بن جاسم عن التطبيع الإماراتي: يتصالحون مع إسرائيل ويحاصروننا

الأحد 16 أغسطس 2020 12:15 ص

أبدى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق "حمد بن جاسم آل ثاني"، تعجبه من إعلان الإمارات التطبيع مع (إسرائيل)، في الوقت الذي لا تزال أبوظبي تحاصر الدوحة إلى جانب دول عربية أخرى.

وتساءل في سلسلة تغريدات له، السبت، عن الأسباب التي دفعت الإمارات لتطبيع علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وهل كان دعماً للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في انتخابات الرئاسة المقبلة، أم لتمرير صفقة طائرات "إف-35" التي طلبتها الإمارات، أم لتحسين صورة أبوظبي في أمريكا.

كما عبر عن تعجبه من توقيت الإعلان عن هذا التطبيع، وتساءل عما إذا كان هدفه إنقاذ خطة السلام التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية، وعرفت بصفقة القرن ولاقت رفضا عربيا وعالميا، و"هل هناك لدى أبوظبي خطة سلام لا نعرف عنها من شأنها إعادة الحقوق الفلسطينية والعربية؟!".

وبدأ "بن جاسم"، تغريداته بالقول: "لا أريد أن أعلق على إعلان التطبيع والتبادل الدبلوماسي الكامل بين (إسرائيل) والإمارات، فوجهة نظري في هذا الصدد معروفه، وهي أن السلام لا بد أن يقوم على أسس واضحة حتى يكون التطبيع دائماً ومستمراً ومقنعاً للشعوب".

وأضاف: "وهكذا فإنني أريد أن استذكر أوقاتاً قريبة عندما فتحنا المكتب التجاري الإسرائيلي وأقمنا مع (إسرائيل) علاقتنا علنية بعد انعقاد مؤتمر مدريد للسلام".

وتابع: "كان هدفنا من ذلك تشجيع (إسرائيل) على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، وفق المقررات الدولية والمبادرة العربية للسلام التي طرحها الملك (السعودي الراحل) عبدالله (بن عبدالعزيز) رحمه الله".

وواصل قائلا: "ورغم وضوح موقفنا وانسجامه مع الموقف العربي والدولي الشامل، فإننا نُهاجَم حتى اليوم في كل مناسبة بسبب تلك العلاقة".

وزاد: "لكن ما لفت انتباهي هو التبرير الذي رافق الإعلان عن الاتفاق بين الإمارات و(إسرائيل)، وهو أن (إسرائيل) جمدت مقابل هذا الاتفاق ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن".

واستطرد: "كما أنه سيُسْمح بفضل هذا الاتفاق للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى.. يا له من تبرير مضحك ومبك في آن واحد، ويحاول أن يتذاكى على العقول.. فماذا عن هضبة الجولان السورية المحتلة التي ضمت؟، وماذا عن مزارع شبعا اللبنانية المحتلة؟".

وأضاف: "يقول أصحاب الاتفاق المعلن عنه، إن بإمكان الراغبين في الصلاة في القدس، أن يسافروا إليها عن طريق مطار أبوظبي، كما قالوا في وقت سابق إن السفر إلى جزيرة سقطرى اليمنية يتم أيضاً عبر أبوظبي، مع العلم أن في الجزيرة قوات سعودية ومع ذلك لا يمكن السفر لها عبر الرياض".

وتابع متسائلا: "هل أصبحت أبوظبي عاصمة الخلافة الجديدة، حتى يسافر القطريون والمسلمون الآخرون إلى القدس للصلاة في الأقصى عبرها فقط؟!.. سبحان الله يتصالحون مع (إسرائيل) ويحاصروننا".

وأوضح المسؤول القطري السابق أن "الشعب العربي والخليجي أذكى من أن نسوق له مبررات واهية، مثل القول بوقف قرار ضم الأراضي، والصلاة في الأقصى، في ظل الوهن العربي الراهن، وبالتالي فلا داعي لتلك المبررات".

وأضاف: "أنا أؤكد أنني مع السلام، ومع علاقات متكافئة مع (إسرائيل)، والشعب الفلسطيني لم يعطنا تفويضاً بأن نقرر عنه مستقبله".

واستطرد: "أنا لدي أصدقاء كثر في أمريكا و(إسرائيل)، وأتواصل معهم باستمرار، ويؤسفني أن أقول إنهم يستخفون بعقول قادتنا، وإن لهم أهدافا واضحة ربما يحترمها المرء، ولكن هل لنا نحن العرب أهداف غير الدسائس والمغامرات ليحترمها الغير؟".

قبل أن يختم حديثه بالقول: "أنا لا أريد أن أتكلم عن الجامعة العربية ومجلس التعاون، لأنهما حاله ميؤوس منها".

والخميس، أعلنت الولايات المتحدة و(إسرائيل) والإمارات، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبوظبي و(تل أبيب)، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية والاحتلال الإسرائيلي.

وبهذا الاتفاق، تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع (إسرائيل)، بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي".

وتسعى (إسرائيل) بشكل حثيث ومتصاعد إلى التطبيع مع الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، دون النظر إلى حل أو مستقبل القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تراجع فيه الاهتمام العربي الرسمي بقضية العرب الأولى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإماراتية الإسرائيلية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي العلاقات الإسرائيلية الإماراتية حمد بن جاسم آل ثاني حصار قطر

ممثل عباس: دحلان جزء من اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

عبدالخالق عبدالله يواصل الترويج للتطبيع الإماراتي

بن جاسم عن طائرة التطبيع: ليكن نحيبنا على حال العرب

متهما قطر بضمان أمن الاحتلال.. أمير سعودي يدافع عن عبور طائرة التطبيع أجواء المملكة