نجل عبدالعزيز الدخيل يكشف علاقة والده بالسلطة ويشكو انقطاع أخباره

الخميس 27 أغسطس 2020 02:30 م

كشف "عبدالحكيم" نجل وكيل وزارة المالية السعودية السابق، "عبدالعزيز الدخيل"، عن تغييب والده تماما داخل محبسه، داعيا ذوي المعتقلين بترك أسلوب التكتم مراهنة على أن السلطة ستتعامل بالحسنى.

جاء ذلك، في سلسلة تغريدات، عرض فيها "عبدالحكيم"، ملخصا عن حياة والده، وعلاقته بالجهات الرسمية، وتاريخه النضالي، قال فيها إن والده "عبدالعزيز الدخيل"، كان "من أوائل المواطنين الذين حصلوا على الدكتوراه في الاقتصاد، وأعطته جامعتا جورج تاون والجامعة الأمريكية في بيروت لقب أستاذ زائر، وعينته جامعة أكسفورد باحثا زائرا لدراسات الطاقة، فضلا عن تأليف عدة كتب تعتبر مرجعا في الاقتصاد السعودي".

وأضاف: "بعد حصوله على الدكتوراة في منتصف السبعينات، عين في وزارة المالية وترقى في مناصبها حتى وصل إلى وكيل الوزارة لشؤون الاستثمار، حيث نجح في إحداث ثورة في الاستثمار السعودي، وتكوين فريق متميز لإدارة الاستثمار، لكن الجو العام الفاسد كان أقوى منه ولم يتحمل هذا الجو فاستقال سنة 1980".

وتابع نجل "الدخيل": "كان الوالد متحمسا لخدمة البلد، حين التحق بوزارة المالية، وحين صدم بكمية الأموال التي تختفي من خزينة الدولة، كان يظن أنه يستطيع أن يعالج المشكلة بالطرق النظامية داخل الوزارة، وحين عجز عن ذلك لجأ للملك مباشرة، ولم يدرك أن هذه الخطوة ستكون سببا في تجريده من صلاحياته، فقدم استقالته".

واستطرد: "حين أدرك الوالد أن تقديم النصائح نفخ في رماد قرر التوقف عن ذلك لكنه لم يتوقف عن انتقاد الأوضاع في كل فرصة تتوفر له في ندوة أو كتابة أو حتى في المجالس العادية وبدلا من أن يؤخذ بانتقاداته ونصائحه دائما يوجه له اللوم والتقريع".

وزاد: "بعد استقالته انخرط في العمل الخاص، واستعانت به مؤسسات مالية، وجامعات ومراكز بحثية وأكاديمية، وغالبا ما كان يدعى لإلقاء محاضرات في داخل المملكة وخارجها ويستكتب في المجلات المتخصصة في الاقتصاد والتنمية".

واستطرد: "بعد استقالته أدرك الوالد أن المشكلة أكبر مما كان يظن فتحاشى الدخول مع أصحاب القرار في صدام، إلى أن صارت الأزمة المالية في نهاية الثمانينات، واختفاء الفائض المالي وبداية ظاهرة اقتراض الدولة، فكتب رسالة طويلة للملك فهد على شكل نصيحة، تسربت بعدها بسنوات وتعرض للمضايقة بسبب ذلك".

وواصل "عبدالحكيم الدخيل": "استمر الوضع هكذا إلى أن انتشرت وسائل التواصل وتشجع الناس على مستوى أكبر من النقد، خاصة بعد الربيع العربي، فدعي إلى ديوانية الدغيلبي، وتكلم في محاضرة طويلة عن التنمية والاقتصاد، وهذه المرة لم يكن الحديث موجها للملك، بل كان موجها لكل من يمكن أن يصله كلامه".

