أعلنت الإمارات و(إسرائيل) والولايات المتحدة، في بيان مشترك، مساء الإثنين، أنهم سينخرطون، بداية من الثلاثاء، في مناقشة آفاق التعاون الثنائي بين أبوظبي وتل أبيب في عدة مجالات رئيسية، إيذانا بدخول اتفاق تطبيع العلاقات بينهما، والذي أعلن في 13 اغسطس/آب الجاري حيز التنفيذ.

وصدر البيان الثلاثي، بعد وصول وفد أمريكي-إسرائيلي إلى أبوظبي، الإثنين، على متن طائرة تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية، عرفت بـ"طائرة التطبيع"، ومرت فوق الأجواء السعودية، بشكل علني ورسمي، للمرة الأولى.

وضم الوفد، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي "ددونالد ترامب" وصهره "جاريد كوشنر"، و"روبرت أوبراين" مستشار الأمن القومي الأمريكي، و"مائير بن شابات" رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب عدد من ممثلي القطاعات المختلفة بـ(إسرائيل).

واعتبر البيان الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي، أن "معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة، ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل".

وشدد البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، على أن معاهدة السلام التي تم التوصل إليها بين أبوظبي وتل أبيب، "خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقرارا وتكاملا وازدهارا".

وأضاف البيان، أن "معاهدة السلام توفر تفكيرا جديدا حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، مع التركيز على الخطوات العملية التي لها نتائج ملموسة حيث تحمل في طياتها الوعد ببناء جسور جديدة تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل".

وتابع البيان، أن "المعاهدة تأتي في الوقت المناسب، فعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة ملحوظة في الحروب والدمار والنزوح وتحول ديموجرافي متزايد نحو الشباب، ولذلك فإذا أردنا تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة، فإنه يجب أن نستجيب بشكل فعال لكل هذه التغييرات".

وأشار البيان إلى إلغاء الإمارات، رسميا، قانون المقاطعة الذي تم إصداره قبل 40 عاما، ما سمح للشركات والأفراد من الإمارات بإقامة علاقات تجارية مباشرة مع (إسرائيل).

وتابع: "بدأ الوزراء من الإمارات و(إسرائيل) من مختلف القطاعات، ولا سيما في الشؤون الخارجية والأمن الغذائي، مناقشاتهم الرسمية الأولى حول فرص وآفاق التعاون الثنائي، ولقد فتحنا بالفعل خطوط الاتصال بين البلدين".

ولفت البيان إلى أن "اليوم الإثنين، شهد أول رحلة تجارية لشركة طيران (العال) الإسرائيلية إلى الإمارات العربية المتحدة، تحمل مسؤولين إسرائيليين ووسائل إعلام".

وأكد البيان الثلاثي أنه "بداية من غد الثلاثاء، سيبدأ مسؤولون من الإمارات و(إسرائيل) والولايات المتحدة مناقشة آفاق التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية التالية: الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة، لتكون النتيجة إقامة تعاون واسع بين دولتين هما من أكثر اقتصادات المنطقة ابتكارا وديناميكية".

واختتم البيان بالقول: "تود الإمارات و(إسرائيل) الإعراب عن امتنانهما لردود الفعل الدولية الإيجابية على هذه المعاهدة من جميع أنحاء العالم، ونأمل أن تؤدي جهودنا الجماعية في المستقبل القريب إلى إطلاق سلسلة من التغييرات الإيجابية الكبيرة والصغيرة على حد سواء والتي ستضع شعوبنا والمنطقة بأسرها على طريق تحقيق الأمن والازدهار والسلام".

وفي وقت سابق، الإثنين، حطت طائرة تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية في أبوظبي، بعد مرورها فوق الأراضي السعودية، وعلى متنها وفد من مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ووفد من رجال الأعمال من تل أبيب.

وعقب هبوط الطائرة في أبوظبي، وجه "كوشنر" الشكر للعاهل السعودي، لسماحه بمرور الطائرة الإسرائيلية عبر أجواء بلاده، وشكر أيضا ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، الذي وصفه بالشجاع وأنه بالفعل يقود الشرق الأوسط الجديد، مشيرا إلى أن السلام الذي أبرمه القادة الإماراتيون والإسرائيليون مرغوب فيه أيضا من شعبيهما.