كواليس مفاوضات القاهرة وأنقرة.. نفوذ مائي لمصر يعادل 3 أضعاف مساحة قبرص

السبت 19 سبتمبر 2020 12:21 ص

كشفت صحيفة "حرييت" التركية، الجمعة، كواليس المفاوضات المصرية التركية التي تجري على مستوى المخابراتي بين البلدين.

وقالت الصحيفة إن العرض المقدم من تركيا لمصر، خلال اللقاءات الرفيعة بين الطرفين على مستوى الاستخبارات لتحديد مناطق النفوذ البحري في شرق المتوسط، تُكسب مصر مساحة تعادل 3 أضعاف جزيرة قبرص.

وبينت الصحيفة أن "مصر واليونان لا مصالح مشتركة بينهما، ويجمعهما فقط موقف مناوئ لأنقرة، فيما دولة الإمارات تدعم مصر بالمال، ولهذا تطلب من مصر اللجوء لسياسات مناوئة لأنقرة، وهذا ما جمع مصر مع اليونان في اتفاقيتهما المشتركة لتحديد مناطق النفوذ البحري".

ولفتت إلى أن "أنقرة تعي هذا الموقف، ولذلك تقوم بحملة دبلوماسية خلفية يتم تنفيذها عبر أجهزة الاستخبارات، وفي هذا الصدد جرى تقديم عرض لتوقيع اتفاقية مشتركة لتحديد مناطق النفوذ البحري، حيث إن أنقرة والقاهرة لديهما شواطئ متقابلة وكبيرة".

وعن العرض المقدم، قالت الصحيفة إن توقيع الاتفاقية بين تركيا ومصر "يوفر للقاهرة مساحة من النفوذ المائي تعادل 3 أضعاف مساحة جزيرة قبرص، وهي مساحة كبيرة، وبالتالي فإن من مصلحة مصر توقيع اتفاقية لتحديد مناطق النفوذ، حيث إن عدم الاتفاق مع تركيا يفقدها هذه المساحة الغنية بالثروات".

وشددت الصحيفة على أن "المال الإماراتي يمنع حصول التوافق التركي المصري، ورغم كل تلك المحاولات إلا أن الدبلوماسية تعمل بين البلدين على المستوى الاستخباري".

وفي وقت سابق، الجمعة، أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وجود محادثات "استخباراتية" جارية بين بلاده ومصر.

وقال "أردوغان" في تصريح متلفز، إن أنقرة لديها تواصل مخابراتي مع القاهرة بشأن الأمور المعلقة، مضيفا: "لا مشكلة لدينا في ذلك".

وأوضح أن "اتفاقية أثينا والقاهرة أزعجتنا في أنقرة، وعلى مصر مراجعتها إذا رغبت في اتفاق آخر معنا".

والأربعاء، كشف وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، أن بلاده عرضت على مصر اتفاقية اختصاص بحري، مؤكدا أن محادثات "استخباراتية" جارية بين البلدين.

وانتشرت خلال الفترة الماضية العديد من مؤشرات التفاهم بين مصر وتركيا، مدعومة بمحاولات رسم تفاهم في شرق المتوسط، رغم القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة، بانتهاء جولة ثانية من المباحثات بين مصر وتركيا، استضافتها العاصمة المصرية القاهرة، قبل أيام.

وقالت المصادر المقربة من دوائر الحكم في البلاد، إن وفدا تركيا رفيع المستوى، التقى مسؤولين مصريين، بمقر وزارة الخارجية المصرية، وسط القاهرة، أغسطس/آب الماضي.

وضم الوفد التركي 17 دبلوماسيا ومسؤولا أمنيا وعسكريا، بينهم قيادات في جهاز الاستخبارات التركية.

ومن الجانب المصري، شارك نائب رئيس جهاز المخابرات العامة، وقيادات أمنية، في المحادثات التي جرت وسط تكتم وسرية شديدين.

وهذه المباحثات ليس الأولى من نوعها، فقد سبق استضافة القاهرة وفدا تركيا في يونيو/حزيران الماضي.

ووفق المصادر التي تحدثت لـ"الخليج الجديد"، تناولت المباحثات التي تواصلت على مدار 4 أيام، وانتهت 27 أغسطس/آب الماضي، الأزمة الليبية، وسبل تهدئة التوتر بين الجانبين.

وأضافت المصادر، مشترطة عدم كشف هويتها، أن المباحثات تناولت كذلك سبل عودة العلاقات المصرية - التركية، والعلاقات التركية - السعودية.

وتتزايد الرغبة لدى جهازي الاستخبارات في البلدين، نحو تجاوز حالة التوتر في العلاقات، والوصول إلى تفاهمات معينة، بشأن عدد من الملفات، خاصة بشأن ليبيا وشرقي المتوسط.

وأغسطس/آب الماضي، أكد الرئيس التركي، وجود تواصل بين جهازي المخابرات في البلدين، قائلا إن "الجانب المصري طلب في لقاء مع دبلوماسيينا مؤخرا إزالة سوء التفاهم الحاصل مع تركيا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات المصرية التركية العلاقات التركية المصرية تطبيع العلاقات التركية المصرية

رغم القطيعة الدبلوماسية.. مؤشرات تفاهم تركية مصرية

الرئيس المصري يلتقى نظيره القبرصي في نيقوسيا