استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يجب إعلان الشرق الأوسط «منطقة منكوبة»..!

الأحد 13 سبتمبر 2015 01:09 ص

الكارثة الانسانية العربية تهاجم الآن من الشرق الأوسط مركز أوروبا. ملايين اللاجئين يبحثون عن بيت، مئات الآلاف اليائسين يسيرون في أعقابهم، الآلاف يغرقون في البحر، جثة طفل سحبت إلى الشاطئ تثير الضمير النائم لعالم قاسي القلب. ولكن في داخل هذه الأزمة الإنسانية الفظيعة – سفن مهترئة، قطارات مليئة، مخيمات لاجئين – لا يوجد من يجيب بصدق وبجدية على سؤال: ما الذي يحدث هنا، ولماذا الآن، وما سبب ذلك في أننا نشهد حدث مخيف لهجرة الملايين الذين يعانون.

السبب الأول لهذه الكارثة الإنسانية العربية هو الفشل السياسي العربي. ما هي الإمكانيات السياسية التي يقدمها العالم العربي لشبابه؟ ملكية انفعالية، دكتاتورية عسكرية، ثيوقراطية إسلامية، أو فوضى دموية. صحيح أن تونس ما زالت تبعث الأمل، وفي بيروت الوضع يختلف شيئا ما، لكن في نهاية المطاف فإن المكان الذي نعيش فيه يبعث على اليأس ولا يبث الأمل. لا توجد حقوق إنسان، ولا احترام للإنسان ولا يوجد فصل للسلطات. وحينما تُبين العولمة الاعلامية لفاقدي الأمل الفرق بين العالم العربي الذي يعيشون فيه وبين العالم الاوروبي المجاور – فإنهم يقومون ويذهبون. الملايين يصوتون الآن بأرجلهم ضد الفشل الذريع للمشروع القومي العربي، الذي لم ينجح في صنع دولة واحدة تدمج بين النمو والحريات.

السبب الثاني للكارثة العربية هو الفشل الغربي الاستراتيجي. فقد ساهمت الولايات المتحدة وأوروبا في استقرار نظام ما بعد الكولونيالية في الشرق الأوسط. وهو نظام فاسد يستند إلى صفقة مشبوهة مبنية على دعم الأنظمة الظلامية مقابل التوفير الدائم للنفط. لكن النظام الفاسد استمر في طريقه المشوهة، وقلص الحروب في منطقتنا وعمل على تقليل المعاناة الانسانية. لكن الولايات المتحدة وأوروبا هدمت النظام في الشرق الأوسط من خلال الحرب المجنونة في العراق وفي ليبيا، والتأييد غير المباشر للإخوان المسلمين. النتيجة لم تكن نظام بديل تستقر فيه الأنظمة المتنورة والقيم الديمقراطية، بل غياب كامل للنظام، حروب أهلية وحروب أصولية وحروب قبلية. الطموح المثالي وغير الواقعي لقوى الغرب وجد أسماء له في ارجاء الشرق الأوسط.

السبب الثالث للكارثة الإنسانية العربية هو المصداقية السياسية. البروفيسور «ادوارد سعيد» وتلاميذه تسببوا بضرر لا يوصف عن قدرة التحدث والتفكير الصحيح في كل ما يتعلق بالعالم العربي. وإرثهم الثقافي لم يترك المجال للحديث عن سكان المنطقة إلا كضحايا فقط. التعامل مع الأمة العربية الغنية بتاريخها، والعميقة في ثقافتها والقوية في اقتصادها، كان مثل الطفل الذي لا يتحمل مسؤولية أفعاله. لذلك فإن كل أمراض السياسة العربية نُسبت للآخرين – الامبرياليين، الكولونياليين والصهاينة. وبسبب هذا لم يكن انتقاد حقيقي للعالم العربي ولم يُطلب منه تقويم ذلك.

غياب الأداء الذي تسبب بأن تكون سوريا مختلفة تماما عن اندونيسيا، والعراق مختلف تماما عن كوريا الجنوبية، لم يتم الاعتراف به أبدا، لم يُشخص ولم يُعالج. وفي أعقاب اللقاء الدموي بين الفشل العربي والفشل الغربي والمصداقية السياسية – تفككت دول وقُتل مئات الآلاف وفقد الملايين بيوتهم.

حان الوقت لفتح العيون. لن يكون هناك حل موضعي لتراجيديا المقتلعين الذين يُغرقون الآن مركز أوروبا. الحل الوحيد هو الاعتراف بأن الشرق الأوسط هو «منطقة منكوبة» بحاجة الى خطة «مارشال» شاملة تواجه مشكلاته الأساسية، التي تقض مضاجع سكانه ولاجئيه.

 

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط سوريا العراق اليمن المنطقة العرب منطقة منكوبة اللاجئين الثورة الربيع العربي

عن الحروب العربية ضد الذات

التدخل الخارجي يؤجل الحلول في الشرق الأوسط