ياسين أقطاي: صداقة بن زايد للاحتلال الإسرائيلي لن تنفعه بل ستسارع بهلاكه

الأربعاء 26 أغسطس 2020 04:58 م

ياسين أقطاي: صداقة بن زايد للاحتلال الإسرائيلي لن تنفعه بل ستسارع بهلاكه

صفقة لن تضفي بأي حال مقدار ذرة من الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي، ولن تنجح في قبوله والترويج له في العالم الإسلامي.

بن زايد يقف خلف الإرهاب بالعالم الإسلامي محاولًا تبييض جرائمه عبر خدمته لإسرائيل والصهيونية. لكن إلى أي مدى سيظل كذلك؟

سياسات الإمارات هي خنق إرادة شعوب المنطقة، وزعزعة استقرار دولها وإذكاء الصراعات وانعدام استقرار العالم الإسلامي بإضرام نيران الفتن.

*     *     *

أكد الكاتب ياسين إقطاي، أن كل السياسات التي تمارسها الإمارات في المنطقة تخدم كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر، وقال إن الأغرب من ذلك أنه لا توجد أي معطيات تفيد بأن أيًّا من هذه السياسات يحمل حسابات من شأنها تحقيق مكاسب للإمارات أو يخدم مصالحهاحيث لا تجيد الإمارات شيئاً سوى زرع بذور الفتنة هنا وهناك في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

وخلاصة سياسات الإمارات هي خنق إرادة شعوب المنطقة، وزعزعة استقرار دولها، وتزكية الصراعات وانعدام الاستقرار في العالم الإسلامي عبر إضرام نيران الفتن فيه.

وأضاف إقطاي في مقال نشره  موقع “يني شفق” التركي، إن موضوع الاتفاقية بين الإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي كان من أكثر القضايات التي أثارت النقاش على مدار الأسبوع الماضي، حيث أصبحت الإمارات بهذا الاتفاق ثالث دولة تطبّع مع كيان الاحتلال وتقيم معها علاقات دبلوماسية، بعد مصر والأردن. وهي كثالث بلد يخطو هذه الخطوة، فإن التوقيت يكتسب أهمية خاصة من حيث معنى الحدث ذاته.

ولاحظ أقطاي، وهو مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن هذه الاتفاقية في الوقت الذي أثارت فيه خطة ضم إسرائيل في الضفة الغربية غضب العالم الإسلامي، بل وحتى قطاعات مهمة من العالم الغربي، وفي الوقت الذي تسير فيه إسرائيل بكل تهورها تحاول إرغام الجميع على الاعتراف بالقدس عاصمة لها.

بينما إسرائيل تتلقى ردود فعل شديدة من جميع أنحاء العالم بسبب سياساتها العدوانية الغاشمة، فإن هناك دولة عربية تهرع نحوها وكأنها تقدّم لها مكافأة وجائزة، بيد أنّ ذلك سيشجع إسرائيل بشكل أكبر على مواصلة سياساتها العدوانية تلك.

من الواضح أن موضوع إيقاف خطة الضم من أصله تم تكذيبه ونفيه من قبل إسرائيل ذاتها، كيف ولا وهي ترى الإمارات تهرع نحوها داخلة في زمام طاعتها طوعًا لاكرهًا. أما الإمارات فهي لم تر أي حاجة لحفظ ماء وجهها وإنقاذ شرفها وكرامتها التي تزحف على الأرض

وأضاف أنه على الرغم من أن إسرائيل أعلنت “تعليق” خطة الضم في الضفة الغربية بشكل مؤقت، في خضم الإعلان عن اتفاقها مع الإمارات، إلا أن ما وراء ذلك بات معلومًا، ولقد كشف ما كان متوَقعًا بطبيعة الحال، حيث تم الإعلان عن ذلك نتيجة السخط الكبير على الإمارات التي بدت في اتفاق التطبيع أنها قدّمت كلّ شيء دون أن تحصل على شيء.

ومن الواضح أن موضوع إيقاف خطة الضم من أصله تم تكذيبه ونفيه من قبل إسرائيل ذاتها، كيف ولا وهي ترى الإمارات تهرع نحوها داخلة في زمام طاعتها طوعًا لاكرهًا. أما الإمارات فهي لم تر أي حاجة لحفظ ماء وجهها وإنقاذ شرفها وكرامتها التي تزحف على الأرض.

وأكد الكاتب أنه لقد تم النظر إلى هذا الاتفاق على أنه خيانة ليس لفلسطين فحسب، بل للعالم الإسلامي بأكمله. إلا انه يجدر بنا أن نقول بأن هذا الاتفاق ليس سوى خروج من السر نحو العلن وإضفاء الطابع الرسمي على علاقة موجودة أصلًا. كما أن الإمارات كانت ولا تزال تلعب دور حصان طروداة لإسرائيل في العالم الإسلامي.

