أثار توزيع الرئاسة اللبنانية كميات من الشاي السيلاني قدمتها سريلانكا كمساعدات عقب انفجار بيروت على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري، انتقادات واسعة.
الانتقادات طالت رئيس الجمهورية "ميشال عون"، وسط اتهامات للرئاسة بالفساد وتوزيع المساعدات لغير مستحقيها.
وتصدر وسما "#الشاي_السيلاني" و"#حرامي_الشاي" قائمة الوسوم الأوسمة الأكثر تداولا بين اللبنانيين على "تويتر" خلال الساعات الماضية.
وقبل أسبوعين، أعلنت الرئاسة اللبنانية، عبر حسابها على "تويتر"، أن "عون التقى سفيرة سريلانكا في لبنان، التي نقلت إليه تعازي بلادها بضحايا انفجار مرفأ بيروت، وأعلنت أن سريلانكا قدمت 1675 كجم من الشاي السيلاني لصالح المتضررين من الانفجار".
الرئيس عون التقى سفيرة سريلانكا في لبنان، التي نقلت اليه تعازي بلادها بضحايا انفجار مرفأ بيروت، وأعلنت ان سريلانكا قدمت ١٦٧٥ كيلوغراماً من الشاي السيلاني لصالح المتضررين من الانفجار، معتبرة ان مثل هذه المساعدة تعبّر عن الصداقة التي تجمع الشعبين اللبناني والسريلانكي pic.twitter.com/gMUym7RpvR
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 24, 2020
فيما استقبل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ توزيع تلك الكمية من الشاي على على عائلات العسكريين في لواء الحرس الجمهوري، بكثير من الغضب والاستنكار.
لي سرق شبابنا و مستقبلنا كرمال الكرسي، عادي يسرق الشاي.#حرامي_الشاي
— Eddy Al-Semani (@Eddysemani) September 9, 2020
بالانفجار .. بالحروب السابقة، بروحو الأبرياء، وبيجي مساعدات للناس، كلّو بينسرق وبيتقاسمو الحصص: مصاري، شاي، سمك، خشب، ألومينيوم، زجاج، فيول،.. لا حدا بيتحاسب ولا من يحزنون.
— Sue (@souhamdan) September 10, 2020
بس مش الحق عليهم الحق على الغنم والخواريف يللي لاحقينن #حرامي_الشاي #لا_لكم_الأفواه
#حرامي_الشاي
— .walid Hanoun (@HanounWalid) September 10, 2020
أين أسماك موريتانيا؟
أين شاي سيريلانكا؟
أين الزجاج المصري ؟
أين المازوت العراقي؟
أين الأسمنت ( مواد البناء )الجزائري؟
وغيرهم أين ذهبت المساعدات ؟؟؟؟؟؟؟
كلهم بيد المافيا والزعماء والسياسيين الفاسدين الحاكمين بلبنان
الله ينتقم من كل فاسد يا رب
موجة الغضب تلك دفعت الرئاسة للرد وتبرير موقفها.
إذ أوضحت، عبر "تويتر" أن كمية الشاي التي جرى توزيعها وصلت إلى الرئيس "عون" كهدية شخصية، وأن العادة لدى الرئيس هي توزيع هدايا المواد الغذائية والتموينية التي تصله لعسكريي لواء الحرس الجمهوري.
هبة الشاي تم توزيعها على العسكريين في لواء الحرس الجمهوري وفقاً للعادة التي درج عليها رئيس الجمهورية بتوزيع هدايا المواد الغذائية والتموينية التي تصله، على عسكريي اللواء
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 9, 2020
فيما أعرب مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية عن استغرابه من موجة الغضب لدى الناشطين بسبب مسألة الشاي، متسائلا باستنكار: "كيف يستكثر بعض المعلقين، حصول عسكريي لواء الحرس الجمهوري على علبة من الشاي، علما أن من بينهم من لحقت به أضرار جراء الانفجار في مرفأ بيروت، كسواهم من المواطنين؟".
مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: نستغرب كيف يستكثر بعض المعلقين، حصول عسكريي لواء الحرس الجمهوري على علبة من الشاي، علماً ان من بينهم من لحقت به اضرار جراء الانفجار في مرفأ بيروت، كسواهم من المواطنين
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 9, 2020
استمرار الغضب الإلكتروني حول توزيع "هدية الشاي" رغم رد الرئاسة، دفع الأخيرة إلى إصدار بيان توضيحي، الأربعاء، قالت فيه إن "الشحنة السريلانكية هي من شقين؛ 1000 حزمة عبارة عن مواد غذائية إلى اللبنانيين، و1675 كجم من الشاي، هي هبة إلى فخامة الرئيس العماد ميشال عون".
مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: مراسلة رسمية توضح ان الشحنة السيريلانكية هي من شقّين، 1000 حزمة عبارة عن مواد غذائية الى اللبنانيين، و 1675 كيلوغراماً من الشاي "هبة الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون" pic.twitter.com/tFyW0sTpju
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 9, 2020
لكن كل تبريرات الرئاسة اللبنانية لم تفلح في تهدئة غضب الناشطين؛ إذ ردوا بأن تلك الهدية لم تكن لتصل إلى عون" لو لم يكن رئيسا للبنان.
١-هذه الكمية من الشاي وصلت لك بصفتك رئيس جمهورية وليس بصفتك الشخصية
— ب.ناصر (@B_naser1) September 10, 2020
٢-حتى لو كانت لك شخصيا،موقعك والأخلاق لو وجدت توجب توزيعهم على المتضررين
٣-الحرس الجمهوري موظفين براتب ثابت مع امتيازات وهناك من هو أولى وأحق منهم
٤- الرئيس الطامع بالشاي السيلاني ليس اهلاً لكرسي رئاسة
وخلف انفجار مرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/آب الماضي، 191 قتيلا ونحو 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين، بجانب دمار مادي هائل، وخسائر تتجاوز 15 مليار دولار، وفق أرقام رسمية غير نهائية.
ووفق تقديرات رسمية أولية، وقع انفجار المرفأ بسبب نحو 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014.
تداعيات هذا الانفجار زادت الوضع سوءا، في بلد يعاني منذ شهور أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.