الخليج الجديد
نشرت صحيفة «الحياة» السعودية عبر موقعها اليوم الإثنين نقلا عما وصفته مصادر مختصة من السلطات السعودية أن عددا من أصحاب مقاطع الفيديو الاحتجاجية السعودية التي تم تداولها مؤخرا بصورة واسعة في حملات جاءت تحت إسم «الراتب ما يكفي الحاجة» و«الشعب يقول كلمته»، التي تم النداء من خلالها بالمزيد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية في المملكة وتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين، ومحاربة الفساد، بالإضافة إلى حزم أخرى من المطالب المشروعة. ادّعت الصحيفة بحسب مصادرها أنه تم التحقق من أن بعضهم «مرضى نفسيين» و«متعاطين للمخدرات».
وأضافت على لسان مصادرها أنه ظهرت إصابة هؤلاء النشطاء بـ «اعتلالات نفسية»، إضافة إلى تعاطي آخرين منهم لـ «المخدرات» بعد إخضاعهم للفحوص النفسية والصحية، واصفة تلك المقاطع المصورة الإحتجاجية بـ«المسيئة لبعض الرموز السعودية» و«الداعية لبث الفوضى وتأليب الرأي العام لدى المواطنين السعوديين».
كما وجهت المصادر السعودية بحسب صحيفة «الحياة»، كيلا من الإتهامات للفعالية الإحتجاجية التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشيرة أنه قد «تبين لدى الجهات المختصة أن الترتيب والتخطيط المسبق لـ «المغرر بهم» وتناسق بث المقاطع المرئية المسيئة عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة، يأتي ضمن تخطيط مسبق له ومرتب من أفراد وجهات تستهدف المساس بأمن ووحدة الأراضي السعودية والمواطن السعودي. فيما يرى عددٌ من المتابعين أن بث المقاطع المرئية المسيئة التي تستهدف زعزعة المواطن السعودي، يأتي بهدف إيقاف أعداد كبيرة منهم ضمن توقيت متتابع، بهدف إثارة قضية إيقافهم على هيئة «قضية للرأي العام» عبر وسائط عدة مختلفة».
ورغم تلك الإجراءات، فقد أدى نشر 3 مقاطع فيديو إنتقادية عبر موقع تداول الفيديو «يوتيوب» في مارس/آذار الماضي، إلى خلق موجة جديدة من المُعارضة الجريئة، فيما سُمّى بـ«ثورة بطاقات الهويّة» في السعودية، نظرا لقيام غالبية من ظهر في المقاطع المصورة بإظهار بطاقة هويتهم خلال عرض مطالبهم على العاهل السعودي.
وبحسب ما جاء على على موقع المرصد العربيّ للحقوق والحريات فقد بدأت «ثورة بطاقات الهوية»- التي تم التعبير عنها ودعمها في إطار وسم «#الشعب_يقول_كلمته» بمقطع مصور بثه شاب سعودي يدعى «عبد العزيز الدوسري» في 22 مارس/آذار الماضي، شكا فيه من قلة الراتب، وأظهر خلال المقطع بطاقة هويته، وقال فيه: «أنا مواطن سعودي .. ما استلم إلا 1900 ريال (507 دولار راتب شهري).. هل هذه تكفي المهر ولا السيارة ولا البيت.. ملّينا.. وتلومون اللي (من) يفجرون.. عطونا (اعطونا) من حلالنا» في إشارة لإعادة توزيع ثروة البلاد النفطية.
وهي الفكرة التي انتشرت بصورة واسعة بين العديد من النشطاء، الذين رفعوا مطالبهم بذات الشكل عبر مقاطع الفيديو رافعين بطاقات هوياتهم، وذلك قبل أن تطالهم حملات السلطات السعودية القمعية، عبر سلسلة اعتقالات طالت العديد من المشاركين خلالها.