اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأحكام النهائية التي أعلنتها السعودية، قبل يومين، بحق 8 من المتهمين باغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" كان هدفها الأساسي تأمين غطاء لقادة دول العشرين كي يستطيعوا الحضور إلى الرياض والاشتراك في أعمال القمة، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، دون أن يواجهوا انتقادات تتعلق بدعمهم لشخص قتل صحفيا مشهورا بدم بارد.

وقالت الصحيفة إن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لا يزال يُنظر إليه في عدد من دول المجموعة على أنه شخص منبوذ بسبب قصفه العسكري الممنهج لأهداف مدنية في اليمن، وقمعه الوحشي لمنتقديه المحليين.

وعلى هذا الأساس، جاءت تلك الأحكام من القضاء السعودية، بحسب الصحيفة، لمحاولة الإيحاء عالميا بأن المتهمين تم عقابهم، بينما الهدف في النهاية هو محاولة تبييض سمعة "بن سلمان"، قبل قمة العشرين.

واعتبرت "واشنطن بوست" أن الأحكام الصادرة من القضاء السعودي، والتي أعلنت النيابة السعودية، بناء عليها، إغلاق القضية، "تفتقر إلى الشفافية"، حيث إنه لم يتمّ الإبلاغ عن هويات المدانين، ولا تفاصيل الجريمة التي ارتكبوها، كما تمّت تبرئة كل من "سعود القحطاني" و"أحمد العسيري"، المسؤولين الكبيرين في السعودية، اللذين حددهما المدّعي العام السعودي بأنهما معدّا فريق الاغتيال الذي استهدف "خاشقجي"، والمؤلف من 15 عضواً.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان المدانون، الذين قيل إنه تمّ الحكم عليهم بالسجن بين 7 و20 سنة، هم في الواقع مسجونون.

وعلقت الصحيفة على انتقادات المقرّرة الأمميّة الخاصّة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء "أجنيس كالامارد" للأحكام السعودية الأخيرة، قائلة إن تلك الأحكام لم تصدر لإرضاء "كالامارد" من الأساس، وإنما لتوفير غطاء لـ"القادة الديمقراطيين"، وأبرزهم المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ورئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، بشكل يسمح لهم بتشريف "بن سلمان" بحضورهم في الرياض، من دون أن يبدوا أنهم يتغاضون عن قتل صحفي مشهور بدم بارد.

لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بحسب الصحيفة، لا يحتاج من الأساس إلى هذا الغطاء،  إذ إنه برأ "بن سلمان" من المسؤولية منذ وقت طويل، واستمرت إدارته بتزويد السعودية بالأسلحة، بما فيها تلك المستخدمة في قصفها اليمن، متجاوزة القانون وقيودا أخرى للكونجرس.

وطالبت الصحيفة قادة دول العشرين الذين ما زالوا يسعون لدعم حقوق الإنسان، كإحدى دعائم الشؤون الدولية، بأن يتخذوا موقفاً من حضور القمة المقبلة في الرياض، بعد كل ما حدث.