استقالة جماعية بالإغاثة الإسلامية بسبب تعبيرات وصفت بالمعادية للسامية

السبت 22 أغسطس 2020 06:36 م

قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، السبت، إن مجلس أمناء هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ومقرها برمينجهام في إنجلترا، سيقدم استقالة جماعية اليوم، على خلفية تعبيرات وصفت بمعادية للسامية نشرها أحد أعضائه الذي تم تعيينه الشهر الماضي بدلا من عضو آخر استقال لنشره تعبيرات مماثلة.

والشهر الماضي، استقال "حشمت خليفة"، عضو مجلس أمناء هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، بعدما قدمت صحيفة "التايمز" للجمعية ما قالت إنها محتويات معادية للسامية كتبها على صفحته في "فيسبوك".

وقالت "التايمز" إن "خليفة" استخدم صفحته على "فيسبوك" لوصف حركة "حماس" بأنها "أطهر حركة مقاومة في التاريخ الحديث"، واعتبر أن تصنيف جناحها العسكري بالإرهابي "عار على كل المسلمين".

وقامت الجمعية الخيرية أكبر جمعية خيرية إسلامية في بريطانيا، بتحقيق أولي في مزاعم الصحيفة، وقالت إنها "تأسف بشدة لأي إساءة تسببت بها".

وشغل "حشمت" الذي يحمل الجنسية البريطانية أدوارا مهمة في الجمعية منذ عام 1999، وكان حتى قبل أيام مديرا للهيئة الإسلامية في أستراليا ومديرا لفروعها في ألمانيا وجنوب أفريقيا.

واتهمت الصحيفة "حشمت" بأنه استخدم في منشورات عدة في الفترة ما بين 2014-2015 عبارات مهينة ضد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" الذي قاد انقلابا عام 2013 أطاح بالرئيس المنتخب الإسلامي "محمد مرسي".

ووصف "خليفة" المولود في مصر، "السيسي" بـ"القواد ابن اليهود" و"خنزير يهودي" و"خائن صهيوني" و"مجرم صهيوني"، واستخدم وصفا لليهود بأنهم "أبناء القردة والخنازير" وأن (إسرائيل) تعمل بمباركة "القواد في مصر".

وإلى جانب هذه التعليقات، نشر "حشمت" إعلانات تروج لعمل الهيئة الإسلامية، ولديه متابعون بعضهم من المسؤولين البارزين للجمعية على حد قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى تعليقات "خليفة" عن "حماس" وأنها "أطهر حركة مقاومة إسلامية" واحتجاجه على تصنيف الجناح العسكري لها كمنظمة إرهابية.

وعندما اتخذت محكمة مصرية نفس القرار عام 2015، كتب "خليفة": "محكمة لا أخلاقية في مصر تصدر قرارا مخجلا للمسلمين والمصريين".

رفض واعتذار

وقالت الهيئة: "استقال حشمت من مجلس أمناء الهيئة الإسلامية العالمية حالا. ولن يكون له أي دور في مجلس أمناء الهيئة. ونرفض ونشجب الإرهاب ونعتقد أن كل أشكال التمييز بما فيها معاداة السامية غير مقبولة".

ونقلت الصحيفة عن "حشمت" قوله إنه يأسف للمنشورات، وهو نادم على "اللغة التي عبر فيها" وغير المقبولة.

وقال إن التعليقات هي "تعبير عن إحباطه بالنظام السياسي ولا تعبر عن معتقداته" و"لم أقصد إهانة المجتمع اليهودي ولا أحمل معتقدات معادية للسامية. وكرست حياتي لنشر التسامح والحرية بين الأديان والمعتقدات".

وعلق مدير برنامج التطرف بجامعة جورج تاون "لورينزو فيدنو"، على الأمر قائلا: "بالنسبة لعضو مجلس أمناء أي جمعية خيرية فهذه الآراء مثيرة للقلق. وتصبح أكثر إشكالية عندما تصدر من مسؤول جمعية تعتبر الأهم في العالم الغربي، والتي كانت على علاقة مع الطبقة البريطانية الحاكمة والحكومات الغربية".

