مصر.. سجناء العقرب يضربون عن الطعام ويطالبون بالتحقيق في وفاة العريان

الاثنين 24 أغسطس 2020 02:40 ص

كشفت رسالة منسوبة لسجناء في سجن العقرب، سيئ السمعة، أنهم بدأوا إضرابا على الطعام، منذ الوفاة المفاجئة للقيادي بجماعة الإخوان المسلمين ونائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" السابق، الدكتور "عصام العريان" في 13 أغسطس/آب الجاري، مطالبين بفتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاته، التي وصفوها بـ"القتل المتعمد".

وقال السجناء، في رسالتهم، إن "العريان"، "ظل على مدار سبعة أعوام في مقبرة العقرب، في الحبس الانفرادي، بلا هواء ولا ضياء منع عنه العلاج وحرم من أبسط حقوقه الإنسانية، وهو الحق في رؤية أهله".

وأشارت الرسالة، التي نقلها موقع قناة "الجزيرة مباشر" القطرية، إلى أن هناك قيادات أخرى بجماعة الإخوان من المسجونين داخل السجن ينتظرون مصير "العريان" في أية لحظة، بعد تردي حالتهم الصحية، جراء الإهمال المتعمد لرعايتهم صحيا، وحرمانهم من العلاج، أبرزهم "خيرت الشاطر"، الدكتور "أحمد العجيزي"، الدكتور "عصام حشيش"، الدكتور "محمود غزلان".

وإلى نص الرسالة..

"إلى كل أحرار العالم، إلى المناضلين من أجل الحق والحرية وحق الإنسان في الحياة، ننعي إليكم جميعًا البطل المجاهد الشامخ المحب لوطنه ودينه وأمته الدكتور عصام العريان، كما نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وتلامذته ومحبيه.

ونسأل الله أن يربط على قلوبنا وقلوبكم برباط الصبر والإيمان، ويحق لنا جميعًا أن نفخر بهذا البطل الشجاع الجسور، الذي لقي ربه في سجون الانقلاب العسكري صابرًا محتسبًا ثابتًا، لم يهن أو يلين ولم يعطِ الدنيّة في دينه ووطنه، ولم يزل، ولم ينكسر، ولم يقر أو يعترف بهؤلاء الذين اغتصبوا الوطن وباعوا أرضه وماءه، وأراقوا دماء أبنائه وسلبوا أمواله واعتقلوا علماءه.

لقد لقي الدكتور عصام ربه دون أن يغير أو يبدل، أو يتنازل عن قيمه ومبادئه رغم ما تعرض له من إيذاء وتعذيب وحرمان، فقد ظل على مدار سبعة أعوام في مقبرة العقرب، في الحبس الانفرادي، بلا هواء ولا ضياء منع عنه العلاج وحرم من أبسط حقوقه الإنسانية، وهو الحق في رؤية أهله.

ولم تشفع له استغاثته التي صرح بها أمام قضاة العسكر في قاعة المحكمة على مرأى ومسمع من العالم كله، وظل مع كبر سنه وما يعانيه من أمراض في هذه المقبرة اللعينة، مقبرة العقرب، يُقتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بلا رحمة ولا إنسانية.

ونحن نحمل مسؤولية قتله عمدًا قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية، ورئيس مصلحة السجون، وإدارة سجن العقرب، وعلى رأسهم مفتش المباحث أحمد أبو الوفا، ورئيس المباحث محمد شاهين.

كما أننا نؤكد أن عصام العريان لم يكن الأول الذي يٌقتل عمدًا في سجن العقرب بالإهمال العمدي، ولن يكون الأخير إذا استمر الحال على ذلك من حرمان من الشمس والهواء والغذاء والكساء والطبيب والدواء.

فهناك عشرات الحالات الحرجة من هذا الوضع الذي لا يتحمله بشر، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر، الدكتور أحمد العجيزي، والدكتور عصام حشيش، والدكتور محمود غزلان وغيرهم الكثير.

كما نطالب جميع المنظمات الحقوقية والإعلامية المحلية والدولية بالضغط لفتح تحقيق في وفاة الدكتور عصام وما يحدث في سجون العقرب، وتسليط الضوء على القتل الممنهج في سجن العقرب.

كما نؤكد -نحن معتقلي العقرب- أنه رغم ما نعانيه من حرمان وأذى، ورغم حرماننا من رؤية أهلنا، رغم كل هذا لن نلين ولن نفرط في ديننا ووطنا، ولن نعترف بهؤلاء القتلة ولا يظن هؤلاء أن القتل يرهبنا؛ فهذا أسمى أمانينا، فنحن نعشق الموت في سبيل الحياة، كما نعلن أننا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ مقتل الدكتور عصام العريان؛ للمطالبة بفتح تحقيق مستقل في أسباب وفاته، وتقديم المتورطين للعدالة، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

وتوفي "العريان" في محبسه، في 13 أغسطس/آب الجاري، إثر تعرضه لأزمة قلبية داخل محبسه بسجن العقرب سيئ السمعة، الواقع جنوبي العاصمة المصرية القاهرة.

وكان "العريان" (66 عامًا)، قد اشتكى في جلسات محاكمة سابقة من منعه من العلاج وتعرضه للإهمال الطبي، وقال في تصريحات سابقة إنه أصيب بفيروس الكبد الوبائي (سي)، داخل السجن وإن الأمن الوطني اعترض على علاجه.

وتولى "العريان" عدة مناصب قيادية في الجماعة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل "محمد مرسي" صيف 2013.

كما حكم عليه بعدة أحكام بالسجن المؤبد (25 عاما)، أبرزها قضايا اقتحام الحدود الشرقية، وأحداث قليوب، وأحداث البحر الأعظم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عصام العريان وفاة عصام العريان سجن العقرب

مصر.. احتجاج جماعي من سجناء استقبال طرة بسبب حملة تكدير