وتساءل الكاتب:  كيف لهذه السياسات أن تخدم الإمارات، وأيّ منطق أو هدف أو منحى يمكن أن يفسر ذلك؟ ليجيب أنه لا يعتقد  أن تصريحًا يكفي للجواب عن هذا السؤال، أو أن نظرية من نظريات العلاقات الدولية تجيب عنه، لكن في الحقيقية يمكننا فهم الجواب وأجوبة جميع الأسئلة المتعلقة بذلك، حينما نتأمل كيف تحولت الإمارات إلى يد محمد بن زايد وإلى ماذا تحولت.

 وقال إقطاي إن جميع ما قام به ابن زايد من اليمن لمصر، ومن السودان لقطر، ومن ليبيا لتونس، ومن العراق لفلسطين، إلى سوريا، ومن المغرب إلى تركيا، وجميع ما قام به في الشرق الأوسط عمومًا، لم يحقق أي مكسب سوى تكثيف ملف جرائمه وتوسيعه.

لكن حينما ننظر لجميع هذه الأمور من منظور مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط تكتمل الأجزاء المفقودة من الصورة ومن ثمّ تتضح بشكل لا لبس فيه. وجود محمد بن زايد هو هدية للوجود الإسرائيلي.

 وأشار الكاتب إلى أن  أكبر من رأي تهديدًا قائمًا نحوها في الربيع العربي هي إسرائيل، وقال:

” تخيلوا لو أن الربيع العربي نجح في كل بلاد العالم الإسلامي، وأصبحت إدارات حقيقية هي من تمثل الشعوب في مصر وليبيا واليمن وسوريا، فإن أعمال إسرائيل لن تكون سهلة أبدًا، ولم تكن لتجرؤ على إعلان خطة الضم أصلًا، أو أن تخرج على العلن وتقول بأن القدس عاصمة لها. وعلى صعيد آخر، لو أن الربيع العربي نجح فعلًا كانت الديمقراطية التي سيجلبها للبلدان ستفرز عن حكومات جادة ذات جودة وكفاءة وتنمية. إن أهم هاجس لإسرائيل هو وجود حكومات من حولها من هذا النوع؛ حكومات قوية متصالحة مع شعبها ويمكن أن تخضع للمساءلة. هي تعلم أن معاهدة كامب ديفيد لا يمكن أن تستمر في ظل حكومات ديمقراطية. هذا واضح ومكشوف”.

لذلك السبب، يضيف الكاتب،  كانت ترى في الربيع العربي خطرًا يحيق بها ولم تأل جهدًا من أجل إيقافه بكل ما أوتيت من وسائل وقوة، ولكن كانت تدرك أنها لا يمكنها وحيدة القيام بذلك، ولذلك تطوّع محمد بن زايد للقيام بذلك من أجل إسرائيل ونيابة عنها.

ولا يوجد تفسير غير هذا يوضّح مدى ذعر ابن زايد من الديمقراطية. أما الشيء الذي يحاربه ويحاول شيطنته على أنه إخوان أو إسلام سياسي ما هو إلا الديمقراطية الصافية ليس إلا، والحديث للكاتب،  إن عقليته وسلوكه السياسيّين في الواقع هما الأكثر أصولية وراديكالية، وأكثر خطورة من أكثر المفاهيم الدينية تعصبًا، وأشد تطرفًا، وأكثر فاشية واستبدادًا.

إن الجرائم التي ارتكبها في اليمن، والتنظيمات الإرهابية التي يدعمها في الصومال وسوريا وليبيا لخدمة الانقلابيين والمجرمين تجعل من المستحيل عليه أن يحكم على أحد أو أي هيكل ما بصفة الإرهاب.

واختتم الكاتب مقاله بالقول:”ابحثوا من يقف وراء كل أنواع الحركات الإرهابية في العالم الإسلامي، ستجدون محمد بن زايد يقف خلفها، محاولًا تبييض كل تلك الجرائم من خلال خدمته لإسرائيل والصهيونية.

لكن إلى أي مدى سيظل كذلك؟ في النهاية لا بد أن يُوقف ويُحاسب عن كل ما هو مسؤول عنه من جرائم وإرهاب وانقلابات وفتن في عموم العالم الإسلامي.

وقال إن الصفقة التي عقدها ابن زايد مع إسرائيل، ليست سوى كشف لما كان مخفيًا ولعلاقة كانت قائمة بالفعل.

ولاحظ إقطاي أن الأمر يبدو إيجابياً من زواية معينة،  حيث عرّى نفسه أمام الجميع، حيث لن يبقى أحد مخدوعًا بما يقوله أو يفعله حتى قبيل تلك اللحظة. لكن الأهم من ذلك أن هذه الصفقة لن تضفي بأي حال مقدار ذرة من الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي، ولن تنجح في قبوله والترويج له في العالم الإسلامي.

وعلى أي حال، هذه الصداقة المخلصة مع إسرائيل لن تنفع ابن زايد في شيء، بل ستسارع في هلاكه.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مستشار أردوغان يوجه رسالة شديدة اللهجة للحالمين بنظام السيسي

هآرتس: 6 عوامل تجر إسرائيل نحو هلاكها