وفتحت "تشارتي كوميشن" (مفوضية الجمعيات) تحقيقا حول التزام الجمعية بالقواعد وطلبت "ردا على هذه الاتهامات الخطيرة".

وإضافة إلى استقالته، أُجبر "حشمت" على التنحي كمدير لصندوق هبات دولي بمحفظة 7 ملايين جنيه إسترليني تسيطر عليه المؤسسة الخيرية بالكامل. وعيّن مكانه في مجلس الإدارة "المعتز طيارة".

وقالت "التايمز" إن المنشورات على الحساب الشخصي لـ"طيارة"، وهو أيضاً رئيس منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، وصفت قادة حركة "حماس" الفلسطينية بـ"الرجال العظماء" الذين ردوا على  "النداء الإلهي والمقدس للإخوان المسلمين".

وفي صورة أخرى ، نشر صورة للرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" وهو يرتدي ربطة عنق تحمل شعار نجمة داود، مع المرشد الإيراني "علي خامنئي" ورئيس النظام السوري "بشار الأسد" في حضنه وعليه علامات اقتباس تقول "الموت لأمريكا" و "الموت... الموت".

وكتب "طيارة" تدويناته عامي 2014 و2015، وتحدثت عنها أولاً الباحثة الألمانية "سيجريد هيرمان-مارشال" التي نشرتها عام 2017 في مدونة.

وأقرت هيئة الإغاثة بأنها عرفت عن منشورات "طيارة" منذ 2017، إلا أنها سمحت له بالبقاء في منصبه بعدما اعتذر وألغى المنشورات وجمد حسابه على "فيسبوك".

واعتبرت أيضا منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية أن منشورات "طيارة" تتعارض أيضا مع قيمها وأنه سوف يتنحى و لن يلعب أي دور آخر في إدارة الهيئة.

هيئة الإغاثة

وتعد هيئة الإغاثة الإسلامية واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم وتعمل في 40 دولة وتتعاون مع أوكسفام وكريستيان إيد وسيف ذا تشيلدرن والصليب الأحمر البريطاني، وهي واحدة من 14 جمعية عضو في لجنة الكوارث.

وأكدت الجمعية والتي وصلت مواردها خلال خمسة أعوام إلى 570 مليون جنيه استرليني بما فيها تبرعات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا،أنها "منظمة خيرية بدون أي ولاء سياسي لها" وأنها تعمل لخدمة الناس "من كل الأديان ومنهم لا دين لهم بدون تمييز على العرق أو الدين أو الجنس".

وتعمل الهيئة في العديد من الدول التي تعاني من الفقر والجوع، وتقدم الدعم الطارئ وتدعم مشاريع طويلة الأمد في مناطق خطيرة، وحصلت على دعم مالي من مؤسسات دولية ومحلية لهذا الدور الذي تقوم به، منها 5.3 ملايين جنيه استرليني من وزارة التنمية الدولية البريطانية.

وقالت الصحيفة إن الجمعية دافعت أكثر من مرة عن نفسها ضد اتهامات كونها منظمة إسلامية وأن تبرعاتها تذهب لجهات عليها علامات استفهام، مشيرا إلى ما قامت به الإمارات العربية المتحدة عام 2014 من وضعها الهيئة على قائمة الجمعيات ذات العلاقة مع التنظيم العالمي لـ"الإخوان المسلمون".

وزعمت (إسرائيل) في العام نفسه أن الهيئة تقوم بدعم حركة حماس ومنعتها من العمل بالضفة الغربية، وردت الهيئة بتدقيق مستقل كشف كذب الادعاءات الإسرائيلية و"لا دليل مطلقا" على علاقتها بالإرهاب، وأن أموالها استخدمت لمنفعة "حماس".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

هيئة الإغاثة الإسلامية مصر عبدالفتاح السيسي

استقالة مسؤول بالإغاثة الإسلامية بعد منشورات معادية لليهود والسيسي

ألمانيا .. الإغاثة الإسلامية تسعى لإثبات استقلاليتها عن الإخوان