هل تستعد أوروبا لسيناريو حرب إقليمية في ليبيا؟

الجمعة 7 أغسطس 2020 11:09 م

شهدت الأزمة الليبية تطورات مقلقة دفعت خبراء ألمان لدعوة أوروبا للاستعداد لسيناريو حرب إقليمية غير محمودة العواقب.

وهناك من الخبراء من يعتقد أن سيناريو تقسيم ليبيا هو الأرجح حاليا، وفقا لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية. 

وفي الأسابيع الأخيرة حدثت عدة تطورات، فقد هددت مصر بالتدخل، فيما عززت روسيا تواجدها في ليبيا بالعتاد والرجال عبر ميليشيات "فاجنر"، أما الإمارات فكثفت دعمها لقوات "خليفة حفتر". 

وتدعم أنقرة حكومة رئيس الوزراء "فايز السراج" المعترف بها دوليا، بإرسال عتاد من كل الأنواع، كالمصفحات العسكرية وأنواع مختلفة من الأسلحة، منها أنظمة دفاع جوي متطورة، فيما يقدم طاقم من المستشارين العسكريين والقوات الخاصة التركية المشورة لرئيس الوزراء الليبي.

موقف أوروبا

عدد من المعلقين الألمان دعوا أوروبا للاستعداد لسيناريو حرب إقليمية "غير محمودة العواقب" في الضفة الجنوبية للمتوسط. 

وانتقد "غيدو شتاينبيرغ"، الخبير الألماني في شؤون الأمن والإرهاب والباحث في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، اختزال الاهتمام الألماني بالأزمة الليبية من زاوية تدفق للاجئين ليس إلا، واعتبر أن ما يحدث هناك يهم الأمن الأوروبي برمته. 

وأكد في تحليل نشره موقع "سيسيرو" أن "أوروبا تحاول منذ بضعة أشهر العمل بشكل مكثف على الملف الليبي، ولكن بات من الواضح مدى ضعف الاتحاد الأوروبي، بمجرد أن تخلت الولايات المتحدة عن الاهتمام بليبيا". 

وليست هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها التكتل القاري ضعف سياسته الخارجية، ذلك أن الدول الأعضاء منقسمة في مواقفها ولها أحيانا مصالح متناقضة في ليبيا، كما يتجلى ذلك في الخلاف الفرنسي الإيطالي على سبيل لمثال لا الحصر. 

أما ألمانيا، "القوة الأكبر في القارة، فليست مهتمة بما يكفي بالسياسة الأمنية" على حد تعبير "شتاينبيرغ".

وفي وقت سابق، غادرت الفرقاطة "هامبورغ" ميناء فيلهلمسهافن الألماني في مهمة تستغرق خمسة أشهر عرض البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة السواحل الليبية.

ويشارك 250 من الجنود الذين تقلهم الباخرة في مهمة "إيريني" الأوروبية لمراقبة حظر الأسلحة على ليبيا من قبل مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى جمع المعلومات حول صادرات النفط غير القانونية ومنع التهريب. 

ومن المقرر أن تعود "هامبورغ" إلى قواعدها في فيلهلمسهافن في 20 ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.

وبهذا الصدد، ذكرت إذاعة "إن.دي إير 1 نيدرساكسن" بأن هذه المهمة معقدة وخطيرة، فهل ستنجح في مراقبة ومنع تدفق السلاح من كل من تركيا والسعودية والإمارات وروسيا إلى ليبيا؟.

بالإضافة إلى استعمال السفن وطائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية لرصد حظر الأسلحة، تدعم ألمانيا عملية "إيريني" منذ شهر مايو/ أيار الماضي بطائرة استطلاع بعيدة المدى من طراز "P-3C Orion"، والتي أنجزت حتى الآن نحو 20 طلعة جوية.

ويذكر أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا لوحت بفرض عقوبات على الدول التي تنتهك حظر الأسلحة على ليبيا. 

وجاء التهديد بمبادرة من فرنسا بعد أن منعت سفينة حربية تركية قرفاطة حربية فرنسية من تفتيش سفينة شحن مشتبه بها. ووفقًا للوصف الفرنسي، فإن السفينة التركية وجهت رادارها إلى الفرقاطة الفرنسية كرادع، وهي المرحلة التي تسبق عادة إطلاق النار في عرف سلاح البحرية، وهو ما اعتبرته باريس في حينه "عدوانيًا حاد".

وكتبت "رانيا سالوم" في موقع "شبيغل أونلاين"، أن "هناك خط أحمر غير مرئي يقسم ليبيا، وينطلق من سرت الساحلية ثم يعبر الصحراء إلى القاعدة العسكرية في الجفرة، التي يقال إن طائرات مقاتلة روسية تتمركز فيها". 

حضور مصري

ويذكر أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" كان أول من تحدث عن هذا الخط في يونيو/ أيار، بعد سلسلة الهزائم التي تكبدتها قوات العقيد "حفتر".

في تحليل مستفيض، استعرضت إذاعة "فرانس أنفو" الفرنسية مدى قوة الجيش المصري وفقًا لمعلومات لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، فالجيش المصري يعتبر واحدا من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط، ويتكون من حوالي 450.000 جندي. 

كما أن الجيش المصري أحد المستفيدين الرئيسيين من المساعدات العسكرية الأمريكية التي تقدر بـ 1.15 مليار يورو سنويًا.

الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله" أكدت أن المحللين يستبعدون فرضية حرب مفتوحة في ليبيا.

ورأت استنادا لآراء عدد من الخبراء أن تهديد "السيسي" بالتدخل في ليبيا هو رسالة سياسية أكثر مما هي عسكرية. كما أن تهديدات حكومة "السراج" بمهاجمة سرت، هي "حرب نفسية ليس إلا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب إقليمية الحرب الإقليمية الأزمة الليبية

أمريكا منزعجة لتصاعد الصراع والتدخل الخارجي في ليبيا

هل يحسم التدخل الأمريكي مستقبل الصراع في ليبيا؟