استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

الخميس 23 يوليو 2020 07:47 ص

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

خصوم الكاظمي ببغداد  لم يتوقفوا عن تلميحات و«تصريحات» تتهم رئيس الوزراء بالتبعية لواشنطن.

العراق يسعى لـ«اتوازن» علاقاته الإقليمية والدولية و«التوازن» بالعراقي يرادف «الحياد» و«النأي بالنفس».

العراق لا يريد أن يكون ذيلا لأحد ولا «صندوق بريد» لتبادل رسائل دامية بين مراكز ومحاور إقليمية ودولية.

ثمة من يضع يده على مسدسه كلما سمع كلمات: سيادة، استقلال، حياد، توازن، مما يتعارض مع ديدنهم: «من ليس معنا فهو ضدنا».

القذائف الثلاث أطلقها «محافظو طهران» و«ثوريو بغداد» لتصيب إصلاحيي البلدين كحلقة في مسلسل الصراع المحتدم بين التيارين.

*     *     *

لم تمض زيارة الوزير الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد على خير، أما الأسباب فسياسية بامتياز...ولم يُتِمَّ رئيس الحكومة العراقية زيارته المرتقبة للرياض، لأسباب صحية تتعلق بالوعكة الصحية المفاجئة التي ألمّت بالعاهل السعودي. ورغم اختلاف الزيارتين والزائرَين، إلا أن المراقب للمشهد العراقي لن يفوته تتبع الروابط المتينة بين الحدثين، ما تَمَّ منهما وما تأجّلَ.

قذائف ثلاث استقبلت ظريف في المنطقة الخضراء، مقر القيادة والحكومة والرئاسة والبرلمان والشخصيات والسفارات، لم يكن المقصود بها «استهداف» الوزير شخصياً، ولا دفعه لقطع زيارته.

القذائف الثلاث أطلقها «محافظو طهران» و«ثوريو بغداد»، لتصيب إصلاحيي البلدين ومعتدليهما في قلب عاصمة الرشيد، كحلقة في مسلسل الصراع المحتدم بين التيارين وامتداداتهما العراقية، وعلى أرض الرافدين المفضلة دوماً كساحة لتسوية الحسابات.

ظريف استمع إلى ما لا يرضي مرجعياته العليا من قبل الرئاسات العراقية الثلاثة: العراق لا يريد أن يكون في ذيل أحد، ولا أن يتحول إلى «صندوق بريد» لتبادل الرسائل الدامية بين المراكز والمحاور الإقليمية والدولية...

العراق يسعى لـ«التوازن» في علاقاته الإقليمية والدولية، و»التوازن» بالعراقي الدارج هذه الأيام، يرادف «الحياد» و«النأي بالنفس»، باللبناني الدارج هذه الأيام أيضاً.

ربما تكون كلمات هادي العامري (تحالف الفتح) وفالح الفياض (الحشد الشعبي) هي الخبر السار الوحيد الذي سيحمله الوزير ظريف إلى مرجعياته، لكنني أشك أنه سمع كلاماً مماثلاً من عمّار الحكيم (تيار الحكمة) الذي التقاه في بغداد أيضا.

فالأخير حرص على نشر مقال في «الشرق الأوسط» السعودية في اليوم التالي لوصول الضيف الإيراني، حمّله عنواناً لافتاً: «فرصة تاريخية لبناء الدولة القوية»، استرجع فيه سيرة والده، «شهيد المحراب»، مستذكراً مواقفه عن الدولة القوية العادلة، وعن احتكارها للسلاح...

هذا كلام لا يُفهم منه سوى الاعتراض على «الحشد الشعبي» وفوضى السلاح وفلتان المليشيات، ومعظمها محسوبة على صقور طهران.

قبل وصول الزائر الإيراني، كان العراق يشتعل بجدل حول أولويات البلاد في علاقاتها الخارجية... التيار المحسوب على إيران اعترض على اتخاذ السعودية مقصداً لأول رحلة يقوم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي للخارج، وكان يفضل لو أن إيران كانت وجهته الأولى. تيار «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، أصدر موقفاً استباقياً رفض فيه «ضرب صفح».

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فخصوم الكاظمي في بغداد، امتداداً لتيار «المحافظين الثوريين» في طهران، لم يتوقفوا عن إصدار التلميحات و«التصريحات» التي تتهم رئيس الوزراء بالتبعية لواشنطن.

وكذلك التفريط باستقلال العراق على موائد «الحوار الاستراتيجي» مع الولايات المتحدة، بل وحتى التلميح بضلوعه في واقعة اغتيال المهندس–سليماني في الثالث من يناير الماضي (3/1/2020) قرب مطار بغداد، في مسعى لتخويفه وابتزازه عند كل منعطف سياسي كبير.

ولا ننسى أن واقعة اغتيال الصحفي هشام الهاشمي (6/7/2020)) كانت الرسالة الدامية الأولى، التي بعث بها هذا التيار لرئيس الحكومة الحالي، رجل المخابرات السابق.

لم يشفع للوزير ظريف أنه اتخذ من مكان اغتيال سليماني–المهندس، أول محطة  يتوقف بها بعد أن وطأت قدماه أرض العراق. ثمة من يصر على إبقاء العراق «صندوق بريد» وساحة مفتوحة لحروب الوكالة وتسوية الحسابات الدامية.

ثمة من يضع يده على مسدسه كلما مرت على مسامعه كلمات من نوع: سيادة، استقلال، حياد، توازن، وغيرها من مترادفات تتعارض مع ديدنهم: «من ليس معنا فهو ضدنا».

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

رسائل خفية متبادلة خلال زيارة الكاظمي لإيران