توقع "سايمون هندرسون"، مدير برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، أن يكون الحوار الاستراتيجي الثالث بين الولايات المتحدة وقطر، المقرر عقده في 14 و 15 سبتمبر/أيلول بواشنطن، فرصة لإنهاء الأزمة الخليجية.
وذكر "هندرسون"، في تقدير نشره بموقع المعهد الرسمي، أن الحوار الاستراتيجي سيتزامن مع حفل التوقيع في البيت الأبيض، الذي يستضيفه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في 15 سبتمبر/أيلول ويجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد"، وهو ما قد يحثّ المسؤولين الأمريكيين لممارسة ضغوط دبلوماسية على ممثلي الإمارات وقطر، لإنهاء الخلاف المستمر منذ 3 سنوات بين البلدين.
وبالرغم من الإشارة عادةً إلى "قيادة سعودية" للدول العربية الأربعة التي أعلنت مقاطعة قطر، إلا أن استمرار الخلاف يكمن على الأرجح في العداء الشخصي للشقيق الأكبر للشيخ "عبدالله"، ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، تجاه قطر، حسبما يرى "هندرسون".
وأضاف أن إنهاء الأزمة الخليجية يمثل أولوية متزايدة للإدارة الأمريكية، إذ أن الدبلوماسية الأمريكية قلقة بشكل أساسي من التهديد الإقليمي الذي تشكله إيران، خاصة أن قطر على استعداد لاستضافة 10 آلاف عسكري أمريكي بقاعدة "العديد" الجوية الأمريكية الأكبر في المنطقة.
وأشار "هندرسون"، في هذا الصدد، إلى أن "ترامب" حث العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" عبر الهاتف، في 6 سبتمبر/أيلول، على التفاوض مع دول الخليج الأخرى لحل الخلاف.
ومن المتوقع أن يترأس الوفد القطري في الحوار الاستراتيجي بواشنطن، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، ومن المرجح أن يترأس نظيره "مايك بومبيو" الوفد الأمريكي.
وكان أول حوار استراتيجي مع قطر قد عُقد في واشنطن في يناير/كانون الثاني 2018، واستضافه بصورة مشتركة وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين آنذاك "ريكس تيلرسون" و"جيم ماتيس".
وبعد شهرين من ذلك التاريخ، التقى أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني" بـ "ترامب" في المكتب البيضاوي للاتفاق على صفقة شراء 36 طائرة مقاتلة من نوع "إف-15".
ولم تستبعد مصادر "الخليج الجديد" أن تقدم الرياض وأبوظبي على إنهاء حصار قطر في إطار تقديم الدعم لـ"ترامب" عبر توفير رصيد من الإنجاز الدبلوماسي، خاصة أنه يعاني تراجعا بشعبيته في ظل تداعيات وباء كورونا بالولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك عبر مصالحة هشة وغير استراتيجية مع قطر.
وأفادت مصادر بقناة "الجزيرة" القطرية لـ"الخليج الجديد" أن إدارة القناة اتجهت مؤخرا لتخفيف التوتر الإعلامي مع السعودية، كما أفاد مصدر دبلوماسي أمريكي بأن واشنطن أجرت مشاورات مباشرة مع السعودية والإمارات والبحرين لحل الأزمة مع قطر، مشيراً إلى أن الأجواء بشأنها إيجابية.
ولما كان اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين من جانب و(إسرائيل) من جانب آخر إنجاز خارجي كبير لـ"ترامب"، الذي يواجه إخفاقات كبيرة في الداخل والخارج، فإن الرهان على تحقيق اختراق في الأزمة الخليجية من شأنه "تشتيت الأنظار" عن تركيز الديمقراطيين الأضواء على ملفات الشأن الداخلي، التي تخصم من رصيد الرئيس الأمريكي الحالي.
يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها واتصالاتها وتعاملاتها التجارية مع قطر في عام 2017، بدعوى دعم قطر للإرهاب وعلاقاتها بإيران، وهو ما نفته الدوحة مرارا.