فريدمان: أمريكا أصبحت دولة شرق أوسطية.. وترامب قائد ميليشيا ببيروت

الثلاثاء 11 أغسطس 2020 08:40 ص

وصف الكاتب "توماس فريدمان" أمريكا بأنها أصبحت أشبه بدولة شرق أوسطية، لدرجة أن اللبنانيين بينما كانوا يستنتجون أن انفجار بيروت كان بسبب حادث حقيقي، كان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يتحدث كما لو كان قائد ميليشيا في بيروت.

وقال "فريدمان" في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الوضع في الولايات المتحدة أصبح شبيها بلبنان وباقي دول الشرق الأوسط، فيما يتعلق بإدارة الخلافات السياسية وتسييس الأحداث، وإن محاربة تلك النزعة تعدّ المشروع الأهم للجيل الحالي.

وأضاف الكاتب الأمريكي أن "ترامب" أعلن أن الانفجار لا بد أنه نجم عن مؤامرة، مصرحا بأن جنرالات جيشه أخبروه أن ما حدث  "كان هجوما، لقد كانت قنبلة من نوع ما".

وتابع أن الولايات المتحدة باتت تشبه لبنان وغيره من دول الشرق الأوسط من ناحيتين: أولاهما، أن الخلافات السياسية أصبحت عميقة لدرجة أن الحزبين اللذين يتصدران المشهد السياسي الأمريكي، أصبحا شبيهين الآن بالطوائف الدينية في صراعهما العبثي على السلطة.

ففي حين تنقسم الطوائف اللبنانية إلى "شيعة وسنة وموارنة"، فإن الطوائف الأمريكية تنقسم إلى "ديمقراطيين وجمهوريين"، بيد أن الطوائف الأمريكية الآن تتصرف تماما مثل القبائل المتنافسة التي ترى أنها يجب أن تحكم أو تموت.

أما وجه الشبه الثاني، بحسب "فريدمان"، فهو أن كل شيء في الولايات المتحدة أصبح مسيسا، تماما كما هو الحال في الشرق الأوسط، من المناخ إلى الطاقة، وحتى الكمامات التي يرتديها الناس احترازا من وباء "كورونا".

وحذّر "فريدمان" من أن المجتمع والديمقراطية كذلك يموتان في نهاية المطاف، عندما يصبح كل شيء مسيسا، إذ يؤدي ذلك إلى خنق نظام الحكم، أو بعبارة أخرى: عندما يكون كل شيء مسيسا، فإن ذلك يعني أن كل شيء يصبح متعلقا بالسلطة فقط، لا يوجد وسط، هناك فقط أطراف، وليست هناك حقائق، هناك فقط روايات مختلفة، أي لا يبقى سوى صراع الإرادات.

وأشار إلى أن هذه النزعة نحو تسييس كل شيء لا تؤذي أمريكا فقط، بل تقتلها، وأن السبب في فشل "ترامب" الذريع في إدارة جائحة "كورونا" هو أنه التقى أخيرا بقوة لا يمكنه تشويه سمعتها وإبعادها من خلال تحويلها إلى شأن سياسي، ألا وهي الطبيعة.

وأعرب عن يقينه بأن "ترامب" إذا خسر في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، فإنه لن يغلّب الصالح العام على مصالحه الخاصة ويغادر بهدوء.

وختم "فريدمان" مقاله باقتباس للفيلسوف الديني بالجامعة العبرية "موشيه هالبرتال"، الذي قال إن "السياسة السليمة تحتاج إلى نقاط مرجعية خارج ذاتها لكي تزدهر، تحتاج نقاطا مرجعية للحقيقة ومفهوما للصالح العام. وعندما يغيب مجال الصالح العام عن السياسة، فعند ذلك تنهار المجتمعات، هذا ما حدث في لبنان وسوريا واليمن وليبيا والعراق، وهو ما يحدث ببطء في (إسرائيل) وأمريكا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

انفجار بيروت توماس فريدمان

من أين حصل ترامب على معلوماته حول انفجار بيروت؟

الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع حصيلة قتلى انفجار بيروت لـ171 شخصا

المحقق العام بالخارجية الأمريكية: ترامب استغل الطوارئ لبيع الأسلحة للسعودية