وصفت صحيفة "واشنطن بوست" فيلم "مولان" التاريخي، الذي أنتجته شركة ديزني العالمية بأنه "فضيحة"، على خلفية تتعلق بتطبيعه جرائم الصين ضد مسلمي الإيجور في إقليم تشنجيانج.

وذكر "إسحاق ستون فيش"، في مقال نشرته الصحيفة الأمريكية، أن "الجزء المدمر في الفيلم الذي طال انتظاره وأعيد عمله بناء على الفيلم الكرتوني عام 1998 ليس قصته، ولكن قائمة الشكر في نهايته".

فقائمة الشكر ضمت عددا من المؤسسات الصينية التي ساعدت "ديزني" في إنتاج الفيلم، وتضم 4 لجان دعاية تابعة للحزب الشيوعي الصيني في إقليم تشنجيانج، بالإضافة إلى مكتب الأمن العام في مدينة توربان، التي كانت أول مدينة توثق فيها معسكرات الاعتقال التي أقامتها الصين لتغيير هوية المسلمين.

ويحكي الفيلم قصة "مولان"، البنت المطيعة التي تنضم إلى الجيش لتشريف والدها وحماية الإمبراطور، ويضم مشاهد طبيعية ساحرة، صورتها "ديزني" في معظم أنحاء الصين.

ويرى "فيش" أن شكر "ديزني" لـ 4 لجان دعاية تابعة للحزب الشيوعي ودائرة للأمن العام مثير للدهشة، خاصة أن المنطقة في شمال- غربي الصين تشهد أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم.

ونوه الكاتب الأمريكي إلى أن النظام الصيني سجن أكثر من مليون مسلم، معظمهم من أقلية الإيجور في معسكرات اعتقال، ولم يفرج إلا عن عدد قليل فيما ماتت أعداد لا تحصى منهم، كما أجبرت السلطات في إقليم تشنجيانج النساء المسلمات على التعقيم والحد من النسل للتحكم بمعدلات الولادة التي هبطت في عام 2019 بنسبة 24%.

وأضاف: "بعبارة أخرى: عملت ديزني في مناطق كانت تشهد الإبادة وشكرت دوائر الحكومة التي تسهم فيها".

وتساءل الكاتب: "لماذا تريد ديزني العمل في تشنجيانج؟ فهناك مناطق أخرى في الصين وحول العالم تقدم مناظر الجبال الخلابة التي قدمها الفيلم، وبعملها هذا ساعدت على تطبيع جريمة ضد الإنسانية".

وأشار المقال إلى أن مديري "ديزني" حرصوا على تقديم صورة أصيلة عن "مولان" ترضي الحكومة ورواد السينما في الصين، كما حاولت الحصول على حظوة الحزب الشيوعي الذي غضب من الشركة عندما وزعت عام 1997 فيلم "كوندون"، الذي قدم صورة مجيدة عن الدالاي لاما، ما وضع قيودا على استديوهات شركة الإنتاج الأمريكية للعمل في الصين.

واعترف مدير الشركة آنذاك "مايكل ازنر"، في لقاء مع رئيس الوزراء الصيني "جو رونغجي"، في أكتوبر/تشرين الأول 1998: "لقد ارتكبنا خطأ في توزيع كوندون وأريد الاعتذار هنا وفي المستقبل سنمنع حدوث هذا لأنه مهين لأصدقائنا"، بحسب المقال.

ومنذ ذلك الوقت واصلت "ديزني" إرضاء بكين، وحصلت على المكافأة في افتتاح "ديزني لاند" في شنجهاي في يونيو/حزيران 2016.