وكشف أنه "لم تكن محاضرته في ديوانية الدغيلبي مقبولة من قبل ولي الأمر، فتمت مداهمة المنزل واعتقاله واعتقالي معه، ومصادرة جميع وثائقه وأوراقه وأجهزته، وبعدها بأيام أطلق سراحي، وبقي هو في السجن سنتين كاملتين".

وأضاف: "بعد خروجه من السجن، صدر أمر بمنعه من السفر، وتجميد كل حساباته، وأرصدته ومنعه من التصرف بممتلكاته غير المنقولة، ومع مصادرة الوثائق والأجهزة، يكون حرم من استخدام ممتلكاته وحساباته في الخارج".

وتابع: "احتسب الوالد ذلك، واستمر على مواقفه، لكنه تحاشى الصدام المباشر إلى أن توفي الدكتور عبدالله الحامد رحمه الله، فكتب يعزيه في تغريدة، فاعتقلوه بسببها، لكن هذه المرة جاءت في عهد (ولي العهد الأمير محمد) بن سلمان، المعروف بسوء معاملة السجناء".

واستطرد "عبدالحكيم الدخيل": "الاعتقال الأول صحيح أنه ظلم في ظلم وطغيان، لكن على الأقل لم يتعرض لأذى جسدي، ولم يمنع من الزيارة وكان على اتصال منتظم بنا".

وزاد: "أما في الاعتقال الثاني فقد غيب تماما، ولا ندري ماذا يجري له، بل تعرض الأقارب للضغط وتم التحكم ببعض حساباتهم في تويتر".

وأكمل: "في تغريداتي هذه لا أقصد تمييز الوالد عن غيره من معتقلي الرأي، لكن أردت أن أعطي نموذجا في تحرك الأقارب لصالح معتقليهم".

وتمنى نجل "الدخيل" من أقارب المعتقلين الذين في الخارج "أن يخدموا قضية قريبهم المعتقل، ومن كان في الداخل على الأقل يتواصل مع الجهات التي تخدم قضايا المعتقلين".

وزاد: "أنصح بترك أسلوب التكتم مراهنة على أن السلطة ستعامل الأمر بالحسنى، إذا سعى ذوو المعتقل في تهوين الأمر، وتجربتنا في الاعتقال الأول ماثلة، حيث تكتمنا جميعا عليه، وكان ثقافة العائلة أن الحديث عن اعتقاله، يكاد يكون جريمة مع الأسف الشديد".

وتابع: "لا أرى نفسي مؤهلا لممارسة المعارضة، لكن اعتقال الوالد للمرة الثانية جعلني أخجل من نفسي أن أقصر في حقه".

وختم حديثه قائلا: "أكرر نصيحتي لأقارب المعتقلين، إما الحديث بأنفسهم، أو إخبار الجهات الحقوقية عن وضع ذويهم المعتقلين، فقضية المعتقلين واحدة للوالد وغيره".

وفي وقت سابق، كشف حساب "معتقلي الرأي"، عن حملة اعتقالات في السعودية، طالت 3 كتاب وناشطين بعد رثائهم "شيخ الحقوقيين" الراحل "عبدالله الحامد"، الذي توفي في السجن.

ووفقا للحساب المهتم بشؤون المعتقلين في السجون السعودية، فإن السلطات تحتجز الكاتب "عبدالعزيز الدخيل"، في سجن الحائر.

وسبق لـ"عبدالحكيم" أن نشر فيديو، أعلن فيه اعتقال والده، لكن أخته وعمّه وشخص من خارج العائلة، قاموا بالتغريد بشكل متناقض، إما بضغط من المباحث أو بتدخل مباشر منها فقط للتشكيك بالحساب، وفق حساب "معتقلي الرأي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عبدالعزيز الدخيل حملة اعتقالات سعودية سجن الحائر

السعودية تعتقل 3 كتاب وناشطين بعد رثائهم الحامد

نجل عبدالعزيز الدخيل يكشف سر اعتقال السعودية له ولوالده أكثر من مرة