في أول انتشار أجنبي.. سرب من قوة الفضاء الأمريكية يتمركز بقاعدة العديد

الاثنين 21 سبتمبر 2020 05:01 م

انضم سرب من 20 طيارًا إلى قوة الفضاء الأمريكية التي تتمركز في قاعدة العديد الجوية بقطر، في أول انتشار أجنبي لها.

وتعد القوة، التي أصدر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قرار تأسيسها، الفرع السادس للجيش الأمريكي وأول خدمة عسكرية جديدة منذ إنشاء القوات الجوية في عام 1947.

وينظر بعض المشرعين الأمريكيين إلى الفرع بقوته المتوقعة، البالغة 16 ألف جندي وميزانية 2021 البالغة 15.4 مليار دولار، كمشروع تافه لـ"ترامب" قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

لكن مدير القوة في العديد، العقيد "تود بنسون"، يقول إن دولا "شديدة العدوانية"  تستعد لتوسيع الصراع إلى الفضاء، مضيفا: "يجب أن نكون قادرين على التنافس والدفاع عن جميع مصالحنا الوطنية وحمايتها"، وفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتدبرس".

ورفض "بنسون" تسمية الدول "العدوانية" التي سيراقبها طيارو قوة الفضاء، ويحتمل أن يقاتلوها، غير أن الوكالة الأمريكية أشارت إلى أن قرار نشر أفراد القوة في العديد يأتي بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.

وبلغت الأعمال العدائية بين البلدين، والتي أشعلها انسحاب "ترامب" الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني، ذروتها في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما قتلت القوات الأمريكية قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في غارة لطائرة أمريكية مسيرة ببغداد، وردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على جنود أمريكيين في العراق.

كما أطلق الحرس الثوري الإيراني هذا الربيع أول قمر صناعي له إلى الفضاء، وكشف عن ما اعتبره الخبراء برنامجا فضائيا عسكريا سريا.

وفي المقابل، فرضت إدارة "ترامب" عقوبات على وكالة الفضاء الإيرانية، متهمة إياها بتطوير صواريخ باليستية تحت غطاء برنامج مدني لوضع أقمار صناعية في المدار.

ويزعم المسؤولون الأمريكيون أن القوى العالمية التي لديها برامج فضائية أكثر تقدمًا، مثل روسيا والصين، قد أحرزت تقدمًا أكثر خطورة.

وفي الشهر الماضي، حذر وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" من أن روسيا والصين تطوران أسلحة يمكن أن تقضي على الأقمار الصناعية الأمريكية، ما قد يؤدي إلى نثر الحطام الخطير عبر الفضاء وشل الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى الطائرات الأمريكية بدون طيار والمقاتلات وحاملات الطائرات وحتى الأسلحة النووية.

ويشير النقيب "رايان فيكرز"، عضو قوة الفضاء، المعين حديثًا في العديد، إلى أن الجيش الأمريكي يعتمد بشكل كبير على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ونظام تحديد المواقع العالمي "GPS"؛ لتحديد إحداثيات السفن التي تمر عبر ممرات الخليج الاستراتيجية للتأكد من أنها لا تمر بالمياه الإقليمية لدول أخرى.

ويعود أول استخدام لمهام قوة الفضاء الأمريكية الحالية إلى حرب الخليج عام 1991، عندما اعتمد الجيش الأمريكي لأول مرة على إحداثيات "GPS" لإخبار القوات بمكان وجودها في الصحراء أثناء طرد قوات الرئيس العراقي "صدام حسين" من الكويت.

وكان مضيق هرمز، الذي يتدفق عبره 20% من النفط العالمي، مسرحًا لسلسلة من المواجهات المتوترة، حيث استولت إيران على قوارب تدعي أنها دخلت مياهها الإقليمية، ما يعني أن تعطل إشارة واحدة لنظام مهمات القوة الفضائية أو سوء تقدير له يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية بالمنطقة.

وفي هذا الإطار، حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية من أن الطائرات التجارية المبحرة فوق الخليج قد تتعرض للتشويش على الاتصالات من جانب إيران، وأن سفنا في المنطقة تلقت اتصالات "مخادعة" من كيانات غير معروفة تدعي زورًا أنها سفن حربية أمريكية.

وعلق "برايان ويدن"، أحد المحاربين القدامى في القوات الجوية الأمريكية، مروجا لمهام قوة الفضاء: "ليس من الصعب القيام بذلك، لكننا رأينا إيران ودولًا أخرى تصبح فعالة جدًا في القيام بذلك على نطاق واسع (..) هناك مخاوف من أن تتدخل إيران في اتصالات النطاق العريض العسكرية".

وفي المقابل، قال المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة "علي رضا مير يوسفي" إن بلاده لن تتسامح مع التدخل في شؤونها، وسترد، وفقًا للقانون الدولي، على أي هجمات ضد سيادتها، مؤكدا أن إيران واجهت العديد من الهجمات الإلكترونية شنتها الولايات المتحدة و(إسرائيل).

ويحذر "داريل كيمبال"، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة ومقرها واشنطن، من أن عدم التوصل إلى اتفاق دولي يمنع الأسلحة التقليدية، مثل الصواريخ الباليستية، من إسقاط الأصول الفضائية، فإن المجال الفضائي يتجه لأن يكون أكثر عسكرة.

وأنشأت روسيا والصين بالفعل قوات فضائية، وأدى اهتمام الحرس الثوري الإيراني المفاجئ بإطلاق الأقمار الصناعية إلى زيادة مخاوف الولايات المتحدة.

ومع ذلك، يصر المسؤولون الأمريكيون على أن نشر القوة الفضائية الجديدة يهدف إلى تأمين المصالح الأمريكية، وليس إطلاق سباق تسلح خارج الأرض.

ويزعم "بنسون" أن "الجيش الأمريكي يرغب في رؤية فضاء سلمي"، لكن "سلوك الآخرين هو ما يقود إلى هذه النقطة"، على حد قوله.

المصدر | الخليج الجديد + أسوشيتدبرس

  كلمات مفتاحية

قاعدة العديد

نشر أول دفعة من قوة الفضاء الأمريكية في قاعدة العديد بقطر.. لماذا؟