رغم التوتر.. إسرائيل وحزب الله يفران من الحرب في جنوب لبنان

الأحد 2 أغسطس 2020 06:29 م

على جانبي الحدود بين (إسرائيل) ولبنان، تطلق تصريحات تنذر بحرب.

فـ"حزب الله" يؤكد أن عملا ضد (إسرائيل)، "آت حتما" بينما تحذر الأخيرة من أنه "يلعب بالنار".

لكن المحللين يرون أن تحول الأمر إلى حرب، خطوة لا يرغب فيها أي من الطرفين.

وكانت (إسرائيل) أعلنت، الإثنين الماضي، بعد هدوء نسبي استمر أشهرا، أنها أحبطت هجوما "إرهابيا" وأطلقت النار على مسلحين عبروا "الخط الأزرق" الذي يفصل بين لبنان و(إسرائيل)، قبل أن يعودوا إلى الجانب اللبناني.

ونسب رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" عملية التسلل إلى "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران ويتمتع بنفوذ واسع في جنوب لبنان وتعتبره الدولة العبرية عدوها.

ونفى "حزب الله" المتهم بـ"اللعب بالنار" أي تورط له، بينما اعتبر رئيس الوزراء اللبناني "حسان دياب" الحادثة "تصعيدا خطيرا".

وجاء هذا التصعيد بعد ضربات جديدة في سوريا ونسبت إلى (إسرائيل)، وأسفرت عن مقتل خمسة مقاتلين موالين لإيران بينهم عضو في "حزب الله".

وقال نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ "نعيم قاسم"، في مقابلة مع قناة الميادين، الشهر الماضي، إنّ "معادلة الردع قائمة مع إسرائيل، ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة، ولا تغيير في قواعد الاشتباك، كما أن إسرائيل لم تخرج من لبنان إلا بالمقاومة، ومنع اعتداءاتها وخروقاتها لا يكون إلا بالقوة".

وأكدت "أورنا مزراحي"، المسؤولة الأمنية السابقة في مكتب رئيس الوزراء وتعمل حاليا في المعهد الوطني للدراسات الأمنية أنه في مواجهة احتمال رد، يبقى الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب على طول الحدود.

وبعد نفي "حزب الله" تورطه في عملية التسلل "أبقي على حالة التأهب" على قول "مزراحي".

تعود آخر مواجهة كبيرة بين (إسرائيل) و"حزب الله" إلى 2006 وأسفرت خلال أكثر من شهر عن سقوط أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنين، و160 قتيلا في الجانب الاسرائيلي غالبيتهم من العسكريين.

وقبل عشرة أيام من الحادث الحدودي الأخير، وخلال زيارة لوكالة "فرانس برس" إلى قواعد عسكرية اسرائيلية على طول الخط الأزرق، لخص الكابتن "جوناتان جوشين" الوضع قائلا إن "قواتنا ترى حزب الله يستعد للحرب المقبلة".

ومنذ نشر الجيش اللبناني على الحدود بعد حرب 2006، يؤكد الصحفيون الذين يذهبون إلى الجنوب اللبناني أن الوجود العسكري لـ"حزب الله" غير مرئي.

لكن تقريرا للأمم المتحدة أكد في مارس/آذار أن الحزب ما زال لديه مقاتلون وأسلحة في المنطقة.

وقال "جوناتان جوشين"، على متن سيارة جيب خلال دورية على طرق متعرجة بالقرب من بلدة المطلة التي تقع في آخر نقطة بشمال (إسرائيل) إن "الحدود تبدو هادئة لكنها ليست كذلك".

وأضاف: "عندما نقترب، تكفي عشر دقائق لنراهم يصلون (أعضاء حزب الله) لمحاولة جمع معلومات واختبار ردود فعلنا".

في ذلك اليوم، كان عدد من الأشخاص يتنقلون بين الأشجار المثمرة على الجانب الآخر من السياج. هل هم أعضاء في "حزب الله" أم مزارعون؟ يرد الضابط الشاب بثقة "حزب الله!".

ويقول مراقبون إن المعسكرين يدركان أن حربا جديدة لن تخدم مصلحتهما الآنية.

ففي الجانب اللبناني، حسب "ديدييه لوروا"، الخبير في شؤون "حزب الله"، يشكل الاستياء الشعبي والتظاهرات ضد السلطة بما في ذلك في معاقل "حزب الله"، "عاملا لا يمكن إهماله في حسابات الحزب".

وأضاف أنه بوجود أزمة اقتصادية وسياسية وصحية "الجو في لبنان ليس ملائما لأجندة حربية ضد إسرائيل".

ورأى الباحث نفسه أن "حزب الله" يواجه ضغطا ماليا أيضا مثل إيران التي تدعمه، ما يؤثر على الاستراتيجية "العسكرية".

من جهته، اعتبر "نعيم قاسم" أن "الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي، وتراجع ترامب في الداخل الأمريكي (...) كما أن محور المقاومة كان، ولا يزال، في موقع الدفاع، وبالتالي استبعد أجواء الحرب في الأشهر المقبلة".

وأشارت "أورنا مزراحي" إلى أن الدولة العبرية في وضع اقتصادي أقل خطورة "لكن لديها مشاكلها" أيضا مثل تصاعد وباء "كوفيد-19" من جديد ونسبة بطالة مرتفعة وتظاهرات متزايدة ضد الحكومة.

وكرر "ناحوم بارنيا" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الفكرة نفسها، مؤكدا أن طريقة عمل الجيش الاسرائيلي تدل على أنه سعى إلى تجنب أي انفجار.

وكتب "ما هو غير معتاد (...) هو أن الأمر أعطي للجنود: حتى إذا كان الإرهابيون مسلحين وحتى إذا عبروا الحدود، لا تطلقوا النار. لا تطلقوا النار إلا إذا تعرض الجنود للخطر".

وتابع المعلق: "المنطق الرئيسي واضح: قتل أعضاء الخلية كان سيؤدي إلى يوم من القتال في الشمال إن لم يكن أكثر"، لكن "المسؤولين لا يريدون التورط في حرب ثالثة في لبنان".

المصدر | أ.ف.ب

  كلمات مفتاحية

العلاقات اللبنانية الإسرائيلية «حزب الله» الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان

إسرائيل تعلن إحباط عملية بالجولان ولا تستبعد مسؤولية حزب الله

حزب الله يدرب جيوشا إلكترونية من السعودية والبحرين والعراق وسوريا

معادلة الردع بين إسرائيل وحزب الله.. هل تغيرت بعد كارثة بيروت؟

حادث أمني بحدود إسرائيل ولبنان وأنباء عن محاولة تسلل

لبنان من الحرب الأهلية إلى انفجار مرفأ بيروت (تسلسل زمني)

12 قنبلة مضيئة وتوغل إسرائيلي محدود بجنوبي لبنان.. ما القصة؟