أعلن رئيس الحكومة التونسية المكلّف، "هشام المشيشي"، عن اختيار "وليد الزيدي" وزيرا للشؤون الثقافية، وهو أول كفيف في تاريخ تونس يتم تكليفه بمهمة وزارية.

وسيكون "الزيدي"، 34 سنة، أصغر وزير مقترح في حكومة الكفاءات المستقلة التي عرضها "المشيشي"، وأول وزير كفيف في تاريخ تونس في حال نالت الحكومة الثقة من البرلمان في جلسة تصويت خلال أيام.

وعرض "المشيشي" منصب وزير الثقافة على الشاب "الزيدي"، الذي ناقش أطروحة الدكتوراه في 2019 بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة القريبة من العاصمة.

وبحسب السيرة الذاتية المتداولة لوزير الثقافة المقترح، فإنه فقد بصره وهو رضيع في سن العامين بعد إصابته بسرطان العين، وهو من السرطانات النادرة جداً، واضطر الأطباء إلى استئصال عينيه حتى لا ينتشر المرض.

لكن ذلك لم يمنعه من التميز في مراحل دراسته، وهو أول كفيف في تونس والمنطقة العربية يحصل على شهادة التبريز (التفوق) في اللغة العربية.

و"الزيدي" متعدد المواهب فهو إلى جانب اهتمامه بتدريس الترجمة والبلاغة والبحوث المتخصصة في علم النفس، فهو أيضًا شاعر وعازف على آلة العود ومنشط بدار الثقافة في مدينة القصرين، ويُلقّب بـ"طه حسين" تونس.

ووزير الثقافة الجديد هو من مواليد 30 أبريل/نيسان عام 1986 بمحافظة الكاف، شمال العاصمة تونس.

وتميّز "وليد" في اللغة والأدب ولم تمنعه إعاقته من أن يكون منتج برامج إذاعية، إضافة إلى اهتمامه بالشعر والموسيقى.

وابتعد عن عائلته في سن مبكرة عندما تنقل للدراسة في العاصمة، في "معهد المكفوفين"، وقال "الزيدي" في تصريحات إعلامية إن إقامته هناك لم تكن سهلة، إذ إن الأطفال كانوا يتعرضون له بالضرب وسوء المعاملة.

وتحصّل بامتياز على شهادة البكالوريا ليتحوّل للدراسة الجامعية بالمعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية بالقرجاني من 2006 إلى 2008 ثم مواصلة الدراسة بدار المعلمين العليا بتونس من 2008 إلى 2011 وتحصل على شهادة التبريز في اللغة العربية.

ودرّس كأستاذ مبرز، بكلية الآداب والفنون والإنسانيّات بمنوبة وكباحث متخصص في العلوم البلاغيّة والتداوليّة وباحث أيضا في علم نفس الإعاقة وهناك تحصل على الدكتوراه في البلاغة.