رأت مجلة "ناشيونال إنترست" أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إلى قبرص، وإجراء الحرس الوطني القبرصي تدريبات مع البحرية الأمريكية، تأتي في إطار محاولة من واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في خليج سودا في جزيرة كريت.

قالت المجلة الأمريكية إن ذلك التوجه الأمريكي جاء بسبب عدم يقينها من مستقبل الوجود الأمريكي في قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا.

وزعمت المجلة أنه حال تدهور العلاقات الأمريكية التركية، غالبًا ما ستكون إنجرليك في مرمى النيران.

وانضمت تركيا واليونان إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952، لكن واشنطن اعتمدت على أنقرة بشكل أكبر، بسبب قوتها البشرية وسيطرتها على مضيق البوسفور وموقعها الجيوسياسي على طول الجناح الجنوبي للاتحاد السوفيتي.

وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجدت أمريكا أنه من الضروري وجود قاعدة لها في تركيا، وبعد عقد من الزمان بدأت قاعدة أضنة الجوية الجديدة عملياتها، والتي أعيدت تسميتها باسم إنجرليك عام 1958.

ولعبت تلك القاعدة دورا رئيسا في استطلاعات الحرب الباردة، كما كانت عنصرًا لوجيستيًا في استجابات الولايات المتحدة للأزمات العسكرية في (إسرائيل) ولبنان. 

كما أصبحت أيضًا مركزًا لردع  السوفييت، وفي عام 1959، زودتها واشنطن بأسلحة نووية، فهي تحتوي على نحو 50 رأس نووية الآن.

وسعت تركيا إلى الاستفادة من اعتماد الولايات المتحدة على إنجرليك، في الحصول على دعم مادي ودبلوماسي، فقبل حرب العراق عام 2003، على سبيل المثال، اشترطت تركيا أن تتمتع بحق النقض (الفيتو) على كل رحلة جوية ومهمة يتم إطلاقها من القاعدة، وهو مطلب من شأنه أن يجعل العمليات غير عملية إن لم تكن مستحيلة، بحسب المجلة.

وحذرت المجلة من أن إمكانية أسر الأمريكيين في القاعدة ليس بعيد المنال كما حدث مع طاقم السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، وأكدت أنه ببساطة، مع توتر العلاقات، يمكن اعتبار الموظفين الأمريكيين في القاعدة رهائن مستقبليين أو محتملين.

ولفتت المجلة إلى أن البنتاجون قلق بشأن الأمريكيين في هذه القاعدة، وأنه بدأ بالفعل في التخطيط لإخلاء الأسلحة النووية المخزنة هناك بسبب عداء الحكومة التركية، وقرب القاعدة من المناطق التي يسيطر عليها من وصفتهم بالإرهابيون عبر الحدود السورية. 

واعتبرت المجلة أن كل يوم تبقى القوات والمعدات الأمريكية في تركيا يعرض الأمريكيين للخطر.

كما عارضت المجلة الانسحاب التدريجي، مشيرة إلى أنه ربما يعرض القوات للخطر لأن انخفاض الأعداد سيزيد من ضعف البقية، وأنه بدلاً من ذلك، يجب على البنتاغون إنشاء أمر واقع ألا وهو "إجلاء بين عشية وضحاها، يستيقظ الأتراك ذات صباح ليجدوا جميع الأفراد والطائرات الأمريكية غادرت بأكبر قدر ممكن من المعدات التي يمكنهم نقلها".

لكن المجلة قالت إن المؤيدين لتركيا داخل وزارة الخارجية والكونجرس سوف يقاومون أي عمل من هذا القبيل، اعتقادًا منهم أن تركيا أكبر من أن تخسرها واشنطن، وأن معاداة أمريكا لتركيا أو أي تقليص في التعاون سيفيد روسيا.