عشية استئناف مفاوضات بريكست.. تصاعد اللهجة الحادة بين لندن وبروكسل

الثلاثاء 8 سبتمبر 2020 11:48 ص

تصاعدت حدة اللهجة بين لندن وبروكسل الإثنين عشية استئناف المفاوضات بشأن علاقتهما ما بعد بريكست بعد تهديد رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" بإغلاق باب المفاوضات في منتصف أكتوبر/تشرين الأول والاستعداد، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز"، للعودة عن بعض الالتزامات السابقة.

وحدد رئيس الوزراء البريطاني الأحد، يوم 15 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل موعدا نهائيا لإبرام اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي، مكررا قبل افتتاح جولة ثامنة من المفاوضات هذا الأسبوع في لندن أن المملكة المتحدة لن تساوم على استقلالها.

وأضاف "جونسون" أن "الاتحاد الأوروبي كان واضحا جدا بشأن الجدول الزمني. وأنا أيضا. يجب أن يكون هناك اتفاق مع أصدقائنا الأوروبيين بحلول موعد انعقاد المجلس الأوروبي في 15 أكتوبر/تشرين الأول إذا كان سيصبح ساري المفعول بحلول نهاية العام".

وإذا لم يحصل ذلك، ستنسحب لندن من المفاوضات و"تقبل" هذه النتيجة التي تخشى أوساط الأعمال من عواقبها الاقتصادية الكارثية المحتملة في فترة صعبة أصلا بسبب فيروس كورونا.

وفي إشارة إلى تزايد مخاوف المستثمرين، انخفض الجنيه الإسترليني بشكل حاد الإثنين في الأسواق المالية.

وكانت بروكسل من جانبها قالت إنه يجب التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول للسماح بمصادقة أوروبية عليه في الوقت المحدد.

وقد زادت المعلومات التي أوردتها "فايننشال تايمز" حدة الأجواء التي كانت متوترة.

وبحسب الصحيفة، ستقدم الحكومة البريطانية الأربعاء مشروع قانون "من شأنه أن يلغي" النطاق القانوني لبعض أجزاء الاتفاق الذي حدد الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول ، بما في ذلك القواعد الجمركية في إيرلندا الشمالية.

وبموجب بروتوكول إيرلندا الشمالية، سيتعين على هذه المقاطعة البريطانية اتباع بعض قواعد الاتحاد الأوروبي بعد الفترة الانتقالية اللاحقة لبريكست من أجل ضمان عدم وجود حدود مادية وتجنب عودة التوتر في هذه المنطقة التي شهدت نزاعا دمويا استمر 3 عقود.

وأكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني اتخاذ إجراءات "محدودة" تهدف إلى "توضيح" هذا البروتوكول، من أجل "إزالة أي غموض" وتجنب "العواقب غير المقصودة" للنص على عملية السلام أو السوق الداخلية للمملكة المتحدة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" إن بريطانيا "ملزمة بموجب القانون احترام اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي وهو شرط أساسي لأي شراكة مستقبلية".

وأوضح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست "ميشال بارنييه" لإذاعة "فرانس أنتر"، "يجب احترام كل ما وقع في الماضي. إنه ضمان للثقة في المستقبل".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيرلندي "سيمون كوفيني" إن مشروع القانون هذا سيكون "طريقة غير حكيمة للمضي قدما".

"لا إرادة"

خرجت المملكة المتحدة رسميا من الاتحاد في 31 يناير/كانون الثاني، بعد نحو 4 سنوات من استفتاء تاريخي طبع نهاية حوالى 50 عاما من العضوية في الاتحاد، لكن القواعد الأوروبية لا تزال تُطبق في المملكة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول، في وقت يحاول الطرفان التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة.

وتتعثر المفاوضات خصوصا بسبب مسألة الصيد البحري وشروط التنافس العادل. ويفترض أن تُستأنف الثلاثاء في لندن علما أن الاجتماعات السابقة لم تحرز أي تقدم يذكر في هذا الصدد.

وشهدت الأيام القليلة الماضية اتهامات متبادلة بين المفاوضين، واتهم "بارنييه" لندن بعدم إظهار "أي استعداد لتقديم تنازلات"، كما أكد البريطاني ديفيد فروست خلال عطلة نهاية الأسبوع أن المملكة المتحدة لن تصبح "دولة تابعة".

وحذر "جونسون": "حتى في هذه المرحلة المتأخرة، إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعدا لإعادة التفكير في موقفه (...) فسأكون سعيدا"، قائلا إن المملكة المتحدة لن تتنازل "بشأن أساسياتها كدولة مستقلة للوصول إلى اتفاق".

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، سيتم تطبيق قواعد منظمة التجارة العالمية مع تعريفات مرتفعة وضوابط جمركية واسعة النطاق، وهو أمر يزيد من إضعاف اقتصادات تضررت بشدة جراء الوباء.

وقال "جونسون": "سيكون لنا اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي شبيه" بالاتفاق مع أستراليا، أو مشابه للاتفاق مع كندا ودول أخرى.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل "إذا أراد رئيس الوزراء القفز من جرف بريكست لأسباب إيديولوجية، فلن يكون لدى الاتحاد الأوروبي أي وسيلة لمنع ذلك. في المقابل، إذا أصبح نهج المملكة المتحدة أكثر واقعية، ستكون هناك على الأرجح فرصة جيدة لإنقاذ المفاوضات والتوصل إلى اتفاق في أكتوبر/تشرين الأول".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

بريكست في أزمة.. قلق أوروبي من عزم بريطانيا خرق اتفاق الخروج

أول اتفاق تجاري بين بريطانيا واليابان لمرحلة ما بعد بريكست‎