودية وروسيا