تختلف السعودية وروسيا حول الملف السوري منذ بدايته، غير أن الفصل الأخير شهد لقاء ثلاثيا ضمهما والجانب الأمريكي في الدوحة لحلحلة الأزمة، ثم قطع شوطا إضافيا بلقاء سعودي روسي في موسكو اليوم، وفقا لما نشرته «الجزيرة نت».
وفي اللقاء أكد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أن حل الأزمة في سوريا يقتضي رحيل رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، بينما قال نظيره الروسي سيرغي لافروف» إن بلاده تختلف مع الرياض في هذه المسألة، وإن الأولوية الآن للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية» التي يجب أن يكون الأسد» جزءا منها.
هذا الأمر كان محور نقاش حلقة «ما وراء الخبر» التي بثتت أمس الثلاثاء وطرحت تساؤلين حول مدى وجاهة الحجج التي ساقها الوزيران لتبرير موقفيهما من مصير «الأسد»، ومدى إمكانية تجاوز الخلاف بشأن هذه المسألة بين الجانبين السعودي والروسي.
الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» قال عن أولوية قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» إنه لا يمكن تشكيل تحالف ضده بوجود نظام «الأسد»، الذي يريد الجميع إسقاطه بوصفه سبب الفوضى، أما تنظيم الدولة فلا أحد يتقدم على الشعب السوري في أولوية مقاتلته، ولكن كيف يقاتلونه وظهرهم مكشوف لـ«بشار الأسد»؟
جبهة درعا
وعن حل سلمي للأزمة، أشار إلى ما قاله وزير الخارجية السعودي في لقائه وزير الخارجية الألماني بأن الحل السياسي إذا لم يتحقق فسيتم اللجوء إلى العسكري.
وأضاف «خاشقجي» أن إمكانية إحياء جبهة درعا واردة، ومع ذلك تفضل السعودية أن يرحل نظام «بشار الأسد» سلميا لكي يمكن بعد ذلك تشكيل تحالف ضد التنظيم، لافتا إلى أن الروس بدأوا يتحدثون عن صيغة مقبولة لحل سياسي.
بدوره رفض الكاتب الروسي «يفغيني سيدروف» ما سماها لغة الإنذارات لروسيا، مؤكدا أن بلاده تريد سوريا متماسكة بعد «الأسد، وهي مستعدة لبحث الأزمة بشكل سلس يتيح في النهاية خروجا مشرفا يحفظ ماء الوجه لـ«الأسد»، كما قال.
الحل السياسي في رأي «سيدروف» يمكن إنجازه، مشيرا إلى محاولات موسكو في التحدث إلى أطياف المعارضة السورية، ومن ذلك اللقاء المزمع عقده في موسكو خلال يوم أو يومين بما يؤدي إلى تفاهم حول المرحلة المقبلة.
دبلوماسية المجنون
من ناحيته، قال الناشط السياسي «محمد صبرة» إنه لا أحد يريد انهيار مؤسسات الدولة سوى «بشار الأسد» الذي يتبع دبلوماسية الرجل المجنون، ومفادها «إذا اقتربتم مني فسأدمر كل شيء».
وتوجه «صبرة» إلى روسيا بالقول «حين تنظرون إلى سوريا اخرجوا من عقدة الشيشان»، مذكرا بأن ثمة روابط قديمة يحترمها الشعب السوري، لم يكن «الأسد» هو من أسسها، فأول اتفاقية اقتصادية وعسكرية وقعت في الخمسينيات في عهد الرئيس السوري «شكري القوتلي».
وبيّن أن وجود «الأسد» هيأ البيئة لتنظيم «الدولة» الذي نما في حضن العراق وعهد رئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي» الذي سلم الموصل للتنظيم، فتمدد هذا الأخير فيما بعد مترافقا مع التمديد الروسي لحكم «الأسد».
وختم «صبرة» بأن التقارب بين السعودية وروسيا يخدم موسكو أكثر إذا أرادت أن تحافظ على مصالحها، لافتا إلى أن أطرافا في الخارجية الروسية تحاول تليين الموقف الرسمي الحاد وغير المبرر.