في الثمانين ينظر أبو مازن إلى التاريخ: ما الذي حققه للشعب الفلسطيني بالضبط؟

السبت 5 سبتمبر 2015 12:09 م

لم يعد الشرق الاوسط وحده يتغير، بل وأوروبا هي الأخرى لن تكون ذات القارة بعد أن تستوعب في داخلها موجة المهاجرين. اوروبا عربية أكثر ومسلمة اكثر ستتبنى سياسة متطرفة اكثر ضد اسرائيل، وللتغييرات هناك ستكون آثار على منطقتنا ايضا.

وفي هذه الاثناء تتقدم مساعي الفلسطينيين لتشجيع المقاطعة على اسرائيل بخطوات صغيرة. ففي الاسبوع الماضي كانت هذه شركة اميركان اير لاينز التي أغلقت الخط  من تل ابيب الى فيلادلفيا بتعليل انه ليس ربحيا. وقد حصل هذا بعد ان زارت ادارة الشركة اسرائيل واثنت على نجاح الخط. وهكذا سيبدو الامر على ما يبدو – بقضمات صغيرة من هذه المنظمة التجارية وتلك المنظمة المهنية، تبعد اعمالها التجارية عن اسرائيل دون قدر كبير من التصريحات.

اما ابو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، فلا ترضيه هذه الوتيرة. فهو يرى كيف يفقد العالم الاهتمام بالموضوع الفلسطيني. ونشر هذا الاسبوع تقرير للامم المتحدة يقضي بان حتى 2020 ستنفد في قطاع غزة الماء المناسبة للشرب. وبالتوازي اعلنت مصر بان في نيتها اقامة برك اسماك جنوبي حدود القطاع لمنع حفر الانفاق. وعلى الطريق، ستسرع الخطوة المصرية ملوحة المياه الجوفية في غزة، ولكن لا يبدو ان احدا في العالم تأثر بهذين المعطيين.

في الثمانين ينظر ابو مازن الى التاريخ والى المنتقدين الذين يسألون: ما الذي حققه للشعب الفلسطيني بالضبط؟ ولا أي انجاز مع اسرائيل، المستوطنات تواصل النمو بوتيرة عالية، غزة محوطة باغلاق خانق، السياسة الامريكية كلها منشغلة بقلق اسرائيل على ايران، وهو - الزعيم الفلسطيني المعتدل، المعارض للارهاب والعنف - لم ينجح في تغيير مصر شعبه.

تهديدات ابو مازن بالاستقالة لم تعد تبدو كدعوات لـامسكوني. وهو يبحث الان عن خطوة تسجل على اسمه في التاريخ، وهو سيعدها في الاسابيع الثلاثة المتبقية له حتى كلمته في الجمعية العمومية في نيويورك. في اسرائيل يحاولون التخمين ماذا ستكون تلك الخطوة، ولكن ابو مازن نفسه لم يقرر بعد. هذه تفترض أن تكون خطوة تفرض شروطا جديدة على اسرائيل - اعتراف الامم المتحدة بفلسطين كدولة محتلة او محاولة اخرى لتجنيد تدخل اجنبي في النزاع.

واسرائيل؟ هي منشغلة بتخويف نفسها فيما تسير بعيون مفتوحة نحو مستقبل الدولة ثنائية القومية. ليس في هذه الحكومة حتى ولا واحدا يقترح أن تأخذ اسرائيل القيادة وتبادر الى خطوة بنفسها. او كما اوعظ هذا الاسبوع رئيس الوزراء طلاب الصف الاول في عسقلان: “صفر تجلد، صفر احتواء، صفر تسامح مع الارهاب”. ليس مؤكدا ان ابناء الـ 6 سنوات فهموا عما يتحدث، لعلهم فهموا انه يقول لا لامور كثيرة، ولكن على ماذا في واقع الامر يقول «نعم»؟

  كلمات مفتاحية

أبومازن الشعب الفلسطيني إسرائيل المستوطنات غزة السياسة الأمريكية إيران

ماذا يبقى من قضية فلسطين؟

المجلس الوطني الفلسطيني يؤجل عقد اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل