كشفت صحيفة إسرائيلية أن "رفعت الأسد" شقيق الرئيس السوري الراحل "حافظ الأسد" استأجر خدمات محامين ومستشارين إسرائيليين لاستعادة أموال مصادرة في فرنسا.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، إن "رفعت (82 عاما) هو قائد عسكري كبير بالجيش السوري سابقا ومسؤول عن ارتكاب مذابح بحق مناهضي النظام الحاكم، وهاجر إلى فرنسا بعد محاولة انقلاب فاشلة قبل سنوات، وحكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن 4 سنوات بتهم اختلاس أموال عامة".

وأكدت أن "رفعت تعاقد مع محامين ومستشارين إسرائيليين، منهم موظف حكومي سابق، وعضو بارز في حزب الليكود الحاكم".

وتابعت: "كان رفعت أحد الرجال الأكثر قسوة وفظاعة في سوريا، وعمل في أجهزة المخابرات السورية، وشارك في عمليات قمع بشعة لمناهضي النظام الحاكم".

وأوضحت "يديعوت أحرونوت " أن "رفعت توجه للمحامين والمستشارين الإسرائيليين طالبا المشورة بعدما تورط قضائيا في فرنسا حيث يقيم منذ سنوات".

وأضافت: "عمل رفعت مع عضو كنيست سابق من الليكود ومع موظف حكومي كبير سابقا ومحام إسرائيلي بارز ومستثمر يهودي ألماني ورجل أعمال يهودي إسباني ومحاميين يهود فرنسيين، وكل ذلك من أجل خدمات مرافعة واستشارة مدفوعة الأجر، من دون الكشف عن قيمة الأجر".

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "رفعت كان حتى سنوات الثمانين من أقوى الشخصيات في سوريا، وهو وأقاربه ناصبوا إسرائيل العداء".

واستطردت: "على خلفية قيادته لعمليات قمع الهبة الشعبية ضد حكم شقيقه حافظ الأسد عام 1982، لقب رفعت بجزار حماة".

وبعد وقت ما "استدار رفعت للخلف وقام بمحاولة انقلاب على شقيقه واستبداله في السلطة، لكن المحاولة باءت بالفشل وبعدها غادر سوريا إلى أوروبا عام 1984 حيث أدار هناك حياة مجون وتزوج من أربع نساء أنجبن 16 مولودا".

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن "رفعت راكم مع الأيام ثروة كبيرة وامتلك بيتين وقصرا يمتد على مساحة 3000 متر و 40 شقة في أحياء راقية في باريس وفي جنوب إسبانيا، كما اقتنى في إسبانيا 507 عقارات بقيمة 695 مليون يورو".

وتستذكر الصحيفة قيام جمعية في فرنسا قبل سنوات بتقديم دعوى ضد "رفعت" اتهمته فيها بالحصول على ثروته بواسطة الاختلاس وسرقة مقدرات الشعب السوري وعبر تبييض الأموال. 

وفي المحكمة، أنكر "رفعت" التهم الموجهة له، مدعيا أنه حاز على ثروته بفضل "هدايا " حصل عليها من العائلة المالكة في السعودية.

وفي نهاية تحقيق معه من قبل الشرطة الفرنسية، تم اتهامه رسميا بمخالفات جنائية، ولاحقا حكم عليه بالسجن الفعلي لأربع سنوات، إضافة إلى مصادرة مبالغ مالية كبيرة، فسارع محاموه بتقديم استئناف على الحكم. 

وأضافت الصحيفة: "يتضح الآن أنه خلال المداولات القضائية وفي الأيام الحالية تلقى رفعت مشورة من جهات إسرائيلية ومنهم المحامي المعروف مردخاي تسيون الناشط في مجال قضايا دولية ومحام آخر يدعى جيل ويليام غولديندال". 

وتابعت: "عُلم أن عددا من من هؤلاء المستشارين اهتموا بتنظيم لقاء بين رفعت ومسؤول كبير سبق وخدم في الموساد قبل سنوات ولم يعد على قيد الحياة".