استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فلسطين والجامعة العربية

السبت 19 سبتمبر 2020 10:36 ص

فلسطين والجامعة العربية

كيف نتصرف الآن بعد بلوغ انهيار النظام العربي مبلغه وتنكرت الجامعة للتفويض الذي أنشئت من أجله: فلسطين؟!

ظل الموقف الفلسطيني الرسمي غالبا المحدد والمقرر لبيانات الجامعة الختامية حتى وإن ظلت حبراً على ورق.

جهود متواضعة بذلتها الجامعة دعماً لقضية فلسطين وهي جهود تزداد تضاؤلاً باضطراد مع تآكل العمل العربي المشترك.

الجامعة بهياكلها وأدائها ستستمر بفلسطين أو بدونها فلم يعد أحد يكترث بالقيمة «المعنوية» لفلسطين على مؤسسة الجامعة.

تعويل فلسطيني على الجامعة في سياق خلل استراتيجي تجلى بوضع كل البيض بسلة التفاوض والخيار الدبلوماسي والرهان على المجتمع الدولي.

*     *     *

أحسب أنها المرة الأولى، التي تُطرح فيها «عضوية فلسطين في جامعة الدول العربية» على أجندة الجدل الوطني الفلسطيني منذ أن تأسست منظمة التحرير وانطلقت فصائلها قبل أزيد من خمسة عقود.

مع أن الفلسطينيين، منظمة وفصائل ورأيا عاما، لطالما نظروا بكثير من الألم والإحباط للجهود المتواضعة التي بذلها هذا «المنتظم القومي»، دعماً لقضيتهم وإسناداً لكفاحهم، وهي الجهود التي كانت تزداد تضاؤلاً باضطراد على وقع التآكل الذي كان يصيب العمل العربي المشترك.

ثمة مراحل عدة، مرت بها العلاقة بين الفلسطينيين والجامعة، ولا يمكن إنكار أن الاعتراف الأهم بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني بدأ مع قمة الرباط 1974، وكان مدخلاً لاعترافات دولية لاحقة...

ولا يمكن التنكر للدعم المالي العربي، تحت مظلة الجامعة، الذي قدم للمنظمة والسلطة (لاحقاً)، مع أنه كان باستمرار دون مستوى التعهدات التي يقطعها القادة على أنفسهم في قممهم المتلاحقة...

ولا يتعين التقليل من حقيقة أن الموقف الفلسطيني، ظل إلى حد كبير، المحدد والمقرر للبيانات الختامية للجامعة، حتى وإن ظلت حبراً على ورق.

مشكلة الفلسطينيين مع جامعة العرب، أنهم عوّلوا عليها كثيراً، فكانت محطتهم الأولى عند كل منعطف، تليها محطات إسلامية وأممية، وغالباً من دون أن يترافق ذلك، مع سعي حثيث لبناء عناصر القوة والاقتدار الذاتيين.

وفي سياق خلل استراتيجي أعظم، تجلى بالأساس بوضع كل البيض في سلة المفاوضات والخيار الدبلوماسي والرهان على المجتمع الدولي.

والمشكلة الأعمق، أن هذا التعويل وتلك الرهانات، ظلت مستمرة كأن شيئاً لم يطرأ على النظام العربي ولا على أولويات دوله وحكوماته... ظللنا نفعل المزيد من الشيء ذاته، مع أن العالم العربي وجامعته، كانا يتغيران من حولنا.

كيف نتصرف اليوم، بعد أن بلغ الانهيار بالنظام العربي مبلغه، وتنكرت الجامعة للتفويض الذي أنشئت من أجله: فلسطين؟

وبعد أن فقدت الأخيرة «حق الفيتو» على الجزء المتعلق بها من قرارات الجامعة وبياناتها الختامية، وبعد أن طغت أولويات بعض المحاور العربية، على الأولوية الأولى التي نشأ النظام العربي على أساسها: فلسطين؟

المُطَالِبون بالانسحاب من الجامعة رداً على التطورات الأخيرة في المشهد العربي، «يتطيرون» قليلاً، رغم أن الجامعة لم تعد، ولم تكن، «فرس الرهان» الذي يمكن التعويل عليه.

فالمنظمة تبحث عن «عضوية» أي منتظم عالمي أو إقليمي، وستكون سعيدة إن عرضت عليها عضوية نادي دول «الساحل والصحراء»، وهي كانت سعيدة أصلاً بعضوية الاتحاد الأفريقي، برغم أن فلسطين تقع خارج جغرافيا القارة السوداء...

المطلوب البقاء في الجامعة من دون تعويل ورهان كبيرين، و«التحرر» من بعض الضغوط التي كانت تملي على ممثليها مواقفهم المسايرة والمحابية لهذه العاصمة أو تلك، بل والتصدي لبعض الدول التي تناصبهم العداء، في ملفات أخرى، تكون معروضة في العادة على جداول الأعمال...

يجب تفعيل دور فلسطين في الجامعة، بدل الانسحاب منها، على أن يشمل هذا التفعيل مختلف الملفات المعروضة، وليس ملف فلسطين وحده.

ثم، من قال إن الجامعة ستنهار إن خرجت فلسطين منها؟...سبق لمصر، زعيمة العالم العربي، إن «أخرجت» منها وبقيت الجامعة. وسوريا الدولة العربية الوازنة، مضى على تجميد عضويتها في الجامعة قرابة العقد، وظلت الجامعة.

والجامعة بهياكلها وأدائها المعروفين، ستستمر بفلسطين أو بدونها، وعلينا أن ندرك أن أحداً لم يعد يكترث بالقيمة «المعنوية» التي تضفيها فلسطين على مؤسسة الجامعة.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

قطر تسلم رئاسة مجلس الجامعة العربية للكويت