شن الأمير السعودي "عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز"، هجوما لاذعا على قطر وقياداتها، بعد انتقاد الدوحة السماح لطائرة إسرائيلية بعبور أجواء السعودية لتحط في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في الوقت الذي تفرض فيه 4 دول عربية حصار جويا وبحريا وبريا على قطر، متهما الدوحة بالعمل على ضمان أمن (إسرائيل) عبر المساعدات المالية التي تقدمها لحركة المقاومة "حماس" مقابل التهدئة مع الاحتلال.

وجاء في تغريدة نشرها الأمير "مساعد" عبر حسابه على "تويتر": "سمح لطائرة إسرائيلية تقل مسؤولين أمريكيين إلى أبوظبي بعبور أجوائنا فانبرى إعلام ومرتزقة ذنب (إسرائيل) في المنطقة منذ انقلاب الابن على أبيه يشتمنا ويخوننا. هذا الذنب أو هذه الدولة هي الضامنة لأمن (إسرائيل) بإعطائها حماس مبالغ شهرية بأمر رئيس الموساد شريطة التهدئة... يا للقرف".

وأضاف في تغريدة أخرى: "اقتراح للأحبة: إذا نظّر عليكم وخوّنكم أي أحد من الدولة الخليجية الأولى التي سنت التطبيع مع (إسرائيل) وأقامت علاقات وفتحت مكتبا تجاريا وزارها رئيس إسرائيلي من سنوات ولا زالت الزيارات تتوالى حتى الآن من كبار مسؤولي (إسرائيل) وسط صمت من مرتزقة إعلامها وجزيرتها، يكفي أن تردوا بـ(نبي هدوء)".

وتابع: "رئيس الموساد يزور قطر سرا منذ شهور ويطلب منها تأمين دعم شهري لحماس التي تعتبر فصيل مقاومة مسلحا ضد (إسرائيل).. وقطر تستجيب وتقنع حماس المقاوِمة بالهدووووووء وعدم المقاومة واليوم أعلنت حماس الوصول لاتفاق مع (إسرائيل) بخفض التصعيد بوساطة قطرية.. ما فات واقع وليس تأليفًا أو فانتازيا!!".

وقال أيضا: "علاقة قطر الوطيدة بـ(إسرائيل) منذ حكم الشيخ حمد حتى الآن واستقبالها القريب لرئيس الموساد -سرًا حتى شاع الخبر- وتلبية طلبه بمساعدة حماس شهريًا لضمان أمن (إسرائيل).. كل هذا تبرره بدعم الفلسطينيين؟.. إذا كان ذلك كذلك: لماذا يتحول هذا الأمر في الجزيرة لخيانة وتطبيع إن فعله غيركم؟؟".

وحطت عصر الإثنين في مطار أبوظبي أول طائرة إسرائيلية في أول رحلة علنية بين الطرفين، تحمل على متنها شخصيات ومسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، وعبرت فوق الأجواء السعودية بإذن من سلطات المملكة.

وانطلقت الطائرة في وقت سابق من مطار بن جوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي أمريكي يترأسه مستشار الرئيس الأمريكي وصهره "جاريد كوشنر"، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والإمارات.

وتكتسب هذه الرحلة أهمية خاصة كونها تأتي في إطار الترتيبات، ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، وأيضا لكونها أول رحلة تجارية لخطوط الملاحة الإسرائيلية تعبر الأجواء السعودية حيث استغرقت الرحلة 3 ساعات فقط بدل 8 ساعات.

يشار إلى أن قطر تحرم من المجال الجوي لدول الحصار العربي الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وتضطر طائراتها إلى التحليق في الأجواء الإيرانية مقابل دفع رسوم، وذلك منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف 2017.